الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

احذر هذا الأمر في رمضان .. البحوث الإسلامية يوضحه

صدى البلد

قال مجمع البحوث الإسلامية، إن منهج الإسلام يقوم على الوسطية والاعتدال في كل شيء حتى في الطعام والشراب لقول الله تعالى "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين". 

وحذر المجمع عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، من الإسراف فى الطعام، مستشهدين بما قاله الصديق رضى الله عنه إني لأبغض أهل بيت ينفقون رزق أيام فى يوم واحد.

وأشار المجمع الى أن شهر رمضان هو شهر التقوى والخير والطاعات والقربات وفرصة للتخلص من بعض العادات والسلوكيات التي تتنافى مع الحكمة فى هذا الشهر، ولكن تظهر بعض الظواهر السلبية التي تتنافى مع الحكمة من تشريع هذا الشهر المبارك، وهى الإسراف في الأطعمة والمبالغة في المشتريات، وكذلك ما يحدث في سائر المنازل من طهي وطبخ للعديد من المأكولات وإعداد للمشروبات، ثم تناول اليسير منها وإيداع المتبقي صناديق القمامة.

اقرأ أيضًا عادة سيئة منتشرة نهى عنها الشرع أثناء تناول الطعام والشراب

حكم الإسراف في الطعام بعد الإفطار.. دار الإفتاء ترد

وأضاف أن الإسراف والتبذير والمبالغة في إعداد الطعام والشراب يخالف حكمة مشروعية الصيام أصلًا، لأن من حكم تشريع الصيام هو تذكر الفقراء والمحتاجين والمعوزين، ثم مد يد العون والمساعدة لهم وكذلك الإحساس بحالهم.

"ما حكم إلقاء بقايا الطعام في القمامة بنية إطعام الحيوان؟"، سؤال أجاب عنه الدكتور محمد نجيب عوضين، أستاذ الفقة المقارن بجامعة القاهرة، وذلك خلال لقائه ببرنامج "السائل والفقيه" المذاع عبر موجات إذاعة القرآن الكريم. 

وأجاب الدكتور محمد نجيب عوضين قائلًا إن "إلقاء بقايا الطعام فى القمامة لإطعام الحيوانات لا يوجد فيه حرمة، ولكن علينا أن نقلل كمية الطعام حتى لا يتبقى طعام يرمى فى القمامة فربما لا تمر على القمامة حيوانات لتأكل بقايا هذه الأطعمة فتكون مكانا للميكروبات ولنشر الأمراض فعليكِ أن تقللى الطعام". 

وأضاف أنه من الأفضل بدلًا من أن نرمي بقايا الطعام فى القمامة لإطعام الحيوانات أن نعطيها للفقراء، وذلك إن كان لديكِ جيران فقراء فاعط لهم هذا الطعام وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول للصحابة من يشعل النار على طعام فليغرف لجاره منه. 

إقرأ أيضًاحكم إلقاء بقايا الطعام في القمامة بنية إطعام الحيوان

الإفتاء تحذر من فعل هذا الأمر السيئ عند وجود ضيف فى المنزل
وتابع قائلًا: "لا تطبخي كثيرا لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الإسراف والله عز وجل قال {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا}، فعلينا أن نتجنب ذلك إما بتقليل كمية الطعام أو بالبحث عن محتاجين لهذا الطعام أولى من هذه الحيوانات". 

حكم إلقاء الطعام الزائد في القمامة
قالت دار الإفتاء الأردنية، إنه يحرم إلقاء شيء من الطعام الصالح للأكل في القمامة؛ لأن الطعام نعمة من الله تعالى، وفي إلقائه إساءة لهذه النعمة.

وأضافت الإفتاء في إجابتها عن سؤال: «ما حكم إلقاء الطعام الزائد في القمامة، وماذا نفعل به إن كان إلقاؤه غير جائز؟»، أن إلقاء الطعام في القمامة فيه إساءة لهذه النعمة من وجهين: الوجه الأول: أن في ذلك احتقارًا للنعمة، وكفرًا بها، والواجب على المسلم أن يكون شاكرًا لله على نعمه وعطاياه، الوجه الثاني: أن هذا التصرف فيه إتلاف للمال، وقد نهى عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاثًا: قِيلَ وَقالَ، وَإضَاعَةَ المالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤالِ» متفق عليه.


وأشارت إلى أن الله تعالى نهى عن الإسراف في الأكل والشرب، قال تعالى: «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ» (الأعراف/31)، فمن باب أولى بالتحريم إتلاف المال؛ لأن إتلاف المال أشدّ سوءًا من الإسراف فيه، والله تعالى لا يحب المسرفين.

وتابعت: "صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تدل على حرصه على نعم الله تعالى، ولنا فيه أسوة حسنة، ومن ذلك:عن أنس رضي الله عنه قال: مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بتمرة مسقوطة [أي ساقطة] فقال: (لولا أن تكون صدقة لأكلتها) رواه البخاري".

واستطردت: "عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل طعاما لعق أصابعه الثلاث، وقال: «إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها، ولا يدعها للشيطان»، وأمرنا أن نسلت القصعة [أي نمسحها ونتتبع ما بقي فيها من الطعام]، قال: (فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة) رواه مسلم".

وأكدت أن احترام النعمة وصيانتها من باب شكر الله تعالى الذي قال: «لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ» (إبراهيم/7)، أما بالنسبة لبقايا الطعام من الولائم الضخمة التي تقام في البيوت والمزارع والمطاعم، والذي يذهب أكثره هدرًا ويكون مصيره بين أكوام القمامة، حيث لا يدري صاحب الوليمة ما يفعل بالكميات الهائلة من الطعام المتبقي، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد وجهنا فقال: «من كان عنده فضل زاد؛ فليعد به على من لا زاد له». قال راوي الحديث: "حتى ظننا أنه لا حقَّ لأحد منا في الفضل" رواه أبو داود.

ونصحت من يتلفون ما يمكن استخدامه من الطعام والشراب أن يتعاونوا مع الجمعيات الخيرية لأخذ هذه الأطعمة وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، ولهم في ذلك الأجر والثواب.

ودعت الجمعيات الخيرية إلى تكثيف جهودها في حفظ النعمة، وجمع بقايا الطعام والدواء والكساء، وتوزيعها على أهل الفقر والفاقة من أبناء هذا البلد الكريم.