الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إيمان محمد زين العابدين تكتب: في عالم السوشيال ميديا

صدى البلد

بالرغم من التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم في مجال السوشيال ميديا ؛ إلا أن بعض الناس لا يزالون في حالة إصرار شديد على استخدامها استخداماً سلبياً ، فهي تحمل بين طياتها جوانب إيجابية وأخرى سلبية ، واستخدام الشخص هو الذي يحدد هذا الجانب ؛ فإما أن يحقق منها الفائدة له ، وإما أن تكون أداةً مدمرةً له ولأسرته ، فمن الناس من يستخدمها استخدامًا جيدًا حتى لا يقع في مساوئها، وذلك كالذي يستخدمها في التواصل الفعال مع الآخرين ، حيث إنها أصبحت وسيلة جيدة تتيح للأشخاص التواصل فيما بينهم بعد أن كان الأمر صعبًا قبل ذلك ، كما أنها تقرب المسافات البعيدة ، ومن الناس مَن يعتبرها وسيلة فعالة ومفيدة في التعرف على أصدقاء جدد ، ومناقشة الأفكار المختلفة معهم والاستفادة من ثقافتهم ، وهناك كثير من الناس يستخدمونها كوسيلة فعالة في الترويج لسلعة معينة ، وهو ما يساعد في خلق فرص عمل جديدة لكثير من الشباب ، وفضلا عما سبق فقد أصبح من اليسير متابعة آخر الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي ، حيث إنها تتميز بسرعة نشر الأخبارعليها، وإبداء الرأي بها والتفاعل معها.
وهذا كله عن بعض إيجابيتها، أما عن سلبياتها فهي كثيرة إن أساء الشخص استخدامها ، ومنها : ما قد يتعرض له كثير من الأشخاص من سرقة الهوية الإلكترونية ، خاصةً مَن يقومون بعرض كثير من المعلومات الشخصية أمام العامة ، ولا يقومون بتأمين الحساب ، وهذا الأمر يترتب عليه مخاطر جسيمة ، ومن السلبيات أيضًا إضاعة الوقت ، حيث  يقضي كثير من الأفراد ساعات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي ، مما يطغى على مسؤلية الفرد تجاه أسرته وعمله، ومِن ثَمّ فإن ذلك يؤثر تأثيرًا سلبيًا على أفراد أسرته، لأنه يتسبب في فتور العلاقات الأسرية ، وربما يصل الأمر إلى أكبر من ذلك إذا لم يتدارك الشخص خطأه ولم ينظم وقته ، فضلا عن ذلك فإن مواقع التواصل الإجتماعي أثرت سلبًا على بعض الأشخاص الذين تركوا أنفسهم للسقوط في براثنها ، حيث إنهم اتخذوها بديلًا للتفاعل الاجتماعي الواقعي المتمثل في الزيارات العائلية ، مما أدى إلي إصابتهم بالعزلة والإكتفاء بهذا العالم الإفتراضي ، فضلاً عن أن هذا الأمر لم يعد مقتصرًا على الشباب ؛ حيث لم يسلم من شره الأطفال نتيجة عدم التوعية بمخاطر السوشيال ميديا ، مع انشغال كلّّ من الأب والأم - في بعض الحالات - بقضاء الساعات على هواتفهم بدلًا من رعاية أبنائهم والإستمتاع بقضاء أوقاتهم معهم وتنمية مهاراتهم ، وبدلًا من إعادة روح الأسرة القديمة التي تجمع بين أفرادها المودة والرحمة والعطف والحنان. ولذا فإنه ينبغي على الجميع العودة مع التطبيق لحديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي قال فيه عبد الله بن عمر : سمعت رسول الله-ﷺ- يقول : " كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، -قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ- وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ" رواه البخاري ومسلم . وحتى يتجنب الشخص سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي ولا يقع فيها يجب عليه تنظيم الوقت حتى لا يطغى جانب على آخر، ولكي لا يضيع منه الوقت هباءً منثوراً ، ولأهمية الوقت في الإسلام أقسم الله تعالى به في  كتابه فقال :-
"وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3). ومن هنا فإنه يجب على كل مسلم تخصيص وقتٍ محددٍ لاستخدام هذه المواقع حتى لا يُهمِل واجباته ، ولا يطغى جانب لديه عن جانب الآخر.