EN 
ضجة كبيرة أحدثها مسلسل “الطاووس” للفنان جمال سليمان، قبل وبعد عرض أولى حلقات المسلسل.
ولم يكن التريند الذي حققه المسلسل بسبب جدل أثير على السوشيال ميديا، ولكن بفضل سخونة الأحداث وإثارتها، واكتمال العمل الفني ككل.
ويتطلب أي عمل فني توافر 3 عناصر لتحقيق النجاح، الأول هو ورق السيناريو المكتوب بإحكام، والثاني هو المخرج الذي سيحول هذا الورق إلى صورة أمام المشاهد، والثالث هو الأداء التمثيلي الذي يشكله المخرج من خلال فريق العمل، ويوظفه حتى يخرج العمل بأبهى صوره.
وباكتمال الثالوث الفني في مسلسل «الطاووس» تحقق عامل الجذب عند المشاهد، وتفجر سؤال قوي منذ الحلقة الأولى تفرع إلى عدة أسئلة أخرى، يحاول المشاهد معرفة إجابتها من خلال الأحداث، وهذا ما تحقق منذ عرض أولى حلقات المسلسل.
سيناريو مسلسل الطاووس
لا شك أن الحدث الخاطف الذي بدأ منذ الحلقة الأولى، وهو اغتصاب الفتاة الفقيرة أمينة (سهر الصايغ) كان بمثابة عامل جذب قوي لدى المشاهدين، فمن خلاله استطاع كاتبا العمل (كريم الدليل وإشراف على الكتابة المؤلف محمد ناير)، أن يصنعا صراعًا قويًا، تمتد من خلاله الأحداث بقوة في الحلقات المقبلة، فيحاول المشاهد معرفة مصير الضحية والجناة.
وصنع الكاتبان شخصيات تساعد على هذا الصراع، فرغم ضعف الفتاة المغتصبة وقلة حيلتها وخوفها مما حدث، إلا أن سرقة الهاتف المحمول المدون عليه فيديو واقعة الاغتصاب، وبدء تداول الفيديو على الإنترنت، سيجعل الأحداث تتغير ويتولد الصراع بقوة، فمن خلاله سوف تصبح القضية رأي عام، تحفز الضحية على أخذ حقها.
تميز المخرج رؤوف عبد العزيز في مسلسل الطاووس
استطاع المخرج رؤوف عبد العزيز أن يختار فريق عمل متكاملا في وقت صعب، وهو الموسم الدرامي الرمضاني، ففي هذا التوقيت يكون عدد كبير من الفنانين غير متاحين بسبب التعاقد على أعمال أخرى، ولكن رؤوف عبد العزيز خرج من هذا المأزق بكل اقتدار ووقعت عينه على النجم السوري جمال سليمان، وأعاده للدراما المصرية في ثوب جديد عليه وعلى المشاهد المصري، بعدما تعود عليه في دور الصعيدي.
لم يكن رؤوف عبد العزيز موفقا في اختيار جمال سليمان فقط، بل كان صائبًا في اختيار الفنانة سهر الصايغ التي برعت في دورها وأدته باتقان شديد، وقام بإثقال المسلسل بعامل الخبرة من خلال الفنانة القديرة سميحة أيوب، التي يكون ظهورها في أي عمل بمثابة عنصر الأمان لكل المتواجدين فيه، فهي تصنع أداءً متقنا ينتشي منه المشاهد، وتفيض به على من أمامها من ممثلين.
ودائما كعادته يصر المخرج رؤوف عبد العزيز على الخروج عن النمطية والراهن في تقديم الفنانين ويظهرهم للمشاهدين بشكل غير مألوف ومعتاد عليهم، وهذا ما ظهر جليا في تقديمه للعديد من الأجيال في مسلسل "الطاووس"، ما بين النجم العربي جمال سليمان، وسيدة المسرح سميحة أيوب، وأحمد فؤاد سليم، والفنانة سهر الصايغ، وخالد عليش، وهبة عبد الغني، وعابد عناني والفنانة الشابة فرح الزاهد ومهند حسني، وغيرهم.
نجاح رؤوف عبد العزيز لم يكن في اختياراته فقط، ولكن في عوامل أخرى بداية من توظيف الصورة مع المشهد، بانتقاء الكادرات المناسبة وحجم اللقطات المعبرة عن النص والأداء مرورًا بزاوية الكاميرا وحركتها وغيره من تقنيات التصوير التي صنعت لنا صورة تضاهي القصة وكأنها واقع ملموس.
الأداء التمثيلي في مسلسل الطاووس
شكل فريق عمل مسلسل الطاووس أداءً متناغما فيما بينهم، جعل المشاهد يتوحد مع الأحداث ويتفاعلون معها وكأنها واقع أمامهم، وهذا ما يتضح من خلال التفاعل الدائم مع الحلقتين السابقتين، ما يؤكد أن الأداء التمثيلي لفريق العمل تم على أكمل وجه.
البداية جاءت من خلال الفنانة سهر الصايغ التي أبهرت الجمهور بأداء شخصية "أمينة" بشكل ناعم وسلس جدا يعكس الطيبة والنقاء والبراءة للبسطاء، واستطاعت تجسيد الدور بإحساس صادق ووصلت إلى أكبر درجة من الإتقان لتثبت أنها طاقة فنية متجددة، ولا يمكن لك أن تتوقع ما ستفاجئ الجمهور به، وذلك تحت قيادة المخرج رؤوف عبد العزيز.
أما الفنان جمال سليمان، فلا خلاف عليه وعلى قدراته التمثيلية، فكل من ملامحه وتعبيرات وجهه تعطي للمشاهد انطباعا حقيقيا عن الشخصية، فيمكنه ذلك من توصيل ما يريد من معلومات ومشاعر للمشاهد بشكل سلس، فجسد شخصية المحامي المخضرم الذي يستطيع توظيف كل شيء حوله من أجل قضاياه.
الحلقة الأولى من مسلسل الطاووس أكدت براعة رؤوف عبد العزيز وقدرته في فن توجيه الممثل بشكل رائع متناغم ومتلائم مع الأحداث، مما يجعله مخرجا بدرجة مايسترو.
أبطال مسلسل الطاووس
مسلسل الطاووس بطولة النجم جمال سليمان، وسيدة المسرح العربي سميحة أيوب، وسهر الصايغ، وأحمد فؤاد سليم، وهبة عبد الغني، ومها نصار، ورانيا محمود ياسين، وهالة فاخر، وخالد عليش، وعابد عناني، والفنانة الشابة فرح الزاهد، سيناريو وحوار كريم الدليل، وإشراف على الكتابة المؤلف محمد ناير، وإخراج رؤوف عبد العزيز.
