تحقيق مثير لمنظمة الصحة العالمية حول أصل كورونا.. أمريكا تتمسك بنظرية خروج الوباء من مختبر صيني.. وبكين تتهم الجيش الأمريكي بنقل العدوى في كل مكان

تعرض محققو منظمة الصحة العالمية لانتقادات شديدة بسبب الوثيقة المكونة من 123 صفحة والتي وصفت بأنها "إهانة للمليارات" حيث تم اتهام الكيان العلمي الطبي بالانحناء للخلف لاسترضاء الصين، وذلك في الوقت الذي استبعد فيه المحقق الرئيسي عن أصل الوباء "بيتر بين إمبيارك" في التقرير المثير للجدل مسألة المؤامرة.

ويظهر أن الدكتور تيدروس يقوض من تقرير فريق التحقيق، حيث دعا المحققين في أصول جائحة Covid-19 إلى التعمق أكثر في نظرية التآمر، والبحث في أصل الحادثة وظهور الفيروس معمليًا، والتي استبعدوها جميعًا، ، وفق ماذكرت شبكة سي إن إن الأمريكية وغيرها من الصحف والمنصات الصحفية الدولية.

 قال تيدروس:"على الرغم من أن الفريق خلص إلى أن التسرب في المختبر هو الفرضية الأقل ترجيحًا، إلا أن هذا يتطلب مزيدًا من التحقيق ، وربما بمهام إضافية تشمل خبراء متخصصين ، وأنا مستعد لنشر مايجدوه حال قيامهم بالمهمة".

ذكرت مسودة تقرير منظمة الصحة العالمية التي طال انتظارها حول أصول فيروس كورونا المستجد Covid-19،الذي ظهر في ووهان، والتي تقع في123 صفحة، إن وباء كوفيد الذي قتل أكثر من مليوني  ونصف شخص على مستوى العالم ، ربما نشأ من الحيوانات، وفق ماذكرت صحف دولية.

 وتأتي مسودة التقرير، لتعلن أبرز ظنونها حول الفيروس لتقول بشكل كبير إن هذا ما حدث دون أن تحسم مسودة الصحة العالمية الأمور، وتعمل في تقريرها على طرح العديد من الأسئلة المفتوحة.

 أوصى التقرير بإجراء دراسة أخرى لعينات الدم وسجلاتها في المستشفيات الصينية قبل ديسمبر بأشهر، في الوقت الذي تم فيه الإبلاغ عن الحالة الأولى التي أصيبت بالوباء.

 وطالب الخبراء بإجراء مزيد من الاختبارات للمزارع التي تزود سوق هوانان بالحيوانات البرية، حيث تم تعقب الحالات المبكرة.

 يمكن أن يكون الفيروس قد ظهر لأول مرة في الخفافيش

قال التقرير إن الفيروس وفق الاحتمال الأرجح، قد يكون ظهر لأول مرة لدى الخفافيش ثم انتشر منها عن طريق العدوى إلى أنواع الثدييات الصغيرة مثل المنك أو كلاب الراكون قبل أن ينتقل  منها إلى البشر.

يقدم التقرير أربعة مصادر محتملة للفيروس والسيناريو الأكثر ترجيحًا هو عبر مضيف حيواني وسيط، ربما حيوان بري يتم أسره ثم تربيته في مزرعة.

لكن التحقيق لم يعثر على الحيوان الآخر الذي أصيب من الخفاش - الذي يعتبر المصدر الأصلي الأكثر احتمالا للفيروس - ومن ثم ربما يكون قد نقل المرض إلى الإنسان.

وجاء في البيان أن "المضيف الوسيط" المحتمل لـ SARS-CoV-2 لا يزال بعيد المنال وغير محدد".

من المحتمل أن يكون المضيف  المباشر من أحد الحيوانات المعروف أنها تحمل فيروسًا مشابهًا، مثل الخفافيش أو آكل النمل الحرشفي.

وجاء في التقرير أنه "لا يوجد سجل للفيروسات وثيقة الصلة بـ SARS-CoV-2 في أي مختبر قبل ديسمبر 2019 ، أو الجينومات التي يمكن أن توفر مجتمعة جينوم SARS-CoV-2. في ضوء ما ورد أعلاه ، تم اعتبار الأصل المختبري للوباء أمرًا مستبعدًا للغاية".

وبعدما جاء الرئيس الأمريكي الحالي، أخبر مدير المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها الدكتور روبرت ريدفيلد الدكتور CNN أن رأيه الشخصي هو أن الفيروس صدر من مختبر في الصين.

لكن تقرير منظمة الصحة العالمية نفى هذا الادعاء، وقال إنه لا يوجد أي سجل على الإطلاق يشير إلى أن أي مختبر في الصين أو في أي مكان آخر كان يعمل لتحقيق هذا الغرض ، واستبعد تحليلات الجينوم ذلك.

 وأشار دازاك إلى أن إغلاق الصين لهذه المزارع في أوائل عام 2020 ، دليل يدعم هذه النظرية، قائلًا "الصين أغلقت هذا المسار لسبب ما في فبراير 2020 ، كانوا يعتقدون أن هذا هو المسار الأكثر احتمالًا لانتشار فيروس كورونا إلى ووهان. وعندما يصدر تقرير منظمة الصحة العالمية ... نعتقد أنه الطريق الأكثر احتمالا أيضا".

 هل نشأ الفيروس في سوق هونان في ووهان؟

 ويشير الخبراء أيضًا إلى أنه ربما تم تفويت العديد من الحالات المبكرة لأن المصابين لم يطلبوا المساعدة الطبية.

 

ويوصي التقرير أيضًا بإجراء مزيد من الاختبارات على المصادر الحيوانية المحتملة ، بما في ذلك البنجول ، في الصين وكذلك جنوب شرق آسيا ودول أخرى حيث توجد الخفافيش التي تحمل هذه الفيروسات.

 كيف ردت الصين على تقرير منظمة الصحة العالمية؟

أضاف "نريد معرفة متى سيتمكن العالم من الوصول إلى المختبر العسكري الأمريكي".

وطرحت النظرية القائلة بأن الفيروس ربما انتشر في بلدان أخرى أو نشأ في الولايات المتحدة.

كما ألقت بكين باللوم على الأطعمة المجمدة المستوردة من الولايات المتحدة وأوروبا على أنها تسبب في تفشي المرض، وهي نظرية قلل منها بشدة خبراء الصحة.

لكن الصين ذهبت إلى أبعد من ذلك بإدخال الاختبارات وعمليات التطهير لعبوات الطعام المستوردة قبل أن يستهلكها الناس، حتى أن الصين طرحت نظرية مؤامرة مفادها أن الجيش الأمريكي متورط في نشر الفيروس.