الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أزمة سد النهضة

الولايات المتحدة تدخل على الخط.. محللون ومتخصصون يطالبون بالتعامل مع الدعوة الأمريكية بحذر ورفض العودة للاتحاد الأفريقي

مقر الخارجية الأمريكية
مقر الخارجية الأمريكية

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس اليوم الخميس دعوة واشنطن لـ مصر والسودان وإثيوبيا إلى طاولة المفاوضات معا؛ لحل أزمة سد النهضة، لافتا إلى رفض الولايات المتحدة أى إجراءات أحادية الجانب، وأنها تؤمن بالحل الدبلوماسي لأزمة سد النهضة.

وأضاف برايس في بيان نقلته وسائل الإعلام الأمريكية أن واشنطن على استعداد لتقديم أفكار فنية للمساعدة فى حل أزمة سد النهضة، مشددا على أهمية الوساطة الإفريقية في حل أزمة سد النهضة.

ويرى محللون ومراقبون للموقف إن الدعوة الأمريكية؛ تأتي كرد فعل على التحركات المصرية وتحذير القيادة السياسية المصرية من تضرر المنطقة بأكملها حال استمرار التعنت الإثيوبي، ورفض أديس أبابا الجلوس على مائدة المفاوضات، محذرين في الوقت ذاته من العودة لوساطة الاتحاد الافريقي لأنها لم تقدم شيئا جديدا على لحل الأزمة.

 

تهدف إلى منح إثيوبيا مزيدا من الوقت

 

حذر أستاذ العلوم السياسية، الدكتور طارق فهمي، من دعوة الخارجية الأمريكية بـ العودة للاتحاد الأفريقي فيما يتعلق بلعب دور الوساطة في حل أزمة سد النهضة واستئناف المفاوضات مرة أخرى بين الدول الثلاثة "مصر - السودان - إثيوبيا"، قائلا: إن الدعوة "خبيثة" هدفها تعطيل الأجواء الخاصة بالتفاوض على حد وصفه.

وقال "فهمي" في تصريحات لـ "صدى البلد"، من المفترض بعد إعلان فشل المفاوضات أن يتجه الاتحاد الأفريقي "الكونغو الرئيس الحالي" والذي يلعب دور الوساطة لحل الأزمة لإصدار بيان بفشل المفاوضات وأنها استوفت حدودها، مؤكدا أن البيان لم يصدر لأسباب تتعلق بإثيوبيا وأنها تسيطر على مقر الاتحاد، والدولة الرئيس غير قادرة عليها كما فعلت مع الدولة التي سبقتها.

وأكد "فهمي"، أن إثيوبيا تخشى من نقل ملف سد النهضة من الاتحاد الأفريقي إلى مجلس الأمن، مشيرا إلى أن مجلس الأمن لا يمكن أن ينظر في الملف المصري - السوداني إلا بعد أن يحصل على خطاب من الاتحاد الأفريقي بإعلان الدولة التي أقامت ضررا بالدول الأخرى وهي "أثيوبيا".

وشدد "فهمي" على ضرورة توخي الحذر عند التعامل مع الدعوة الأمريكية للعودة للوساطة الأفريقية لأن هدفها المساومة والمراوغة على حد قوله، وشراء الوقت حتى يتم الملء الثاني، معقبا: "من الطبيعي أن ينتقل الملف من الاتحاد الأفريقي إلى مجلس الأمن أوتوماتيكيا، الدولة التي تتولى رئاسة الاتحاد الافريقي حاليا تماطل في هذا ولم تقدم بيانها بفشل المفاوضات".

وحول تقديم الولايات المتحدة الأمريكية أفكار فنية لحل الأزمة، قال "فهمي"، إن الولايات المتحدة كانت شريك في المفاوضات، والسفير الأمريكي كان حاضرا في الجلسة التي شهدتها الكونغو منتصف الأسبوع الجاري وعلقت مصر فيها المباحثات لأنها رأت مماطلة من الجانب الإثيوبي، مؤكدا أن الهدف من هذه التصريحات دعم المفاوض الإثيوبي وليس ممارسة دور وساطة موضوعي، معقبا: "كانوا موجودين في كينشاسا".

