EN 
كان شهر رمضان المبارك واحدا من الشهور المفضلة للفنان الراحل عبد السلام النابلسي، وذلك لعدة أسباب متعلقة بعادات الاحتفال بشهر رمضان المبارك في بلده الأم فلسطين، وكذلك لسبب شخصي آخر أفصح عنه في حوار قديم نشر بمجلة «الكواكب» لعام .1954.
يسترجع «صدى البلد» ذكريات النابلسي مع شهر رمضان الأقرب لقلبه وذلك بسبب ولادته في أول يوم من هذا الشهر وكانت أسرته تحتفل بمولده أيام طفولته في أول يوم خلال شهر رمضان ومن تقاليد أسرته ذكر أعياد الميلاد بالشهور العربية لا الشهور الإفرنجية.
وبعدما انتقل بعيدا عن أسرته إلى مصر واندمج عبدالسلام في الحياة الفنية وانقطعت كل أسباب الصلة بينه وبين أسرته، مر عاما تلو الآخر حتى انقضت 20 عاما كاملة لم ير فيها أحد من أقاربه إلى أن استلم برقية في مطلع الخمسينات من شخص قريب له كانا لا ينفصلان وهو في فلسطين، وقال له في البرقية أن ينتظره في أول أيام شهر رمضان في مطار ألماظة في مصر لأنه سيزور مصر.
ذهب عبد السلام إلى هناك، وهو يحاول أن يتذكر معالم وجهه وشكله بعد مرور سنوات عديدة على عدم اللقاء، وبعد أن وصل إلى مطار القاهرة وجد صديقه يهتف باسمه فأسرع نحوه وفجأة شاهد 10 أشخاص يلتفون حوله تراوحت اعمارهم بين الطفولة والمراهقة وكانوا كلهم دون سن العشرين.
عرف عبد السلام انهم الجيل الجديد في أسرته الذين لم يحضر ولادتهم، ولم تتسن الفرصة طوال هذه المدة حتى يراهم، حيث غاب عنهم منذ انتقل من بلده إلى مصر، ويقول: "كانت اجمل مفاجأة لي في شهر رمضان وكانت أسعد شهور رمضان التي مرت عليه"، حيث كان احتفالا لم ينساه طوال عمره لعيد ميلاده.
