الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في اتفاق الـ25 عاما.. ماذا قدمت إيران للصين من تنازلات؟

الصين وإيران توقعان
الصين وإيران توقعان اتفاقية تعاون على مدى 25 عاما

وقعت كل من إيران والصين، السبت، اتفاقية تعاون تجاري واستراتيجي مدتها 25 عاما، بين البلدين اللتين تواجهان عقوبات اقتصادية. حسبما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده.

بحسب وكالة "رويترز" الإخبارية، من المتوقع أن تشمل الاتفاقية، التي لم تعلن تفاصيلها النهائية بعد، استثمارات صينية في قطاعي الطاقة والبنية التحتية بإيران.

ويوقع الاتفاق خلال زيارة لوزير الخارجية الصيني وانج يي الذي وصل إلى طهران، مساء الجمعة، فيما تقول إيران إن الوثيقة بارة عن خارطة طريق كاملة تشمل بنودا سياسية واقتصادية استراتيجية تغطي التعاون في مجالات التجارة والاقتصاد والنقل، مع التركيز تحديدا على القطاع الخاص في الجانبين.

يوضح خطيب زاده أن الاتفاق يعود إلى زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج إلى طهران في يناير 2016، عندما قرر مع الرئيس الإيراني حسن روحاني تعزيز العلاقات بين البلدين.

وتعهدت الصين وإيران بإجراء مفاوضات لإيجاد اتفاق تعاون موسع لمدة 25 عاما ينص على تعاون واستثمارات متبادلة في مختلف المجالات، لاسيما النقل والموانئ والطاقة والصناعة والخدمات.

- ماذا تستفيد الصين؟ 
وفقا للمستشارة الأمريكية السابقة بوزارة الطاقة فيكتوريا كوتس فإن الصين تنوي تحويل إيران إلى "محطة وقود" لها لتلبية جزء من احتياجاتها النفطية.

وتقول كوتس في تحليل نشرته مجلة "ناشيونال إنترست" إنه عقب اللقاء بين وزير الخارجية الأمريكي والمسؤولين الصينيين في ألاسكا، تنوي بكين تعزيز علاقتها التجارية مع طهران.

وذكرت أن الصادرات الإيرانية من النفط إلى الصين ربما تضاعفت في فبراير الماضي إلى 4 مرات تقريبا، لتصل إلى مليون برميل يوميا في الشهر الحالي.

كما أشارت في تقريرها إلى ضرورة فرض عقوبات على إيران بصرامة أكثر لأن "النفط الإيراني الرخيص يمثل مصدرا جذابا وجاهزا للصين التي ستجعل إيران محطة وقود لها". 

- تنازلات إيران 
بينما لم تكشف المعلومات الرسمية عن تفاصيل الاتفاق بين الصين وإيران، لكن معارضي النظام الإيراني شبهوا الوثيقة بـ"معاهدة تركمنشاي الجديدة"، في إشارة إلى معاهدة تركمنشاي بين روسيا القيصرية وإيران القاجارية في القرن الـ19، حيث تنازلت بموجبها طهران عن مناطق واسعة في القوقاز لصالح موسكو.

ونشرت مجلة "بتروليوم إيكونوميست" البريطانية عام 2019 تفاصيل عن الاتفاق جاء فيها أن الصين ستستثمر 280 مليار دولار في صناعة النفط والغاز و120 مليار دولار في صناعة النقل الإيرانية.

وبحسب التقارير، سيصاحب الاستثمار الصيني تخفيض في أسعار النفط الإيراني لصالح الصين، كما ستمنح طهران الأولوية لبكين في تنفيذ خطط التنمية في إيران.

علاوة على ذلك، يسمح الاتفاق بين البلدين بتواجد 5000 من قوات الأمن الصينية على الأراضي الإيرانية، وفقا لفضائية "العربية".

كما ستحصل الصين على صم يصل إلى 32% على مشترياتها من النفط والغاز والمنتجات البتروكيماوية من إيران مع تأخير السداد لمدة عامين.

واعتبر معارضون أن توقيع الاتفاقية مع الصين لن ينقذ اقتصاد طهران المتدهور، بل أن الاتفاقية قد تهدد سيادة إيران.

وقالت الصحفية الإيرانية البارزة كاميليا انتخابي فرد، ورئيسة تحرير صحيفة "الإندبندنت" بنسختها الفارسية تعليقا على التوقيع "لقد استسلم حسن روحاني في العام الأخير لرئاسته للجمهورية لضغوط المرشد علي خامنئي ووافق على توقيع اتفاقية جلبت لنا العار".

وتابعت في تغريدة على تويتر "الاتفاقية سوف تدع النفط والغاز لإيران ومصاردها المائية على الخليج لصالح الصينيين لمدة ربع قرن".

بينما غرد الصحفي الإيراني  روزبه بولهاي قائلا " مسؤولي نظام الجمهورية الإسلامية يعتبرون هذه الاتفاقية لصالح إيران. فإذا كان هذا صحيحا لماذا لم تُنشر تفاصيل الاتفاقية قبل توقيعها لكي يطلع الشعب الإيراني على مزايا هذه الاتفاقية؟".

وبحسب وكالة "رويترز" فإن إيران نقلت "بصورة غير مباشرة" كميات قياسية من النفط إلى الصين خلال الأشهر الماضية وسجلت على أنها إمدادات من دول أخرى، لدرجة أن بيانات الجمارك الصينية أظهرت أنه لم يتم استيراد نفط إيراني في أول شهرين من العام الجاري.