تصل لظل الشجرة بشق الأنفس، تضع حملها الثقيل، تجلس في الظل، تنطلق من صدرها تنهيدة تطرد بها هموم النفس، حر الشمس ذكرها بنار الآخرة، تستعيذ من عذاب النار، تمسح بيد متجعدة العرق من فوق جبينها.
تلحظ في السلة "فستان" طفلتها الذي ابتاعته للتو من السوق ، تبتهج بإبتسامة خافتة ، تذكرت أن طفلتها مريضة بشدة، توجهت لله بكيانها أن يشفيها.
جميلة ألوان الفستان المزركشة، غال الثمن رغم الفقر، لكن لا يهم، الدنيا بكنوزها رخيصة مقابل فرحة طفلتها ذات الثلاث سنوات أو تزيد.
تحاملت على نفسها ونهضت تستكمل طريقها لقريتها.. أقل من نصف ساعة و تصل لتطمئن على ابنتها التي تركتها مع الجيران، وتركت معها القليل من الأدوية استطاعت توفيرها بالكاد.
كلما اقتربت من القرية اختلطت خفقات قلبها ما بين تخيلها فرحة ابنتها بالفستان الجديد، والقلق عليها من المرض.. دخلت الشارع، لمحت جمع من الجيران أمام منزل جارتها.. انقبض قلبها، هي أم.. أم لطفلة ضعيفة مريضة.
تلاحقت ضربات قلبها.. وضعت السلة من فوق رأسها
تملكها الهلع والرعب.. خالجها شعور بأمر رهيب
ماتت الطفلة