الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وضعت مخططا لفتح مصر.. القصة الكاملة لـ خلية مدينة نصر الإرهابية في «الاختيار 2»

خلية مدينة نصر
خلية مدينة نصر

أعاد الجزء الثاني من مسلسل “الاختيار” تسليط الضوء على القضايا والجماعات الإرهابية التي شهدتها مصر بعد ثورة ٢٥ يناير. 

 

وسلطت الحلقة الأولى من “الاختيار ٢” الضوء على أخطر خلية إرهابية في ذلك الوقت، والمعروفة بـ"خلية مدينة نصر الإرهابية" عام ٢٠١٢، والتى كانت تعتنق الفكر التكفيري، حيث تمكن قطاع الأمن الوطني من تفكيك الخلية والقضاء عليها وتقديم عناصرها للمحاكمة، والتي قضت بعقوبات المؤبد والسجن المشدد ضد عناصرها. 

 

إرهاب.. وأسلحة حديثة 

وجهت النيابة للخلية الإرهابية التي بلغ عدد أعضائها ٢٦ متهما، اتهامات عدة منها، تأسيس جماعة تنظيمية، على خلاف أحكام القانون، تدعو إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى.

 

وأوضحت النيابة العامة أن خلية مدينة نصر هى جماعة جهادية تدعو لتكفير المؤسسات، والسلطات العامة والاعتداء على أفراد ومنشآت القوات المسلحة، والشرطة والمسيحيين ودور عبادتهم وممتلكاتهم، واستهداف مقار البعثات الدبلوماسية والسفن الأجنبية المارة بالمجرى الملاحى لقناة السويس بغية الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، وكان الإرهاب أحد أهدافها، وحيازة وإحراز عناصرها لمفرقعات وأسلحة نارية وذخائر دون ترخيص.

 

وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا فى القضية بإشراف المستشار هشام القرموطى حينها، أن المتهمين أعضاء الخلية الإرهابية، حازوا محررات ومطبوعات وتسجيلات ووسائل تسجيل تتضمن ترويجا لذات أغراض الجماعة.

 

وأشارت التحقيقات إلى أن المتهمين حازوا وصنعوا مواد مفرقعة، ومواد وأجهزة تستخدم فى صناعة تلك المواد، بالإضافة إلى موجات إلكترونية ودوائر كهربائية، وأجهزة تحكم عن بعد متصلة بهواتف محمولة، وأجهزة ميقاتية وكرات معدنية، دون حصول على ترخيص باستخدامها من الجهات المختصة، علاوة على 25 جوالا تتضمن مادة "تى إن تى" شديدة الانفجار.

 

ولفتت إلى حيازة المتهمين لأسلحة نارية مششخنة تتمثل فى بنادق آلية وبندقية "هيرستال"، وبندقية قنص، مما لا يجوز الترخيص بحيازتهما، وقاموا بإحرازها بقصد استعمالها، وثبت بأنهم قاموا بحيازة الأسلحة بـ غير ترخيص بقصد الإخلال بالأمن والنظام العام، كما قاموا بتصنيع "كواتم صوت" محلية الصنع للأسلحة النارية المحرزة دون ترخيص.

 

معركة فتح مصر 

وأظهرت التحقيقات أن المتهمين قاموا بوضع مخطط تحت اسم "معركة فتح مصر"، حيث تم ضبط محررات خطية بمساكن المتهمين وبالمقار التنظيمية، وتضمن ذلك المخطط ضرورة العمل على التوظيف العسكرى لـ محافظات "القاهرة والإسكندرية وبورسعيد والسويس والإسماعيلية"، واختراق بنية الدولة باستهداف المسيحيين بقتل رموزهم، وخصوصا الاقتصاديين، وتفجير منشآتهم الحيوية، ودور عبادتهم، لدفع الصراع الطائفى إلى نقطة اللاعودة والعمل على تفتيت القوى السياسية واستهداف المصالح الأمريكية فى مصر.

 

وتضمن مخطط الجماعة الإرهابية السيطرة على أرض سيناء بالكامل، وجبال البحر الأحمر، واتخاذها كنقطة ارتكاز للعمل الجهادى، واكتساب أهلها كأنصار للجماعة، وتهديد قناة السويس، والعمل على تدريب أفراد التنظيم على استخدام الأسلحة والمتفجرات وإنشاء جهاز خاص لتنفيذ أعمال الاغتيالات. فضلا عن التدريب على تصنيع العبوات الناسفة، وتركيب الصواريخ، والقذائف والرصد، وحرب العصابات، واستهداف منطقة دوران شبرا بجميع المحال التجارية فيها المملوكة لـ المسيحيين، وكذا استهداف المنشآت الشرطية والعسكرية.

 

عمر سرور مفتي تنظيم القاعدة

يعد الإرهابي  عمر رفاعي سرور هو أخطر متطرفي هذه الخلية، حيث كان المفتي الذي يحلل لأعضائها الأعمال الإرهابية، عبر إصدار الفتاوى المتطرفة لهم. 

