الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دقادوس قرية الشعراوي.. بنى مسجدا ومدرسة ومعهدا ومعونته للفقراء ممتدة حتى الآن.. شاهد

الشيخ الشعراوي
الشيخ الشعراوي

سيظل العالم الجليل محمد متولي الشعراوي علامة بارزة على مدار التاريخ لما تميز به من علم وفقه وترك لنا تاريخا لا ينسى.


ومن داخل قريته دقادوس التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، كان لـ"صدى البلد" هذه الجولة واللقاءات، حيث قال الحاج محمد عبد الحميد، ٦٥ عاما، أحد أبناء دقادوس: “الشيخ الشعراوي هو من بنى مسجد الأربعين، وهو من أشهر المساجد في دقادوس بصفة خاصة وفي ميت غمر بصفة عامة، حيث كان يتابع ونجله عبد الرحيم مع المهندس محمد البياضي وهو الذي قام بتأسيس المسجد وكل ما يتعلق به من حيث الشكل الخارجي والداخلي وتصميم المسجد”.

 

وأضاف: “فضيلة الشيخ كان يعرف كل العائلات وأبناءهم هنا، حيث كان يقوم بعقد الندوات والحلقات داخل المسجد وكان يتحدث مع الجميع عن كل ما يهمهم”.

 

وأوضح أن الشيخ الشعراوي أثناء صلاته بالمسجد ظل ساجدا لمدة نصف ساعة، فقلق عليه كل من بالمسجد حيث اعتقدوا أنه حدث شيء له، ولكن نجله الشيخ عبد الرحيم قال لهم إنه عندما يصلي يغيب في السجود.

 

 وأكد أنه "كان لا يتأخر في طلب عن أحد، رحمة الله على فضيلة الشيخ الشعراوي".

 

أما الحاج محمد إبراهيم، ٧٦ عاما، فيتحدث عن الشيخ الشعراوي، قائلا: "كان يقضي أغلب رمضان ما بين سيدنا الحسين والسيدة زينب، وكان يأتي فى رمضان إلى دقادوس قليلا، حيث كان يعقد ندوات دينية وحلقات ويجتمع بأهالي القرية داخل منزله ويشرح لهم ما يريدونه من تعاليم الدين".

 

وعن أجواء رمضان داخل مسقط رأس الشيخ الشعراوي، قال: “شهر رمضان في الماضي اختلف عن الآن، وفي الماضي كانت له أجواء لا تنسى من احتفالات خاصة عن طريق الندوات الدينية والحلقات بعكس الآن، فالمدنية غيرت وقللت من ذلك وهناك أشياء مختلفة ولكن يبقى رمضان هو رمضان بنفحاته الطيبة الكريمة والصلوات، فهو شهر العبادة والعطاء”.

 

وأكد أن الشيخ الشعراوي كان لا يتأخر عن أي شخص وعطاؤه ما زال حتى الآن ولا ينتهى.

 

وقال الشيخ عبد العزيز الجندي، مسئول شئون القرآن الكريم بمجمع الشيخ الشعراوي، والذي بناه أيضا فضيلة الإمام الراحل، إن الشيخ الشعراوي بناه لتحفيظ القرآن وهو الغرض الأساسى من بنائه، وكان يخصص مبالغ مالية للفقراء والمساكين، وحتى بعد رحيله ما زالت معونته مستمرة لا تنقطع.

 

وأضاف أن الشيخ الشعراوي عندما كان يحضر دقادوس كان يفطر معهم أحيانا داخل القاعة المخصصة بالمجمع، وكان يتحدث معهم في أمور الدين وما يحتاجونه، وكان اليوم الذي يحضر فيه هو العيد الذي ينتظرونه.

 

 وتابع: “الشيخ الشعراوي عالم كبير لا يجود الزمان بمثله إلا نادرا، حيث بنى مسجدا ومدرسة ومعهدا وعمل الخير ممتد حتى بعد وفاته، وكان يقوم بمساعدة أبناء القرية الفقراء وآخرين من أماكن أخرى ومحافظات أخرى، رحم الله الشيخ الشعراوي”.

 

وعن عادات أبناء دقادوس في رمضان، قال" الجندى": “كانت هناك عادة جميلة نحبها جميعا، فبعد صلاة التراويح تقوم كل عائلة بتخصيص سهرات دينية من ندوات وإنشاد حتى السحور، حيث يتم تناول السحور داخل منزل هذه العائلات ثم يذهبون لأداء صلاة الفجر، وكان أبناء القرية يجتمون عكثيرا وكانت بها روحانيات وأشياء جميلة أصبحت منقرضة الآن”.

 

وأشار إلى أن أهالي دقادوس يحبون تناول "الكبيبة" في رمضان.


وللشيخ الشعراوي ضريح بالمجمع يتوافد عليه العديد من داخل مصر وخارجها، حيث كانت وفاة الشيخ الشعراوى محزنة لكل من عرفه وكل من أحبه.

 

تقول هبة بشر، إحدى سيدات قرية دقادوس، إنها تأتي إلى المجمع لحفظ القرآن، ومن يريد أن يتعلم القرآن صحيحا ومجودا عليه بالحضور الى المجمع لتعلمه.

 

وأكدت أن “وفاة الشيخ الشعراوي أحزنت أهل القرية كثيرا، حيث تذكر حينها أنهم عندما علموا بوفاته ساد الحزن والوجوم والبكاء الجميع، وكان الحضور فى جنازته كبيرا تعدى المليون شخص فى مشهد جنائزى مهيب، حيث لم تنم القرية وخرجت عن بكرة أبيها متشحة بالأسود يبكون على رحيل الإمام العظيم الذي أثرى العلم الديني وتعلمنا منه الكثير”.

 

ويروي الحاج سعيد زغلول، وهو أول من أذاع نبأ وفاة الشيخ الشعراوي، ما حدث عندما أعلن عن طريق الميكروفون وفاته، قائلا: “لم أتمالك نفسي وأنا أعلن خبر رحيل الشيخ العالم الجليل محمد متولي الشعراوي، دموع لا تتوقف عندما علمت بوفاته، وكنت لا أستطيع أن أقول الخبر فتمالكت نفسى وأعلنت للجميع أن مصر فقدت الشيخ الجليل العظيم الذي أبكى مصر يوم رحيله”.

 

وأضاف: "عندما علمنا بالخبر لم أعرف كيف أبدأ، هل أقول: انتقل إلى رحمة الله فلان؟ أم توفى؟ ماذا أقول؟ لم تأتني القوة والشجاعة إلا بعد دقائق وطلبوا مني أن لا أذيع خبر وفاته إلا عند اقتراب الجثمان من كفر شكر، وحضر الجنازة ما يقرب من 2 مليون شخص من داخل مصر وخارجها، وحتى الآن يأتون من أمريكا وإنجلترا وجميع الدول العربية لزيارة المجمع وضريح الشيخ الشعراوي".

 

وأكد مصطفى شرف الدين، أحد أبناء القرية، أن يوم وفاة الشيخ الشعراوي كان صعبا على أبناء قريته وعلى كل مسلم، حيث توفي في يوم كانت درجة الحرارة فيه عالية، وقام أبناء القرية باستقبال الضيوف من جميع أنحاء العالم الذين جاءوا يشاركون في جنازته المهيبة.

 

وقال إن "الشيخ الشعراوي كان قد بنى مقبرته قبل رحيله بأيام، رحم الله فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي".