الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منهج النبي في التعامل مع غير المسلمين.. سنن مهجورة

منهج النبي في التعامل
منهج النبي في التعامل مع غير المسلمين.. سنن مهجورة

يعيش الناس هذه الأيام أجواء رمضانية وروحانيات جميلة، ويحرص الكثيرون على إتباع سنن النبي الكريم لنيل الثواب والأجر العظيم.

ونحرص دائما على تسليط الضوء على سنن النبي حتى لا يغفلها الناس بل يلتزموا بها، وهذه المرة نبرز سنة النبي ومنهجه في التعامل مع غير المسلمين.

سنة النبي في التعامل مع غير المسلمين

رحمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم تقتصر على المسلمين فحسب، بل شملت أيضًا غيرهم؛ فقد احترم صلى الله عليه وسلم وجودهم، وعاهدهم وساكنهم وعاملهم بالبيع والشراء وسائر أنواع التصرفات وعاش معهم حياة اجتماعية قويمة قوامها مراعاة حقوقهم العامة التي قرر فيها أنَّ لهم ما للمسلم وعليهم ما على المسلم.
 

كما اقتصر في حروبه معهم على دفع العدوان وإقرار مظاهر الحرية والسلام والاستقرار دون تعدٍّ أو انتقام، بل كان شأنه صلى الله عليه وسلم الدعاء لخاصتهم ولعامتهم بالهداية، وفي ذلك يقول: «إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً» "صحيح مسلم"، ويقول أيضًا: «أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا».

والنبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أمر بالبر وحسن المعاملة والرحمة مع من سالمنا من غير المسلمين؛ فقال سبحانه: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8]، فالآية تقرر مبدأ التعايش، وتبين أن صلة غير المسلمين، وبِرَّهم، والإحسان إليهم، من الأمور المستحبة شرعًا.

مناسبات غير المسلمين
النبي محمد صلى الله عليه وسلم أرسى أصول التعامل مع مناسبات وأعياد غير المسلمين من خلال موقفه من احتفال يهود المدينة بيوم عاشوراء حيث صامه وأمر بصيامه قائلًا: «نَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ»، وأظهر موافقتهم على السبب وهو شكر المُنْعم سبحانه، وإحياء يوم فاضل في تاريخ نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام بالعبادة المشروعة لدى المسلمين، ودون مناقشة في ثبوت هذا اليوم ومدى حقيقة تحديده بعينه دون غيره من الأيام، فضلا عن كونه لم يعد ذلك مشابهة مذمومة لغير المسلمين أو اشتراكًا في عقائدهم.

الفرح بميلاد سيدنا عيسى
الاحتفال والفرح بميلاد سيدنا عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام يدخل تحت عموم الأدلة الشرعيَّة التي أرشدنا الله تعالى من خلالها إلى أن الأزمان التي وُلِدَ فيها الأنبياء والرسل أيامُ سلام على العالمين، فقال عن سيدنا عيسى: (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) [مريم: 33].

وقرر الفقهاء استحباب صلة غير المسلمين في مثل هذه المناسبات وبِرّهم والإحسان إليهم بوجه عام؛ بما يُعَدُّ ترجمةً حقيقية لمبادئ الحضارة الإسلامية الراقية وقِيَمِها السمحة التي تؤكد على الالتزام بالمشترك الديني والاجتماعي الذي يقوي نسيج المجتمع الواحد، وفي ذلك يقول الله تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [الممتحنة: 8].