وتساءل أستاذ العلوم السياسية عن إعلان واشنطن الذي أعلن عنه في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب قائلا: لماذا لم يتم التنبيه على هذا الإعلان؟، أظن أن هناك اتفاق إثيوبي أمريكي لكسب مزيد من الوقت والوصول لخط النهاية وهو الملء الثاني، مؤكدا إن الأمريكان ساعدوا الجانب الإثيوبي على مزيد من المراوغة ولو أرادوا لعب دور وساطة حقيقية سوف يفعلون ذلك.

 

سر دعم أمريكا لـ الموقف المصري والسوداني

 

قالت الدكتور أماني الطويل، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية والخبيرة فى الشئون الأفريقية، إن الخطاب المصري الأخير وما أعلنته القيادة السياسية بأن الاستقرار بالمنطقة مهدد، نبه الإدارة الأمريكية إلى ضرورة ممارسة دور أكبر في التفاعلات الجارية ومنها ما يتعلق بملف سد النهضة.

وأضافت أماني الطويل لـ "صدى البلد"، أن الموقف الأمريكي موقف مبدئي، ولم يتبلور على نحو كامل للضغط على إثيوبيا، مشيرة إلى أن الدعوة التي وجهتها الخارجية الأمريكية بداية تحرك سوف يترتب عليه مستجدات خاصة في ظل زيارة وزير الخارجية الروسي للمنطقة يوم الأثنين المقبل وهذا سيكون سببا لتفاعل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في ملف سد النهضة ومحاولة تجنيب المنطقة أية عواقب وخيمة.

وحول رد فعل الجانب الإثيوبي على الدعوة الأمريكية، قالت: "إذا بلورت أمريكا ضغوطا حقيقية تصل لدرجة العقوبات سوف ترضخ إثيوبيا وتستجيب وتجلس مرة أخرى على مائدة المفاوضات".

 

خطوة لـ حلحلة أزمة سد النهضة
 

قالت الكاتبة الصحفية أسماء الحسيني، نائب رئيس تحرير الأهرام، المتخصصة في الشأن الأفريقي، إن مصر والسودان يريدان وساطة فعالة فيما يخص أزمة سد النهضة وليس مراقب، وسوف يلجآن إلى كل السبل والخيارات السلمية، مؤكدة أن تجاوب الولايات المتحدة الأمريكية وتنبيهها بعدم اتخاذ الجانب الإثيوبي أي قرار أحادي بداية على الطريق الصحيح، وعلى القاهرة والخرطوم إثبات الضرر الكبير الذي سيقع على شعبيهما.

وأضافت "الحسيني" لـ"صدى البلد"، أن الدعوة الأمريكية تتطلب لعب دور الوسيط وليس المراقب، لأن المراقب لا يستطيع أن يقدم أفكار أو يطرح رؤى، متمنية أن تكون الولايات المتحدة دخلت في الوساطة كما طلبت مصر والسودان، مؤكدة أن عدم التدخل سوف ينتج عنه استمرار الاحتقان ما يتسبب في أزمات كبيرة بالمنطقة.

وأشارت إلى أن أحد الخيارات أمام مصر والسودان هو اللجوء للجمعية العامة للأمم المتحدة، موضحة أن "المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة تخول للأمين العام للأمم المتحدة من أجل توسيع الوساطة أو التدخل لحل هذه القضية".

وحول استجابة الجانب الإثيوبي للدعوة الامريكية قالت أسماء الحسيني، إن رئيس الوزراء الاثيوبي يريد استخدام أزمة سد النهضة لتحقيق مكاسب سياسية ولكن هناك انقسامات في الداخل الإثيوبي حول التعامل مع هذه القضية، حتى اللوبي الاثيوبي في الخارج والمساند للقضية يشهد انقسامات، مؤكدة أن الضغوط الدولية سوف تتوالى على أديس أبابا لأن القوى الدولية التي لها مصالح بالمنطقة ستدرك أن مصالحها عرضة للضرر وليس الدول الثلاث فقط، حال استمرار الأزمة.