EN 
الظروف المادية الصعبة التي يعيشها الأب وزوجته، لم تمنع من تفوق ونبوغ الأبناء و التحاقهم بكليات القمة في قنا، ليضربوا أروع الأمثلة في التحدي والإصرار على تحقيق الأحلام التي يعتقد البعض أنها مستحيلة.
الأسرة المكونة من أب و أم و ٦ أبناء، يطلق عليها أبناء مركز أبوتشت بقنا، "عائلة المتفوقين" فقد تحدي ابنها الأكبر الظروف والتحق بكلية طب قنا، فيما التحق الثاني بكلية الهندسة بعد تخرجه من معهد فني صناعي، وثالث في معهد نظم معلومات و أخري بمعهد فني تجاري، و الخامس والسادس في الثانوية العامة ينتظران دورهما للالتحاق بكليات القمة.
ناصر حسين، الملتحق بكلية طب قنا، بمجرد انتهاء امتحانات التيرم الأول بكلية الطب وعاد لاستكمال مهامه في كسر زراعات القصب، لمساعدة والده في توفير نفقات المعيشة، وتدبير ما يمكن لمساعدة أشقائه الصغار حتى يتمكنوا من استكمال مسيرتهم التعليمية.
أما الابن الأكبر خالد حسين، الملتحق بكلية هندسة قنا، ينتظر الإجازات بفارغ الصبر، للتوجه إلي القاهرة للعمل في المعمار مع أي مقاول أو شركة، لتدبير مصاريف الكلية التي تتزايد مصاريفها يومًا بعد آخر، فضلًا عن مساعدة والده في مواجهة أعباء المعيشة.
الالتحاق بكليات القمة، لم يغير من طبيعة الأبناء أو يدفعهم للتمرد علي الظروف القاسية التي وجدوا أنفسهم فيها، بل تحولا إلي أيقونة في الكفاح والإصرار علي النجاح، فطالب الطب يراه الأهالي حاملًا فوق ظهره أكوام من القصب الذي يعمل به، وشقيقه المهندس لا يخجل أبدًا من حمل الطوب أو "قروانة" الإسمنت خلال العمل بالمعمار.
الأب الذي يعمل موظفًا بسيطًا في التربية والتعليم، بمرتب لم يتجاوز ٣ آلاف ونصف، لم يبخل علي أبنائه أو يتنصل من مسئولياته، لكنه دائم الكفاح للوصول بهم إلي بر الأمان ، و كله أمل في استجابة وزير التعليم العالي بتخصيص منحة دراسية كاملة لابنه بكلية الهندسة وتسكينه بالمدينة الجامعية، لضمان استكمال مسيرته التعليمية المهددة بالتوقف لعدم القدرة على تلبية احتياجات الكلية.
قال حسين عبدالحكم ، حريص علي مؤازرة أبنائي وتحقيق أحلامهم في الالتحاق بالكليات التي يرغبون في دخولها، وبفضل من الله تمكن ابني الأكبر خالد من الالتحاق بكلية الهندسة، و ناصر تمكن من الالتحاق بكلية الطب، و محمد بالفرقة الثانيه معهد إدارة نظم معلومات بالجيزه، و رحاب، طالبة بالفرقة الثانية معهد فنى تجارى، و ممدوح، طالب بالصف الثانى الثانوى، وصابرين، بالصف الأول الثانوى.
وأوضح خالد حسين ، طالب بكلية الهندسة، حصلت على الثانوية العامة ٢٠١٨، والتحقت بالمعهد الفني الصناعي، وحصلت على مجموع 99.06% أهلني للالتحاق بكلية الهندسة بجامعة جنوب الوادي، و كان لأسرتي دور هام في دخولي الهندسة، لتوفيرهم الجو الهاديء والمناسب للدراسة والتفوق، وكان لابد أن أؤدي دوري في مساعدة والدي و توفير المصروفات الدراسية.
وناشد حسين، وزير التعليم العالي، ورئيس جامعة جنوب الوادي، وعميد كلية الهندسة بقنا، بإعفائه من المصاريف الدراسية، وتوفير منحة دراسية مجانية له لدراسة الهندسة، حتي يتمكن من استكمال مسيرته التعليمية في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
فيما قال ناصر حسين، طالب بكلية الطب، دعم ومساندة والدي و والدتي كان سببًا في التحاقي بكلية الطب، مع الإصرار على تحقيق الحلم، لذلك أدعو الجميع التمسك بأحلامهم و تحقيقها مهما كانت الظروف والعقبات، مع عدم الخجل من أي مهنة تساعد في تدبير نفقات الحلم، فأنا انتظر الإجازات للعمل في زراعات القصب لمساعدة والدي.
اقرأ أيضًا :
تكريم عظيمات قنا فى احتفالية الأمهات المثاليات بديوان عام المحافظة
بإجمالي 191 متعافيا.. خروج 8 حالات كورونا من مستشفى قفط التعليمي بقنا
