الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وزير خارجية الصين: دول الشرق الأوسط لن تكون ضحية للقوى العظمى.. سنواصل التبرع وتصدير لقاحات كورونا إلى المنطقة.. ويؤكد استئناف مشاريع "الحزام والطريق"

عضو مجلس الدولة وزير
عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي

وزير الخارجية الصيني:

  • الصين شريك استراتيجي طويل الأجل وموثوق به لدول الشرق الأوسط
  • بكين تدعم  العمل الجاد لحل النزاعات والخلافات داخل المنطقة 
  • سنعمل على عقد منتديات متعددة الأطراف في الصين حول أمن الخليج 
  • نسعى لتعزيز الحوار بين الحضارات وتعميق التعاون في مكافحة الإرهاب


زار "وانغ يي" وزير الخارجية الصيني في 7 أيام عددًا من دول في الشرق الأوسط لمواجهة التحديات الناجمة عن جائحة كورونا، والنزاعات المعقدة في الشرق الأوسط، وفي إطار تطوير العلاقات الثنائية مع دول المنطقة، وتعزيز السلام والاستقرار الإقليميين، والحفاظ على مصالح التنمية الشاملة للبلدان النامية، وحماية الحق في التنمية المشتركة، والعدالة والإنصاف الدوليين.


وكان وزير الخارجية الصيني ، عضو مجلس الدولة الصيني، تلقى دعوة في الفترة من 24 إلى 30 مارس 2021؛ للقيام بزيارات رسمية إلى السعودية وتركيا وإيران والإمارات والبحرين وعمان. 


وخلال زيارته التقى عضو مجلس الدولة الصيني بقادة ووزراء خارجية الدول الست لتنفيذ التوافقات المهمة الذي توصل إليه كبار قادة الجانبين ، مع التركيز على الرسائل التالية:


أولاً ، تدعم الصين دول المنطقة لابعاد عن الضغط والتدخل الخارجيين ، والتمسك بالاستقلال ، واستكشاف الأنظمة الاجتماعية ونماذج الحوكمة الخاصة بها .
 

ثانياً:  دعم دول المنطقة في التخلص من ظل المنافسة الجيوسياسية بين القوى الكبرى ، والعمل الجاد لحل النزاعات والخلافات داخل المنطقة ، وبناء إطار أمني ياخذ بعين الاعتبار الاهتمامات المشروعة لجميع الأطراف.


ثالثاً: الصين لا تسعى إلى تحقيق أي مصالح انانية في الشرق الأوسط ، ولا تنخرط في منافسة جغرافية ، ولا تقسم مجالات النفوذ ، وتحافظ على روح المساواة والصداقة والشراكة.كما أن الصين تحترم الاختيار المستقل لدول المنطقة ، كما أنها مستعدة للتعاون الصادق من أجل تقديم "مساهمة الصين" في السلام والتنمية لمنطقة الشرق الأوسط .وقد حققت زيارة عضو مجلس الدولة الصيني نتائجها المنشودة .
 

إن للشرق الأوسط تاريخ طويل وحضارة عميقة كما يتمتع بالموارد الغنية ولكن أصبح يعاني في العصر الحديث من لعبة القوى الكبرى والمنافسة الجيوسياسية ،وتطورت الأوضاع لتصبح منطقة الشرق الأوسط أكثر الأماكن الساخنة في العالم .
 

يصادف هذا العام الذكرى السنوية العاشرة لـ "الربيع العربي" ، ولا تزال عواقب الاضطرابات التي حدثت قبل 10 سنوات تلقي بظلالها ، ولكن 10 سنوات من إعادة التفكير والاستكشاف جلبت أيضًا آمالًا جديدة ، وتدريجياً أصبح هناك إجماعًا إقليميًا على السعي لتحقيق الاستقرار ، وتعزيز التنمية ، واتخاذ الدول المسارات الخاصة بها التي تتوافق وخصائصها .
 

وأشار عضو مجلس الدولة إلى أن منطقة الشرق الأوسط يجب ألا تكون ضحية للعبة  بين القوى العظمى ، وألا تصبح ضحية للصراع الجغرافي ، وألا تتخلف عن مسار التنمية العالمية.
 

