الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محسن عليوة يكتب: شهر العمل والعبادة

صدى البلد

 

يعيش العالم منذ ما يزيد عن العام وسط إجراءات إحترازية وتشديدات على الالتزام بكل ما يحفظ النفس البشرية ، فكانت القرارات الوزارية بالتعليمات الرئاسية لتنظيم كل ما يتعلق بالحفاظ على صحة وسلامة أبناء مصر فى مختلف الأعمال والمجالات  ، و بقدوم شهر رمضان الكريم نجد أن البعض  يتكاسل عن أداء الأعمال الموكولة اليه بحجة انه صائم  فيتقاعس عن العمل، وهذا التكاسل لا يؤثّر على الفرد بل يؤثر على المجتمع  بأسره .
 و عندما شرعت فى كتابة هذا المقال ما قصدت الحديث عن عمل الانسان للعبادات والطاعات المشروعة فى شهر الصيام فهذا بين العبد وربه حيث قال صلى الله عليه وسلم محدثاً عن الله عز وجل القائل { إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ } ولكنى قصدت العمل المهنى والوظيفى اليومى ، الذى يُعد من كمال و تمام العبادات حيث يؤكد أهل العلم أن الدين الإسلامى الحنيف يوازن بين العمل والعبادة بشكل معجز، حيث حض على التقرب إلى الله بالعبادات والطاعات وفى الوقت ذاته حثهم على العمل وإتقانه ،
ان تلك العادات والممارسات الخاطئة  التى يقوم بها هؤلاء المتكاسلون الذين يقضون يومهم أما نائمون أو لحقوق أعمالهم مضيعون ، فلابد لهم ان يغيروا هذه العادات و ينتبهون لأثار تلك العادات الخاطئة على الفرد والمجتمع  ، خاصة  ونحن نرى بأعيننا الإنجازات التى تتحقق على أرض الواقع بأيادى عمالنا الشرفاء المخلصين لتراب هذا الوطن الغالى و بعزيمة وإصرار من قيادة تخطط لتحقيق كل ما يتمناه كل مصر شريف ، فلنجعل من شهر رمضان فرصة لإتقان العمل لتحقيق  الغاية العظمى من الصيام الا وهى التقوى   ، فليكن شهر رمضان هذا العام شهر عمل و إنتاج  لا شهر  خمول و تكاسل  وتاريخنا العظيم شاهد على أن شهر رمضان هو شهر العمل، و الانتصارات الكبرى،
ففى شهر رمضان كانت  الانتصارات الكبرى فى موقعة بدر الكبرى ، و  فتح مكة و فتح الأندلس ، وعين جالوت و العاشر من رمضان 1393هـ   السادس من أكتوبر 1973م ، كان أنتصار قواتنتا المسلحة المصرية والعربية وتحرير الأرض واستعادة العزة والكرامة بأيدى جنودنا البواسل الجيش الوطنى ، وقد أثبتوا أنه شهر عبادة وعمل وانتصارات وليس شهر نوم وخمول وكسل .
فعلينا ان نتعلم من تاريخنا وان ننتهز فرصة الشهر الكريم للعمل بإخلاص وجد واجتهاد فمصر فى هذه المرحلة من تاريخها لا تحتاج الى التكاسل والخمول والتواكل بل تحتاج الى العمل الجاد المخلص من أجل النهوض بها الى المكانة التى تستحقها .
ولننتهز الفرصة فى رمضان لنغير من أنفسنا ومن  سلوكياتنا و تصحيح تصوراتنا وتقوية صلتنا بالله وتقوية علاقتنا ببعضنا والحفاظ على أخوتنا ووحدتنا والحفاظ على وطننا ومقدراتنا وأخلاقنا وقيمنا.
وليكن شهر رمضان هذا العام بداية التفاف صادق حول الوطن والقيادة ولا يتأتى ذلك الا باليقظة والتحلى بحب الوطن ونشر روح التسامح و تعميق الإنتماء و التخلى عن الأنانية ونبذ الكراهية وعدم السير خلف الدعاوى المغرضة والأفكار الهدامة ، ونبذ كل دعاة الفُرقة .
حفظ الله مصر وكل عام وانتم بخير.