الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المتحف المصري.. خبير يعدد مراحل وخطوات الترشيح للقائمة المؤقتة لمواقع التراث العالمي

المتحف المصري بالتحرير
المتحف المصري بالتحرير

أكد مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بـ وزارة السياحة والآثار، الدكتور عبد الرحيم ريحان، أن الممتلكات التي توضع على القائمة المؤقتة لليونسكو هي ممتلكات مطلوب من دولها إعداد ملف ترشيحها طبقًا للمعايير التي وضعتها اليونسكو.

 

وأوضح "ريحان" في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الترشيحات تمر بمراحل مختلفة تبدأ باعتراف الدولة بتراثها أولًا والتصديق على اتفاقية اليونسكو وتحضير ملف الترشيح لأهم المواقع بالقائمة المؤقتة لـ البلد، وقد يكون هذا مجال دعم فني ومساعدة دولية من اليونسكو ويشتمل الملف على كافة المستندات والخرائط التي من شأنها إبراز الممتلك وتحديد سلامته وأصالته وبعد اكتماله ترسل لجنة التراث العالمي إلى الجهات الاستشارية للتقييم.

 


وبشأن المعيارين الرابع والسادس المذكورين في تقييم المتحف المصري لتسجيله تراث عالمي، أشار "ريحان" إلى أن المعيار الرابع لليونسكو هي الممتلكات المتميزة، والنادرة التي لها طراز تقليدي أو شخصية معمارية معينة أو تعبر عن طريقة ما في البناء وما ينتج عنه تغير اجتماعي ثقافي أو اقتصادي، أي نموذج بارز من البناء، والمعيار السادس هي الممتلكات المرتبطة بأحداث تاريخية هامة أو أشخاص أو عقائد أو فلسفة، على أن يكون مقترنًا على نحو مباشر أو ملموس بأحداث أو تقاليد حية أو بمعتقدات أو بـ مصنفات فنية أو أدبية ذات أهمية عالمية بارزة، أو الممتلكات المرتبطة بفهم شخصيات تاريخية أو أحداث أو ديانات أو أشخاص لها استثنائية والمعيارين ينطبقا على المتحف المصري.

 


ولفت "ريحان" إلى أهمية المتحف المصري قائلا: هو المبنى الوحيد في العالم الذي صمم ليكون متحفًا للآثار والذي يضم حاليًا أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، مضيفا أن المجموعة الأثرية التي كان يضمها المتحف الذي أقيم في الأزبكية بدأت فى الانكماش حتى تم نقلها إلى قلعة صلاح الدين في صالة واحدة، وفي 19 يونيو 1858 وافق الخديوي سعيد على إنشاء مصلحة للآثار المصرية، وقام بتعيين مارييت باشا مديرًا لها وأنشأ مخزنًا للآثار على ضفاف النيل ببولاق، والذي تحول في 5 فبراير 1859 إلى متحف عند اكتشاف كنز الملكة إياح حتب بمنطقة دراع أبو النجا بطيبة، وكان من أهم القطع المكتشفة التابوت الذي وجدت بداخله مجموعة من الجواهر والحلي والأسلحة التي كانت على درجة عالية من الروعة، شجعت الخديوي سعيد على التحمس لإنشاء متحف للآثار المصرية في بولاق وقد تم بناؤه في عهد الخديوي إسماعيل وافتتح للزيارة للمرة الأولى عام 1863، وكان المتحف في بدايته مبنًى ضخمًا يطل على النيل وسمي (دار الآثار القديمة أو الانتكخانة) إلا أنه تعرض لفيضان النيل في عام 1878 فغمرت المياه قاعات المتحف لدرجة أن مجموعة من المعروضات ذات القيمة الفنية العلمية قد فقدت.

 


وعدد "ريحان" أشهر مقتنيات المتحف ومنها تمثال الملك (خع اف رع) خفرع من حجر الديوريت وهو أشهر تمثال في العالم تم اكتشافه في معبد الوادي لهرم خفرع بالجيزة ويصور التمثال الملك جالسا على كرسي العرش المرتفع والمدعم بأسدين على جانبيه وهناك نقش منحوت بارز يرمز إلى توحيد القطرين وخلف غطاء الرأس لهذا التمثال الصقر حورس إله السماء يرتكز خلف العرش ويحمى الملك بجناحيه.

 

وأشار إلى تمثال "كا عبر" المسمى "شیخ البلد " والذي اكتشف في سقارة بواسطة مارييت بالقرب من هرم "أوسركاف" وهذا التمثال للكاهن المعلم المسمى "كا عبر"، وعند اكتشافه كان عمال مارييت مذهولين بالتشابه الكبير بينه وبين عمدة قريتهم الملقب بشيخ البلد فأطلق عليه شيخ البلد، وتمثال (خنم خواف وى) خوفو الموجود بالمتحف والمصنوع من العاج واكتشفه العالم الإنجليزي "بتري" في أبيدوس مع أجزاء من التماثيل الخشبية من نفس الفترة، وتمثال "رع حتب ونفرت" ويعتبر هذا التمثال أجمل تمثال في العالم صنع من الحجر الجيري الملون واكتشف في ميدوم بواسطة مارييت عام 1871 في مصطبة "رع حوتب ونفرت" ويمثل التمثال رع حوتب وزوجته نفرت ويؤرخ للدولة القديمة نهاية الأسرة الرابعة.

 


وقال: من بين مقتنيات المتحف تمثال القزم سنب وزوجته وأولاده المصنوعان من الحجر الجيري الملون وعثر عليهما داخل ناووس صغير من الحجر الجيري يرجع إلى الأسرة الرابعة ، موضحا أن الأقزام في مصر القديمة نوعين، الأول يعمل في القصور الملكية كمهرج والنوع الثاني هو القزم الذي يعمل في صناعة المجوهرات والمشغولات الذهبية نظرا لصغر كفه وأصابعه وفي التمثال تظهر زوجة سنب امرأة طبيعية وليست قزم وتقوم بوضع يديها على كتفه دليل على الحب والرضا وهذا يؤكد عدم وجود عنصرية عند المصري القديم.

 


وأضاف أن المتحف يضم رأس الملكة حتشبسوت المصنوعة من الجرانيت وترجع إلى الأسرة الثامنة عشرة “دولة حديثة” وعثر عليها في معبد الدير البحري، لافتا إلى الرأس كانت جزءا من تمثال للملكة على الهيئة الأوزيرية ومُثلت الملكة نفسها على هيئة رجل فارتدت غطاء الرأس النمس الملكية والذقن المستعارة.

 

وفي خطوة جديدة تمثل إنجازا هائلا لمصر، أعلنت لجنة التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، ترشيح المتحف المصري بالتحرير لتسجيله على القائمة المؤقتة لمواقع التراث العالمي المصرية، كـ ممتلك ثقافي يعبر عن قيم إنسانية، بما يشتمل عليه من قيم معمارية وتاريخية وثقافية لطبقاً للمعيار الرابع والسادس لتسجيل مواقع التراث العالمي.

 


وذكرت صفحة ملف المتحف بالموقع الرسمي للجنة التراث العالمي باليونسكو، أن الوفد الدائم المصري باليونسكو أضاف في فبراير الماضي ملف ترشيح تسجيل مبنى المتحف المصري بالقاهرة على القائمة المؤقتة  لمواقع التراث العالمي المصرية.

 


كما أوضحت أن المتحف المصري بالتحرير، يعد عملاً معمارياً استثنائياً، قام عليه المعماري الفرنسي مارسيل دورنو، الذي شيده على طراز العمارة الكلاسيكية اليونانية الرومانية، إلى جانب الحفاظ على الطابع المصري، كمصدر للهوية الثقافية المصرية، ونال المتحف المصري مكانة كبيرة، خاصة بين الأفلام الوثائقية والسينمائية العالمية كمصدر للتراث الحي.

 


وستبدأ الحكومة وفقاً لاستراتيجية اليونسكو في إعداد ملف حول تسجيل المتحف الذي يتضمن الإدارة والتسويق وتفعيل المشاركة المجتمعية لرفع الوعي.

 


وبدأت قصة إنشاء متحف للآثار في مصر عام  1835 حين أصدر محمد علي باشا مرسومًا يقضي بإنشاء مصلحة الآثار والمتحف المصري وقام بإسناد إدارة تلك المصلحة إلى يوسف ضياء أفندي بإشراف الشيخ رفاعة الطهطاوي ليتولى مهمة الاهتمام بآثار الماضي.

 

وكان المتحف المصري في ذلك الوقت يطل على ضفاف بركة الأزبكية ثم تم إلحاقه بمدرسة الألسن، وفي عام 1848 كلف محمد علي باشا لينان بك وزير المعارف بوضع بيان شامل عن المناطق الأثرية وإرسال الآثار المهمة إلى المتحف المصري ولم يكلل هذا العمل بالنجاح بسبب وفاة محمد علي باشا عام 1849.