المان سيتي وسان جيرمان .. صراع المال العربي على أغلى البطولات الأوروبية

بعد ان وصلا إلى الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا، أصبح تواجد العملاقين الكبيرين مانشستر سيتي الإنجليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي في الساحة الأوروبية ومن ضمن أفضل خمسة أندية في العالم أمر واقع.

صعود المان سيتي للمرة الأولى مع مدربه الإسباني بيب جوارديولا إلى منافسات الدور قبل النهائي في دوري أبطال أوروبا اثبت بما لايدع مجال للشك نجاح التجربة الاستثمارية لمجموعة سيتي والمملوكة للشيخ منصور بن زايد مالك النادي.

كما أن نجاح رفاق النجم الكبير رياض محرز في الفوز ببطولة الدوري مع جورديولا مرتين واقترابه من حسم اللقب الثالث اثبت قوة وتحكم رأس المال في أعرق البطولات والدوريات الأوروبية وهو الدوري الانجليزي..

القيمة التسويقية لجميع لاعبي مانشستر سيتي وفقا لصحيفة "فايناشيال تايمز" الأمريكية عام 2020 وصلت إلى  4.8  مليار دولار متفوقا على ريال مدريد النادي الأكثر تتويجا بالألقاب القارية في العالم..

كما ان رواتب الفريق صاحب الألوان السماوي تتراوح من 7 حتى 10 و 15 مليون استرليني لكل لاعب في الموسم، ويعد البلجيكي كيفين دي بروين اعلي راتب في الفريق حيث يتقاضى سنويا 18 مليون استرليني فيما يبلغ راتب زميله الانجليزي رحيم ستيرلينج 15 مليون والكاي جوندوجان 8 مليون استرليني والجزائري رياض محرز 6 مليون والأرجنتيني أجويرو 11 مليون

إيرادات مانشستر سيتي وفقاً لآخر تقرير في نوفمبر 2019 بلغت 560 مليون إسترليني، كما وصلت رعاية قميصه فقط لنحو 65 مليون إسترليني وهو أمر قابل للزيادة مع نجاح الفريق في حسم البريميرليج هذا الموسم.

أما على الطرف الآخر، فبعد 9  أعوام كاملة من شراء مجموعة جهاز قطر للاستثمار لنادي باريس سان جيرمان ونجاح رئيسه ناصر الخليفي في السيطرة التامة على كل البطولات الفرنسية منذ عام 2013  وحتى الآن لم يخسر باريس لقب الدوري سوى في مناسبة واحدة فقط أمام موناكو عام 2017.

ابتسمت الأقدار اخيرا لملاك النادي صاحب الشعبية الكبيرة في دوري الشياكة والأناقة بعد أن وصل قطار باريس إلى المباراة النهائية من دوري أبطال أوروبا العام الماضي أمام بايرن ميونيخ الذي حقق اللقب بفارق هدف وحيد.

سياسة الخليفي في دعم سان جيرمان لم تتوقف منذ اللحظة الأولى حيث صرف مئات الملايين من الدولارات من أجل جلب كل ما هو جديد للنادي الباريسي، حيث تعاقد عام 2012 مع الهداف الكبير زلاتان إبراهيموفيتش ومنحه راتب خيالي وقتها يقدر ب 15 مليون دولار وهو الأمر الذي دفع مجلس الشعب الفرنسي إلى إرسال طلب استجواب لناصر الخليفي، ثم ثم كلا من كفاني وانخل دي ماريا ووصل حد الطموح إلى ضم البرازيلي نيمار في صفقة هزت العالم ووصلت إلى ربع مليار دولار.

َمع كل ذلك لم يتمكن ال psg من تحقيق حلمه الأكبر في الفوز بدوري أبطال أوروبا فكان في كل موسم يتوقف قطار الأحلام عند منافسات الدور ربع النهائي كما حدث في 2015 و2016 و 2017

أما الآن فبعد التعاقد مع أفضل مهاجم في العالم كليان مبابي منذ ثلاث سنوات ووصول “الفورمة” الفنية اللاعب الشاب إلى أعلى درجاتها بجانب انسجامه التام مع نيمار والمهاجم الأرجنتيني ايكاردي والحارس كيلور نافاس ولاعب الوسط المهاجم ماركينوس في وجود الجناح الأيسر دي ماريا وتحت قيادة فنية للمدرب الطموح ماوريسيو بوتشيتينو أصبح باريس سان جيرمان مرعب بكل ماتحمل الكلمة من معنى.

 واصبح المرشح الأول والأقوى لحصد اللقب القاري الكبير الذي لم يحقق أي نادي فرنسي منذ عام 1993 وهو اللقب الأول والأخير الذي فازت به فرنسا عن طريق أولمبيك مارسيليا على حساب ميلان في نهائي ميونخ الشهير، ومنذ ذلك الحين لم تعرف فرنسا طريق منصة التتويج للبطولة الأغلى في العالم.

القيمة التسويقية للاعبي باريس سان جيرمان عام 2020 وصلت إلى 3 مليار دولار، ويحصل البرازيلي نيمار على أعلى راتب في فرنسا وثالث أعلى راتب في العالم حيث يتقاضى 32 مليون دولار سنويا، فيما يتقاضى مبابي 20 مليون دولار وانخل دي ماريا 13 مليون دولار والحارس نافاس 13 مليون والمهاجم ايكاردي 7 مليون دولار سنويا.

لقاء مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان في الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا سيكون لقاء ناري ويحمل طابع خاص فهو صراع بين قوى رأس المال العربي الذي توغل وفرض نفسه في أوروبا بشكل رائع وبالطبع الفائز بالبطولة في النهائية سيؤكد نجاح التجربة بشكل كامل.