الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عمر عاقيل يكتب: مقاييس النجاح

صدى البلد

حتى قبل اكتمال الثلث الأول من البطولة الاحترافية، أثار مسلسل اقالة المدربين الكثير من التساؤلات، في وضع يسائل الأندية المغربية التي يغيب عن جلها مشاريع رياضية واضحة ويملك فيها رئيس النادي سلـطة اتخاذ القرار.


فما هي يا ترى مقاييس النجاح التي تعتمدها الأندية؟ وما هي مقاييس اختياراتها؟ ماذا تريد؟ وإلى أي محطة تريد أن تصل؟ أندية تتعاقد مع مدربين بكفاءات وسير ذاتية وإنجازات كروية داخل الكرة العربية والأفريقية، وفي قراراتها المتخذة ما ينم عن واقع مزري في اتخاذ قرار التعاقدات التي لا تخضع لركائز علمية وواقعية أكثر ما تدار بالأهواء، ولجان فنية تدار بعقول غير فنية ورؤية غير واضحة المعالم، ترتب عنها تراكم الديون على الأندية بسبب الشروط الجزائية التي تلتزم بها الأندية في حالة إلغاء عقود مدربيها، كل تلك السيناريوهات تحدث في منظومة الكرة الوطنية من دون وجود استراتيجيات قصيرة وبعيدة المدى تقوم على صنع فرق قادرة على تحقيق الإنجازات.


إن مقاييس النجاح لدى الأندية المغربية نحو تحقيق الأهداف، تغيب عنها مرتكزات العمل الإداري الصحيح الذي يقوم على التخطيط السليم، والتنظيم المحكم، باﻹضافة إلى التوظيف التوجيه والرقابة، أساسات تغيب عن تسيير عمل الأندية الإداري؟ أسئلة كثيرة لها إجابة واحدة لا غير، وهي أن التسيير الأحادي الجانب، والانفراد باتخاذ القرار نسفت أحلام الكثير من إنجازات الفرق المغربية.


تلك محصلة الكثير من عمل الأندية الوطنية من تخبطات في اتخاذ القرارات بإقالة المدربين وتحمل النادي دفع الشرط الجزائي للمدرب وهذا بحد ذاته يعتبر سببا رئيسيا في تراكم الديون على معظم الأندية الوطنية، كل هذا يحدث في الوقت الذي تعاني الأندية من بعض القصور في الرؤى الفنية التي يتم عليها بناء التعاقد مع الأجهزة الفنية، والذي من المفترض أن تسعى الأندية للاستقرار الفني والإداري عن طريق التأني في عملية اختيار المدربين وأن يكون الإختيار مبنيا على أسس علمية وعملية بحتة، بعيدا عن المحسوبية في الاختيار، وأن يكون الشخص المسؤول عن الاختيار قادرا على قراءة السيرة الذاتية للمدرب بشكل فني وتقييم عمل المدرب فيما بعد.


حلقات مسلسل اقالة المدربين محليا سيستمر إلى ما لا نهاية، إذ لم يغير صناع القرار في الأندية من قناعاتهم، وإخفاقهم في رسم الاستراتيجيات، كل هذا يجعل المدرب هو الحلقة الأضعف داخل منظومتنا الكروية، لذلك لا يوجد قرار أسهل تمريره أمام غضب الجماهير سوى إقالة المدرب بغض النظر عن توقيت الإقالة.


حسب الفلسفة المتبعة لدى الغالبية العظمى من الأندية تبقى معايير بقاء المدرب أو رحيله مرتبطة بالنتائج أولا وأخيرا، وهذا ما يغيب كليا استحضار مبدأ العمل الذي تحكمه منظومة واستراتيجية متكاملة إما يأتي من خلالها النجاح، أو الفشل حينما تضعف وتتراجع، وهي فلسفة قد تبدو منطقية مع بعض الأندية وغير واقعية مع الغالبية الأخرى، وهنا يفرض السؤال نفسه، تغيير المدربين المتكرر ببطولتنا المحترفة هل هو منطقي أم أنه محاولة لتغطية الفشل؟