الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عرفة علام يكتب: فانوس ومسحراتي

صدى البلد

فانوس رمضان والمسحراتي من  الطقوس الخاصه بشهر رمضان  الكريم وتبقي هذه العادات الجميله في مصر تصنع السعاده والبهجه  وترسم الابتسامه علي شفاه الكبير والصغير...ولا أبالغ إذا قلت المسلم والمسيحي أيضا وهذه خصوصيه وطبيعه  مصر التاريخ  ودليل تلاحمها .. يبقي شهر رمضان بالنسبه للمسلمين في العالم وفي مصر عباده وتراويح وتهجد وشهر يجتمع فيه الجميع من الأسر  علي مائده واحده تشع منها الفرحه والصفاء والتقارب والتسامح إلا أن الفانوس والمسحراتي من العادات و الطقوس المشهوره التي  تدخلك في حاله من الفرحه و الانسجام والتناغم والشعور بتواصل واستمرار السعاده  بهذا الشهر العظيم بكل زمان لما يفوح منها من عبق تاريخي يذهب بك ويسافر في كل مره عبر اله زمنيه تنتقل بك وتتنقل  في كل  تفاصيل الطفوله وذكراياتها ومن منا لا يمتلك من هذه الذكريات مع الفانوس ومع المسحراتي  في هذا الشهر الكريم ...اولا وقبل هذه الذكريات قصه الفانوس والمسحراتي  عتيقه  ولازالت بنفس الابهار للكبير والصغير وينتظر ها ويسعد بها  الجميع ولا تتعجب في مصر إذا وجدت من الاخوه الأقباط من يشارك في هذا الإحتفال بالشهر الكريم بتعليق الزينه والفانوس بل أحيانا يشاركون المسلمين بالصيام كنوع من التضامن والمشاركة.
هناك قصص كثيره عن بدايه ارتباط الفانوس بزينه رمضان وجعله عاده تدخل السرور الي الاطفال والكبار اقربها الي الصحيح  هي التي تحكي أن الخليفه الفاطمي كان يخرج الي الشارع ليله الرؤيه يستطلع هلال رمضان ويخرج الاطفال يحملون كل منهم فانوس  لاناره الطريق له وترديد بعض الأغاني تعبيرا عن الفرحه بقدوم هذا الشهر العظيم وأيا كانت القصه الصحيحه فإن عاده الفانوس صنعها المصريون وابدعوا في أن يجعلوها تحمل طابعا فلكلوريا رائعا يحمل ذكريات مع كل مسلم  أو مصري وكأنه اتصال  بين الزمن الماضي والحاضر .
المسحراتي .. هذا الرجل الذي تراه فقط في هذا الشهر يحمل طبلته المعروفه باسم البازه ورائه أيضا قصه وذكريات تخطفك وتعيدك كلما تراه الي ماضي وذكريات جميله تشم منها رائحه طفولتك وتشعر أنك مازلت بخير وأن الزمن مازال عند تلك الأيام التي لن تنساها ومع كل دقه من هذه الطبله الصغيره تجد رقصه من داخلك مختلطه مع فرحتك بالشهر الكريم وأيامك التي كلما مضت اشتقت إليها   مع همسات ذكريات الطفوله عندما كنت تنتظر وتجبر نفسك علي السهر حتي لا يفوتك ايقاع تلك الطبله ورؤيه هذا الرجل الذي لم تراه كثيرا ..
لما زادت رقعه الدوله الاسلاميه في العصر العباسي كان هناك من يتطوع لتنبيه الناس بوقت السحور ..حتي أنه يذكر أن والي مصر آنذاك عتبه بن اسحق خرج بنفسه لتنبيه المسلمين بوقت السحور وكان يطوف شوارع القاهره ليلا للقيام بهذا بنفسه ..عباد الله تسحرو فإن في السحور بركه ..بهذه الكلمات كان ينادي في الناس للتسحر ثم في عهد الدوله الفاطميه كان يقوم بهذه المهمه  الجنود بتكليف من الحاكم بأمر الله الفاطمي فيدقون علي الابواب لإيقاذ الناس وقت السحور ثم ابتكر المصريون فكره الطبله بدلا من الدق بالعصي علي الأبواب.....طبله بدقات منتظمه كانت معروفه... ولكل عصر مسحراتي وبازه ودقات بايقاع منتظم ....اصحي يا نايم وحد الدايم.. جمله محببه للكبير قبل الصغير وارتبط من هنا الفانوس بالمسحراتي حيث كانت سعاده الاطفال به تخرجهم كل طفل بالفانوس الخاص ليكونوا حول هذه البازه والمسحراتي 
تتشابه الدول الاسلاميه في الطقوس الخاصه بهذا الشهر  الكريم من حيث الفرحه والبهجة والاحتفال به ...ففي مصر يظل الفانوس إعلان شعبي عن قدوم شهر رمضان و تتزين به الشوارع والبيوت وتنار المساجد والشوارع فرحه وابتهاجا بقدوم شهر الخير والبركه وفي اندونسيا يقومون بقرع الطبول لقدوم شهر رمضان ويخرج الاطفال بالمشاعل تعبيرا عن سعادتهم بقدومه.. ..ولكن تبقي مصر لها طابعها الخاص وطقوسها التي تجبرك أن تقول انها مصريه برائحه التاريخ القديم المتصل بهذا الشهر العظيم .. أنوار وزينة الشوارع والمآذن وامتلاء المساجد وحلقات القرآن وزيارات القاهره القديمه الساهرة حتي الصباح  طوال شهر رمضان ومدفع الأفطار وصوت الشيخ محمد رفعت قبل الإفطار وحلقات الامام الشعراوي وتواشيح الفجر وحلويات رمضان التي أتت من عبق التاريخ لتجعلنا دائما علي اتصال وتواصل مع جمال وروعه مصر في الماضي والحاضر وكأن مصر دائما تأخذ من كل زمن أجمله وتعطيه لنا هديه لاسعادنا دوما. 
الياميش الذي اتي من منتصف العصر الفاطمي والقطايف والكنافه  القادمتين عبر التاريخ  من العصر الاموي ولازالت الكنافة والقطايف عمالقه الحلوي دون منافس في رمضان.. كلها من زمن مضي ولكنها حاضره دوما في كل زمن.
فانوس رمضان اضفي عليه الشعب المصري بصمتهم التي جعلته عنوان زينه واحتفال المصريين بالشهر الكريم وتعبيرا عن فرحتهم بقدومه لما فيه من بركه وتسامح ورحمات.
والمسحراتي القادم عبر التاريخ بتلك البازه الصغيره في يده وكلماته واشعاره والزجل مع مروره وقت السحور في طرقات المحروسه يحمل دائما معه الذكريات الجميله والسعاده لتكرار تلك اللحظات الجميله القادمه من الماضي متصله   ومتواصله بكل حاضر كأنها طاقه وشحن ايجابي كل عام لعام بعده ..أعاد الله علينا وعليكم الايام بخير وكل عام وانتم بخير وادام الله ايامكم بالسعاده والخير