الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تصاعد الأزمة اللبنانية.. فشل محادثات تشكيل الحكومة الجديدة بين عون والحريري.. ولبنان يغرق في أعمق أزمة اقتصادية

الرئيس عون ورئيس
الرئيس عون ورئيس الوزراء سعد الحريري

فشل سعد الحريري وميشال عون في الاتفاق على تشكيل حكومي جديد 
- الرئيس اللبناني يدعو رئيس الوزراء الى التنحي 
 نصرالله: حكومة تكنوقراط لا تدعمها جماعات سياسية لن تنقذ البلاد


فشل رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري والرئيس ميشال عون اليوم الاثنين، في الاتفاق على تشكيل حكومي جديد بعد شهور من الجمود، حيث تغرق البلاد في أعمق أزمة اقتصادية.

وأدى الانخفاض الحاد في قيمة الليرة اللبنانية إلى جانب انتشار الفقر والبطالة إلى تآكل القوة الشرائية وغضب السكان، ما أشعل فتيل الاحتجاجات ضد الطبقة الحاكمة الراسخة.

وعلى الرغم من الغضب العام والضغط الدولي لتشكيل حكومة من أجل سن الإصلاحات اللازمة لإلغاء التعهدات بالمساعدات، استمرت الخلافات حول المناصب الوزارية بعد سبعة أشهر من استقالة الحكومة المنتهية ولايتها في أعقاب انفجار مدمر في بيروت، نُسب إلى الإهمال الرسمي على نطاق واسع.

وأدى الفشل يوم الاثنين في الاتفاق على تشكيلة وزارية إلى تحطيم الآمال في تحقيق انفراجة، حيث أثار تبادل الانتقادات اللاذعة بين الزعيمين مخاوف من حدوث مأزق كامل، لم يتم الإعلان عن أي اجتماع جديد.

وقال الحريري من القصر الرئاسي بعد رفض اقتراحه "طلبت من الرئيس الاستماع إلى ويلات الشعب وإعطاء هذا البلد فرصته الأخيرة في أن تكون له حكومة تكنوقراطية قادرة على الإصلاح".

وقال الحريري، إن عون والحزب الذي أسسه يطالبان بثلث مقاعد مجلس الوزراء وهو ما يمنحهم حق النقض (الفيتو) على قرارات الحكومة.

وأضاف أن عون أرسل لي الليلة الماضية تشكيلة تمنح فريقه ثلث المقاعد الوزارية، قائلا "هذا غير مقبول"

وسرعان ما نفت الرئاسة في بيان لها أي رغبة في "أقلية معطلة" وعبرت عن "استغرابها" من "كلمات" الحريري ونبرته.

وأعلن الحريري، رئيس الوزراء ثلاث مرات الذي تم اختياره في أكتوبر لتشكيل حكومة جديدة ، تشكيلة بديلة قال إنه قدمها إلى الرئيس منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

وتألف اقتراح الحريري بشكل أساسي من خبراء وشمل أسماء جديدة، مثل فراس أبيض، رئيس مستشفى فيروس كورونا الرئيسي في لبنان ، وناصر ياسين من الجامعة الأمريكية في بيروت ، والباحثة السياسية البارزة فاديا كيوان، وفقًا لقائمة نشرها مكتبه.

واستقالت الحكومة المنتهية ولايتها برئاسة حسان دياب في أعقاب انفجار في 4 أغسطس في ميناء بيروت أدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص وتدمير العاصمة.

وتبادل قادة لبنان اللوم في تأجيل الحكومة، حيث دعا عون الحريري إلى التنحي إذا كان غير قادر على تشكيل حكومة مناسبة لجميع الأطراف.

كما انتقد حسن نصر الله، زعيم حزب الله الشيعي القوي والحليف المقرب لعون، هذا التراجع.

وفي خطاب ألقاه يوم الخميس، دعا نصر الله الحريري إلى التخلي عن مساعيه لتشكيل حكومة من 18 عضوا تتألف بالكامل من تكنوقراط.

وقال نصر الله "حكومة تكنوقراط لا تدعمها جماعات سياسية لن تنقذ البلاد"، داعيًا إلى تمثيل الأحزاب القائمة.

الأزمة الاقتصادية في لبنان هي الأسوأ منذ الحرب الأهلية 1975-1990.

ويعيش أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر وفقدت العملة الوطنية أكثر من 85٪ من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي في السوق السوداء.

تم بيع الجنيه، المثبت عند 1507 جنيه للدولار منذ عام 1997، مقابل 15 ألف جنيه للدولار في السوق السوداء الأسبوع الماضي عند أدنى مستوى له على الإطلاق.

وأدى الانخفاض السريع في العملة إلى إشعال احتجاجات الشوارع التي بدأت في عام 2019 قبل أن يتم إخمادها مؤقتًا العام الماضي بسبب جائحة فيروس كورونا.

وانتقد المتظاهرون المسؤولين بسبب الجدل حول مناصب وزارية بدلًا من الاجتماع معًا لتشكيل حكومة قادرة على قيادة الإصلاحات التي طالبت بها الجهات المانحة والمجتمع الدولي منذ فترة طويلة.

وذكرت صحيفة لوريان لوجور اللبنانية اليومية الناطقة بالفرنسية يوم الاثنين أنه "لا توجد مؤشرات تشير إلى أننا نتجه نحو حل".

كما يتصاعد الضغط من المجتمع الدولي.

وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية نجاة رشدي أمام مجلس الأمن الأسبوع الماضي: "على السلطات اللبنانية التحرك بشكل عاجل لوقف الأزمة المتفاقمة".

وحث وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ، الإثنين ، نظرائه الأوروبيين على اتخاذ إجراءات لدرء انهيار لبنان.

وقال "أريد أن نكون قادرين على أن نناقش سويًا الروافع التي من شأنها أن تسمح لنا بالضغط على السلطات اللبنانية".