كما أوضح أن هناك العديد من "الصواب والخطأ" في الشرق الأوسط ، لذا يجب علينا التمييز بين الصواب والخطأ ؛ وكلما زادت صعوبة المشكلة ، زاد احتياجنا إلى العمل معًا.
 

في المحطة الأولى من الزيارة إلى المملكة العربية السعودية، كشفت وانغ عن مبادرة من خمس نقاط لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، والتي تدعو إلى تأييد الاحترام المتبادل، والتمسك بالمساواة والعدالة، وتحقيق عدم الانتشار، والعمل معا على تعزيز الأمن الجماعي، وتسريع التعاون التنموي.
 

وتعكس المبادرة المذكورة تفكير الصين في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين ، وتعكس صدق الصين في تعزيز السلام والهدوء في الشرق الأوسط والقيام بدورها كعضو دائم في مجلس الأمن. 

لاقت المبادرة ترحيبا عاما واستجابة إيجابية من قبل دول الشرق الأوسط ، كما حظيت بقبول حسن من جانب العديد من قادة الدول ووزراء الخارجية خلال الزيارة .

 

الصين صديق مخلص 
 

وأكد وانغ يي عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني أن الشرق الأوسط هو لشعوب الشرق الأوسط، وكصديق مخلص لدول الشرق الأوسط ، ستركز الصين في المرحلة المقبلة على تنفيذ المبادرات المذكورة أعلاه ، والتواصل والتنسيق عن كثب مع الأطراف المعنية ، مع التركيز على النقاط التالية: 


أولا، تؤيد الصين تأييدا تاما الوساطة الدولية بشأن حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.وستدفع الصين من أجل إجراء مداولات شاملة بشأن هذه القضية، وسوف تستضيف ندوة لنشطاء السلام الفلسطينيين والإسرائيليين في موعد مناسب.


ثانيا، ستواصل الصين مشاركتها النشطة في عملية حل القضية النووية الإيرانية. فقد أرسلت الصين مسؤولين إلى موسكو لكي يناقشوا مع روسيا وإيران خارطة الطريق والجدول الزمني لإحياء الاتفاق النووي ،كما ستحافظ الصين على التواصل الوثيق مع دول الخليج بشأن عقد منتديات متعددة الأطراف في الصين حول أمن الخليج .


ثالثا، ستعزز الصين التعاون في مجال اللقاح مع دول الشرق الأوسط سعيا لمساعدتها على تسريع العودة إلى الحياة الطبيعية واستئناف العمل والإنتاج .


رابعا، ستعقد الصين هذا العام المنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية ومنتدى أمن الشرق الأوسط لتعزيز تبادل الخبرات في مجال الحوكمة، وتعزيز الحوار بين الحضارات، وتعميق التعاون في مكافحة الإرهاب والتطرف.


في مواجهة التغييرات المعقدة في الوضع الدولي والهمسات المعارضة للصين، أصبحت العلاقات الصينية العربية بمثابة عشب قوي في مهب الريح المضطربة،وبفضل الاستقرار والابتكار المميزين ،وعلى الرغم من جميع العوامل المحيطة من عدم الاستقرار والشكوك المختلفة ،إلا أن العلاقات الصينية العربية قدمت مثالا جيدا يحتذى به في التعاون فيما بين بلدان الجنوب .


فعلى مدار العام الماضي ويزيد، أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ والعديد من رؤساء الدول العربية أكثر من 10 مكالمات هاتفية وتبادلوا ما يقرب من 20 رسالة، مما ساعد على توجيه تنمية العلاقات الصينية العربية .


لم تدخر الدول العربية جهدا في مساندة الصين في حربها ضد الوباء، وحققت الصين "تغطية كاملة" في تعاونها لمكافحة الوباء مع الدول العربية ، والتعاون في مجال اللقاحات بين الجانبين أكثر تميزاً وجرأة .


ومع اقتراب التجارة الثنائية من 240 مليار دولار أمريكي العام الماضي، حافظت الصين بشكل مريح على كونها أكبر شريك تجاري للدول العربية.واستوردت الصين 250 مليون طن  النفط الخام من الدول العربية التي ساهمت بأكبر مصدر لواردات الصين من النفط.


كما يسير استئناف لإنتاج للمشاريع الرئيسية في إطار البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" بين الصين والدول العربية بشكل منظم.


