الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خاطر بحياته وسيارته

كواليس مطاردة بطل مصري لمجرم خطير في أمريكا: ماخُفتش على نفسي| خاص

المصري أحمد شعبان
المصري أحمد شعبان

الشجاعة وسرعة البديهة رغم خطورة الموقف، كانت سببا في تصدر شاب مصري عناوين الصحف العالمية على مدار الأيام السابقة بوصفه بطل مصري جديد، حيث نجح فيما فشلت فيه الشرطة الامريكية على مدار محاولتين سابقتين لإيقاف مجرم دولي خطير على قوائم المطلوبين، ورغم خطورة الموقف مع المجرم المسلح إلا أنه لم يتردد لحظة في مساعدة الشرطة الأمريكية بإلقاء القبض عليه.

 

بطل مصري

تحدث البطل المصري أحمد حسني شعبان مع «صدى البلد» من محل سكنه في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، ويقول أن المطاردة كانت في السادس من أبريل الماضي، كان في طريقه المعتاد بسيارته  ولاحظ مرور سيارة يتبعها حوالي 40 سيارة شرطة، لم يعبء للأمر وأوضح ما حدث لصديقه خلال محادثة هاتفية، فأوضح له أنه مجرم خطير متهم في قضية قتل وفر مرتين من الشرطة الأمريكية ويتجول وهو مسلح.

 

استمر شعبان صاحب الـ 44 عاما في طريقه لمدة 10 دقيقة حتى تفاجأ بأن سيارة الهارب تقترب منه، لم يتردد وحاول المساعدة بواسطة سيارته الضخمة الجديدة لتصبح بشكل عرضي، ويقول: "طلعت بعربيتي لقيته جاي ناحيتي جيت أقفل عليه داس بنزين وجبته في الآخر".

 

الشجاعة التي تعلمها خلال خدمته في الجيش المصري، وأخلاق "الإسكندرانية" حيث نشأ جعلته يتعامل مع الامر دون خوف من تهديد السلاح الذي يحمله المجرم الهارب، أو من عقاب الشرطة الأمريكية له لاحقا لخرق القواعد، ويوضح أنه لم يفكر كثيرا وتصرف بتلقائية، "إحنا بشر والشرطة لما لاقيت إني ساعدتهم أكيد مش هيعاقبوني"، حتى أن تقرير الشرطة كان في صالحه.

 

شهرة غير متوقعة

لم يخف شعبان على حياته، وكل تفكيره كان "ماذا لو استمر المجرم الهارب في طريقه وقتل إنسان آخر بالسلاح الذي يحمله ؟"، أما سيارته التي أصابها الضرر بشكل كبير بعد المطاردة فهي في نظره ليست إلا "قطعة حديد"، هذه السيارة التي لها مكانة خاصة لديه، حيث أنفق عليها ما يزيد عن 70 ألف دولار للشراء والترخيص وإجراء التعديلات اللازمة عليها لتتماشى مع طبيعة عمله كمالك شركة نقل.

 

لم يتوقع البطل المصري أن مطاردته للمجرم الهارب موثقة بهذا الشكل، حيث تفاجأ بعد حضور الشرطة بوجود طائرات للتصوير وكذلك مصورين من جهات إعلام أمريكي فضلا عن تصوير المارة له، رغم أنها ليست المرة الأولى التي يتطوع فيها لمساعدة الشرطة والقبض على مجرمين، "دي تالت مرة، قبل كده ساعدتهم يقبضوا على راجل سكران الشرطة كانت بتطارده".

 

أما الضجة التي حدثت هذه المرة فترجع إلى خطورة المجرم الهارب ووضعه على قائمة المطلوبين الأكثر خطرا، وكذلك فراره بنجاح من الشرطة مرتين سابقيتن، "مخوفتش ولما نزلت من العربية كنت هادي والحكاية مش غريبة".

 

يسرية سر النجاح

اسم والدته الراحلة «يسرية» مرافقا له طوال الوقت، سيارته التي تدمرت بسبب المطاردة أطلق عليها اسم يسرية، وهو الاسم نفسه الذي اختارته زوجته الروسية لها، "زوجتي بتحب الاسم وقالت عاوزة أتسمى بيه"، أما السيارة تطلبت منهما الكثير من الجهد والمال، "صرفنا عليها فلوس كتير جدا لطبيعة الشغل" كما يقول لـ «صدى البلد».

 

خمسة أشهر هي الفترة التي استخدم فيها السيارة الجديدة، جاب خلالها برفقة أسرته كل أنحاء الولايات المتحدة، وبعد المطاردة دشنت زوجته حملة إلكترونية لمساندته وجمع التبرعات لإعادة إصلاحها، "هصلحها مش هسيبها علشان متعلق بيها وربنا بيعوض دايما"، أما طبيعة عمله هي نقل منتجات من ولاية أمريكية إلى أخرى.

 

من ولاية إلى اخرى، تنقل أحمد شعبان منذ إقامته في الولايات المتحدة عام 1998، نيويورك، ثم بنسلفانيا وفرجينيا وأخيراولية كاليفوريا حيث يعيش الآن، وتغير نشاطه خلال سنوات الغربة الـ 23، وقبل 9 سنوات كان يشارك في سباق السيارات ومنها عمله في تعديل محركات السيارات والطائرات وبناء المراكب واليخوت.

 

حب مصر

في أحضان المياه والطبيعة الخلابة، يعيش أحمد شعبان في يخت صنعه بنفسه برفقة أسرته الصغيرة المكونة من زوجته الروسية وابنيهما طارق وزين وأعمارهما 9 و8 أعوام، "تجربة جميلة وحجمه كبير زي الشقة"، وهذا كان الدافع له أيضا لتدشين مجال عمله الثاني وهي شركة لمراكب السياحة والصيد، ويقول: "أول مركب هتكون في الماية كمان أسبوعين مكتوب عليها مصر وإسكندرية".

 

اعتاد شعبان على تعليم ابنائه عادات وتقاليد المصريين وكذلك إعداد الطعام المصري لهما باستمرار، ويتواجد سنويا في مصر، ولكن منعته جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) من التواجد في مصر لمدة عامين، "الوباء أثر على كل حاجة ها ومحلات كبيرة وكتيرة وقفت نشاطها"، وكذلك تأثر عمله في عربات النقل.

 

طارق وزين بمثابة ساعديه، لا يفترق عنهما، وبعد المطاردة الأخيرة ازدادا فخرا له، ويصف مدى حب ابناءه لمصر لدرجة أن ابنه الأصغر زين يود الالتحاق بالجيش المصري، "من كتر ما بكلمهم عن الجيش وقوة مصر بيحبوها أوي.. وفخورين إنهم مصريين"، خاصة مع تطور مصر حاليا بشكل ملحوظ في الخارج على حد وصفه.

سيارة أحمد شعبان
سيارة أحمد شعبان
سيارة أحمد شعبان سر نجاحه في المطاردة  (1)
سيارة أحمد شعبان سر نجاحه في المطاردة (1)
سيارة أحمد شعبان سر نجاحه في المطاردة  (3)
سيارة أحمد شعبان سر نجاحه في المطاردة (3)
سيارة أحمد شعبان سر نجاحه في المطاردة  (4)
سيارة أحمد شعبان سر نجاحه في المطاردة (4)
سيارة أحمد شعبان سر نجاحه في المطاردة  (5)
سيارة أحمد شعبان سر نجاحه في المطاردة (5)