الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إيمان البكري تكتب: نعيق الغربان

صدى البلد

 
 تركت مساحة من الوقت حتى تجف الدموع وتلتئم الجراح ويوارى جثامين فقيدي بلدي الثرىَ، أحزان وطني المكلوم على ضحايا حادث قطار الصعيد  وعقار جسر السويس لم تجف بعد، جميعنا نؤمن بالقضاء والقدر وأن كل شيء عند الله بمقدار ومسطور ومقدر وجميعنا نؤمن إيمانا شديدا بقوله تعالى وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ إلا أنني  مع ذلك اوقن بان الله يسبب الأسباب حتى نأخذ بها، وأن كان الجانب الروحاني والديني يهدئ من روعنا إلا أن المنطق العقلاني يدق ناقوس الخطر بأن هناك أمرا ما قد أدى الى هذا المصاب ..

ماذا يحدث على أرض طيبة حدث فجأة بعد سقوط غرابيب السواد التي كانت تنعق من خلال قنوات الإخوان، حيث  انهالت المصائب من كل جانب بدءا من سفينه حاويه  قناه السويس ومرورا بحادثه قطارين سوهاج الذى راح ضحيته أكثر من ٣٠ ضحية وتزامنا مع انهيار عقار سكنى بجسر السويس وانتهاء بسقوط سقالة عمود خرساني بكوبري تحت الإنشاء بالمريوطية وتزامنا مع حريق محطه قطارات بالزقازيق ….

اذا نظرنا لكل تلك الحوادث التي داهمت الوطن سنجد انها جميعها يشوبها الغموض والشك وأصابع الاتهام تشير الى ان هناك من 
يستنسخ إرادة الشيطان على أرض الله العامرة،  بداية بفتح بلف الخطر لبعض العربات بمعرفة مجهولين ما بين محطتي المراغة وطهطا فأسفر عن  توقف القطار مما أدى لكارثة أسفرت عن قتلى وجرحى بالعشرات.


بينما  اسفر جنوح  احد سفن الحاويات والتي تعد إحدى أسوأ الأزمات التي تمر بالمجرى الملاحي العالمي، أعلنت هيئة قناة السويس تعليق حركة الملاحة مؤقتًا يوم الخميس الماضي، وذلك لحين الانتهاء من أعمال تعويم سفينة الحاويات العملاقة الجانحة بالممر الملاحي منذ يوم الثلاثاء.
وجنحت سفينة الحاويات التابعة لشركة أيفر غرين لتسدّ الممر الملاحي الذي يعدّ أحد أكثر الممرات المائية نشاطا في العالم.  

هذا ما استوقفنى للبحث وشاهدت  تقرير إعلامي لقناه (ان دى ار)   الألمانية فى ٩ من  فبراير من  عام ٢٠١٩ ، والذى أشار إلى حادثة مماثلة في ميناء هامبورج جنحت نفس السفينة (إيفرجريفن) التي كان يسيرها نفس القبطان في نهر (ألبا)  بميناء هامبورج وتسببت في توقف حركة الملاحة وأضرار مادية كبيرة وأرجع قبطان السفينة الجنوح الى شده الرياح او ربما يكون هناك عطل تقنى ، وكالعادة لم تنجو مصر من نعيق الغربان عندما حدث نفس الجنوح فى قناه السويس ،   ومحاولات اتهام المرشدين المصريين بالتقصير متجاهلين ان هذا الحادث ليس الأول لنفس السفينة، ومتجاهلين اعتذار الشركة اليابانية المالكة للسفينة (إيفر جيفن)  على تعطيل سير التجارة العالمية.  
الامر الذى يضع الأمور في نصابها ويحمل المسؤولية للشركة اليابانية المالكة للسفينة، والتي تسببت في خسائر اقتصادية تقدر بالمليارات للاقتصاد المصري ،  ولحركة الملاحة البحرية العالمية التي تقدر قيمتها بنحو 9.6 مليار دولار كل يوم، اى  ما يعادل 400 مليون دولار من التبادل التجاري في الساعة .

وبينما يئن جسد الوطن من الطعنات المتتالية ينهار عقار بحي جسر السويس ليخلف وراؤه ضحايا ومصابين ،  متزامنا مع حريق ضخم يشتعل فى محطه قطارات الزقازيق حريق هائل بشكل غامض ، وتشير أصابع الاتهام إلى مجهول معلوم ينعق للخراب ، ويتزامن معه كارثه سقوط سقالات كوبرى المريوطية،  فنعلم ان الغربان ابت ان تكف عن النعيق وانهم يعلنون عن غضبهم من تكميم لعنات الشر التى تخرج من افواههم ، وعلى الرغم من كل هذه اللعنات الشيطانية فمصر قادره على مواجهه تحدياتها ،  وعلى المضي فى طريقها لن يهزها تآمرات المرتزقة ولا تحالفات الشياطين او حتى  نعيق الغربان ...