والتعاون في مجال تقنية الــ G 5، والبيانات الضخمة ، والذكاء الاصطناعي ، والفضاء قيد التنفيذ كما يستمر الاعتراف الإقليمي بالمنتجات الصينية والتقنيات الصينية والمعايير الصينية في الازدياد.


في 29 مارس ،وقعت الصين والدول العربية "مبادرة التعاون بين الصين وجامعة الدول العربية في مجال أمن البيانات" ،مما يساهم في صياغة قواعد الاقتصاد الرقمي العالمي .


لم يتخلص العالم من جائحة الوباء حتى الآن، ولاتزال الوحدة لمكافحة الوباء على طريق التنفيذ ،وإن الصين على استعداد للعمل مع الدول في الشرق الأوسط لدفع التعاون في مكافحة الجائحة قدما على النحو التالي :


أولا، ستعمل الصين على تكثيف التعاون في مجال اللقاح مع البلدان في الشرق الأوسط وستواصل بكل ما في مقدورها التبرع بـ وتصدير لقاحات إلى المنطقة.
 

ثانيا، ستعزز الصين إنشاء آلية دولية للاعتراف المتبادل بالرموز الصحية لتسهيل تبادل الأفراد.
 

ثالثا، ستواصل الصين ودول الشرق الأوسط بناء توافق بشأن منع مسألة تسييس الجائحة من الظهور مجددا، وجعل اللقاحات متاحة وبأسعار معقولة لجميع الدول .
 

في عام 2021 ، سيحتفل الحزب الشيوعي الصيني بالذكرى المئوية لتأسيسه.وهذه هي أيضًا السنة الأولى من الخطة الخمسية الرابعة عشرة للصين ، والتي تمثل بداية رحلة جديدة للصين لبناء دولة اشتراكية حديثة بطريقة شاملة.


خلال الزيارة ، أشادت الدول الست بإنجازات الصين في مكافحة الوباء والتنمية ، وكانت متفائلة بشأن آفاق النمو في الصين وعلقت آمالا كبيرة على تعميق التعاون العملي مع الصين. في المرحلة التالية ، ترغب الصين في العمل مع دول الشرق الأوسط للقيام بعمل جيد في الجوانب الثلاثة التالية:


أولاً : إن الصين والدول العربية تحتاج إلى تحقيق المواءمة بين إستراتيجيات التنموية،وإفساح المجال كاملاً لمزايا الشرق الأوسط حيث تمثل تقاطع لطرق الحرير البرية والبحرية ،وكذلك تشكيل انفتاح دول الشرق الأوسط على الشرق ، وتوسع الصين في التعاون مع الغرب ،ما يحقق نمط كبير من التكامل المتبادل والمنفعة المتبادلة والنتائج المتكافئة بين الطرفين.


ثانياً : يتعين على الجانبين تكثيف التعاون في مجال الموارد ، بالإضافة إلى زيادة التعاون في تكنولوجيا المعلومات مثل الجيل الخامس (G5) والبيانات الكبيرة والذكاء الاصطناعي ، وإنشاء قطب نمو جديد للتعاون في فترة ما بعد الوباء.


ثالثا، يتعين على الجانبين إجراء تبادل متعمق لوجهات النظر المتعلقة بالفلسفات الحاكمة. وفي هذا الصدد، فإن الصين مستعدة للتركيز بشكل أكبر على مساعدة دول الشرق الأوسط على تحسين معيشة شعوبها لتمكينها من تقاسم ثمار التنمية الاقتصادية.


إن إقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك الذي يساهم في صيانة الأمن والوئام يعكس المستوى العالي للعلاقات الصينية العربية ويعكس الاتجاه العام للجانبين في المرحلة المقبلة.


إن بناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك يتطلب طموحًا نبيلًا ومتوازنًا. ومن الضروري تعزيز التضامن والتعاون بين الدول النامية كأساس لتحقيق التكامل والتنمية بين الصين والدول العربية وضمان تعزيز الصداقة بين شعبي الصين والدول العربية .


إن الجانب الصيني على استعداد للتواصل والتنسيق بشكل وثيق مع الجانب العربي لاستضافة القمة الصينية العربية بنجاح ، وتعزيز تنفيذ المجتمع الصيني العربي ذي المصير المشترك ، وتقديم مساهمات أكبر لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.