الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمضان البيه يكتب: الإمام أحمد الرفاعي «2»

صدى البلد

  عزيزي القارئ ما زال حديثنا عن سيد أهل الذل والانكسار والعجز والافتقار بين أهل الله تعالى .سيدنا الإمام أحمد الرفاعي رضي الله عنه.  وكنا قد تحدثنا في المقالة السابقة عن مولده  ونسبه الشريف وعن نشأته وشيوخه وبعض مناقبه . وفي هذه المقالة نتحدث عن ما قاله المؤرخ الإسلام الشهير السيد شمس الدين محمد بن أحمد الملقب والمعروق بالإمام الذهبي صاحب المؤلفات العديدة والمراجع الإسلامية المعتبرة ..يقول رضي الله عنه عن  سيدنا الإمام أحمد الرفاعي رضي الله عنه في مجلده ( سير أعلام النبلاء ) وهو أحد المراجع الكبرى المدققة في سير أعلام الأمة وأئمتها ..يقول ..كان كثير الاستغفار .   عالي المقدار .رقيق القلب .غزير الإخلاص .عطوف على الخلق رحيما بهم ساعيا  في خدمتهم معينا للضعفاء محبا للفقراء والمساكين عطوفا على الأرامل واليتامى وجميع الخلق..  وفد أبيه من بلاد المغرب إلى العراق وسكن البطائح بقرية أم عبيدة وتزوج بأخت العالم الولي التقي الزاهد منصور البطائحي ولكنه توفى وأمرأته حبلى بالإمام الرفاعي وكان قد رآى رؤية يبشره فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله بمولود لأخته قال له فيها ( يولد لأختك ولد كما أني رأس الأنبياء سيكون رأس الأولياء )  .كفله خاله منصور الزاهد هو وأمه وأشرف على تربيته وتعلميه وتنشأته نشأة دينية علمية سليمة..اساسها الشريعة الغراء .وتطهير النفس وتزكيتها وتصفية القلب من العلائق والأغيار فكان فياضا بالسلوك الصوفي الصحيح الخالي من الشطط والشطوحات ..فصار شيخا روحيا رقيقا سامي الحس والمشاعر وعالما ربانيا ينطق بالحكمة وأنوار المعارف وعلوم التحقيق الممزوجة بروح الشريعة . هذا ولقد كان رضي الله عنه شديد التواضع حتى أنه كان لا يرى لنفسه الكريمة فضل ولا منزلة ولا مكانة وكان يقول عن نفسه أنا حميد اللاش ( تصغير لأسمه أحمد ) . ويتجلى لنا شدة تواضعه وعدم رؤيته لنفسه يوم أن وقف أمام روضة جده رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله..وقال ( في حالة البعد روحي كنت أرسلها تقبل الأرض وهي عني نائبتي وها هي دولة الأشباح قد حضرت فأمدد يمينك يا جدي كي تحظى بها شفتي ..فخرجت اليد الشريفة من روضة الحبيب فقبلها الإمام الرفاعي وحدث ذلك أمام جمع غفير من الناس . فقالوا والله إنها لكرامة للأمام الرفاعي ..فما كان منه رضي الله عنه إلا أنه ألقى بنفسه على الأرض قائلا .( دوسوا عليا بأقدامكم ولا تظنون  أن في شيء.. فإذا ظننكم في الرفاعي شيء فأنا لا شيء ..وقال .( من ظن في نفسه شئ فهو لا شئ ) . ولقد كان من شدة تواضعه أنه كان يعالج الكلاب الضالة ويداويها من جروحها وكان إن لقيه حيوان وهو سائر في طريق يلقي عليه السلام . وكان من تواضعه أيضا وشفقته بالأرامل والعجائز أنه كان يجمع الحطب فيجئ به إلى بيوتهم ويملأ لهم الماء بالجرة وظل على هذا الحال حتى بعدما كثر مريديه وأتباعه . . هذا وقد من من شدة رحمته أنه إذا سمع أو رأى يتيما يبكي تهتز مفاصله وترتعد أعضاءه ويهرول لمساعدته باكيا ..هذا ولإمامنا الجليل مشاهد من حياته تجلى مدي إنسانية ومدى الرحمة في قلبه من ذلك أن كان في بيته هرة( قطة) نامت يوما على  طرف ثوبه فلما نودي للصلاة لم ينهرها ولم يوقظها ولم يزعجها فقص طرف الثوب وقام للصلاة وبعدما استيقظت الهرة أخذ طرف الثوب ووصلة بالخياطة وقال . لم يتغير شئ ..عزيزي القارئ نستكمل الحديث عن سيدنا الإمام الرفاعي رضي الله عنه في المقالات التالية بمشيئة الله تعالى..نفعنا الله تعالى بحضرته وبسيرته العطرة وبسره وبركته