الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. محمد مبروك يكتب: أعداء الجمال

صدى البلد

تتحمل الموازنة العامة للدولة مبالغ طائلة مخصصة لتجميل المناطق وتزيين الأحياء لا سيما المدن الجديدة التي تعكس الواجهة الحضارية لمصر الحاضر التي نفضت عنها غبار الماضي واتخذت سبيلها للمستقبل ببناء عاصمة جديدة وإقامة مشروع "المونوريل" العملاق، بالإضافة إلى شبكة الطرق التي قفزت بمصر إلى مكانة متقدمة بين دول العالم من حيث جودة الطرق.

هذا ويعيد المسؤولون المحليون النظر في البنية التحتية في الكثير من المناطق حتى تستوعب الزيادة السكانية وتتواكب مع التطور المذهل الذي تشهده البلاد في الآونة الأخيرة.

لكن ومع كل هذا التطور وتغيير الفكر لدى الكثير من المسؤولين المحليين، لا زال هناك من يعيش في الماضي ولا يعبأ بما يحدث من حوله.
ولي في ذلك تجربة خاصة أخوض غمارها منذ عام كامل، فقد سلكت كل سبل التواصل والتودد لمسؤولي الزراعة وقادة جهاز التجمع الخامس لرعاية الحديقة العامة التي تقع أمام منزلي دون جدوى، بل إن الفكر المعلن لدى هؤلاء المسؤولين هو نشر القبح ومحاربة الجمال!

فعندما قام أحدهم بعد ضغط من سكان المنطقة بمحاولة صيانة الحديقة من رفع بعض المخلفات وإزالة بعض الأحجار والزلط المنثور بها، جاء رؤساؤه ليوبخوه على ما فعل، بل إنهم طلبوا منه إعادة نثر هذا الزلط مرة أخرى كي لا يتسنى لأحد زراعة المساحة التي تم تنظيفها، كما أنهم قاموا بقطع بعض نخيل الزينة من الحديقة دون أسباب تذكر.

لا أدري أهذه خطة ممنهجة لنشر القبح في أرجاء ذلك المكان الجميل أم أن عقلية أولئك القائمين على الزراعة في جهاز التجمع تعادي الجمال، كثيرًا ما قام سكان الحي بالتواصل مع قيادات الجهاز المتعاقبة دون أي تأثير وكأن هؤلاء المسؤولين عن الزراعة في جهاز التجمع بمعزل عن المساءلة والمتابعة .

ومن هنا ليس لنا إلا وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة التي تتحمل الكثير من الأعباء، لكن نشر ثقافة الجمال لا بد أن يسود، ولا بد أن يقوم هؤلاء بعملهم، خاصة أنهم يقومون بالاهتمام بأماكن أخرى خوفًا من مرور بعض كبار المسؤولين منها.

فليحرص الجميع على أداء ما هو منوط به من عمل ومسؤولية في هذا الوطن حتى يمكننا إكمال صورة مصر الحضارية التي نصبو جميعًا إليها، وليتحرك القائمون على العمل في جهاز التجمع الخامس ويتابعوا ما يحدث على بعد دقائق منهم كي نتمكن من إيقاف أولئك المناهضين للجمال والناشرين للقبح.