 

كما يعد عمر رفاعي سرور أحد أمراء التكفير وأحد مفتيي تنظيم القاعدة، وكان يكني نفسه أبوعبد الله المصري هو أحد ثلاثة قام عليهم عمل تنظيم القاعدة في أفريقيا، فالأول هو عشماوي والثاني عمر والثالث عماد الدين أحمد محمود عبدالحميد، الذي قُتل في ضربة جوية للقوات المسلحة المصرية بالقرب من الحدود المصرية الليبية، في يونيو الماضي.

 

ورث "عمر التطرف" عن أبيه وارتبط بشكل كبير بـ"هشام عشماوي"، وشغل منصب القاضي الشرعي لتنظيم عشماوي المرابطين، والذي بايع تنظيم القاعدة وقام بالعديد من العمليات الإرهابية في سيناء والواحات ثم انتقل التنظيم إلى مصر.

 

كان والد عمر أحد مؤسسي السلفية الجهادية، وتوفي الإرهابي "رفاعي سرور"، في فبراير 2012، وحضر جنازته حازم صلاح أبو إسماعيل ومحمد البلتاجي، وقيادات إخوانية وجهادية، وكان والده صديقًا مقربًا من أيمن الظواهري قائد تنظيم القاعدة وسجنا معا في قضية "تنظيم الجهاد" واغتيال الرئيس أنور السادات عام 1981. 

 

سجن عمر في عام 1992 لتطرفه، وسجن مرة أخرى في عام 2009، ولكنه استطاع الهرب من السجن أثناء أحداث يناير 2011.

 

اتهم عمر في قضايا وصدر ضده حكم غيابى بالسجن 15 عامًا في قضية "خلية مدينة نصر"، بعد اتهام أعضاء الخلية بالحصول على أسلحة من ليبيا عن طريق القيادي الليبي في "القاعدة" "عبد الكريم بلحاج" بهدف إقامة إمارة إسلامية في سيناء.

 

 بايع عمر أبو إسماعيل لحكم مصر عقب وفاة والده ثم هرب إلى سيناء وتدرب وشارك في العمليات الإرهابية إلى أن نصبه توفيق فريج مفتيًا للتنظيم، وأطلق على نفسه لقب «أبو عبد الله المصري»، ثم هرب مرة أخرى إلى مدينة درنة الليبية بعد سقوط حكم الإخوان، وانضم لكتيبة شهداء أبو سليم التابعة للقاعدة، وأصدر أحكامًا بإعدام أسرى.

 

كان عمر نقطة الإتصال بين أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي، وصديق واله، والجزائري مختار بلمختار، القائد السابق لـ«تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي».

 

فجر الإرهابي عمر رفاعي سرور نفسه بحزام ناسف بعد محاصرة منزله في يونيو ٢٠١٨ بليبيا. 

  

أحكام مشددة 
وعقدت محكمة جنايات القاهرة برئاسة القاضي شعبان الشامي، جلسات محاكمة للمتهمين في القضية، على مدار عامي 2013 و2014، وعاقبت عناصرها بأحكام رادعة، وحكمت على الإرهابيين طارق طه أبو العزم، ومحمد الكاشف، وعادل شحتو، وبسام وهيثم إبراهيم، ورامي الملاح، ونبيل محمد الشحات، وطارق هليل، وعلى محمد الميرغني، بالسجن المؤبد.

كما عاقبت الإرهابيين وائل عبد الرحمن، وإسلام رضا، وهانى راشد، ومحمد المعداوي، ومحمد دبيان، وسعد سلام، بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات.

كما عاقبت المحكمة الإرهابيين الهاربين حاتم مختار السعيد وسامى محمد عبد الله وحسن سلام عودة أبو منونة بالسجن المؤبد، وحكمت على كل من وليد عبد الرازق محمد السيد وحسن فاروق حسن وعمر نجل المتشدد رفاعي سرور، وأحمد محمد رياض بالسجن المشدد 15 سنة، لكل منهم.

كما شمل الحكم معاقبة الإرهابيين عماد عبد النبى إمام، وسامح شوقى، ونور الدين محمد، بالسجن المشدد 7 سنوات عما أسند إليهم، بينما قضت ببراءة متهم واحد.


شر وبلاء 
وجاء في حيثيات الحكم الذي أصدرته المحكمة، في أكتوبر 2014، أن أسباب هذه الأحكام، وفق التحقيقات، هي أن المتهمين أسسوا جماعة تنظيمية تعتنق الأفكار المتطرفة القائمة على تكفير مؤسسات الدولة والسلطات العامة، ووجوب الجهاد ضد العاملين بها باستخدام القوة والعنف.

كما أكدت التحريات أن اعضاء «خلية مدينة نصر» خططوا لارتكاب أعمال عدائية تجاه المنشآت العامة والحيوية بالبلاد ودور العبادة الخاصة بأقباط مصر، ومشاريعهم التجارية، فضلًا عن المنشآت العسكرية والشرطية لتنفيذ أغراض ذلك التنظيم.

وأشارت المحكمة إلى أن عناصر «خلية مدينة نصر» ليسوا على صواب، ووصفتهم بأنهم شر وبلاء، منذ خروجهم وفكرهم في القتل والتدمير، ببشاعة تقشعر منها النفوس، وتشويه للمسلمين بأفعالهم الخطيرة المروعة السيئة، ومن ثم وجب عقابهم جزاءً وفاقًا لما اقترفته أيديهم من جرم يتستر خلف عباءة الدين والدين منهم .