الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صدقة جارية وتنفس صناعي.. آخر ما كتبه الطبيب الشهيد ضحية كورونا في سوهاج

صدى البلد

"صدقة جارية، ذنوبي كتير، متنسونيش، تنفس صناعي، خايف"، تلك الكلمات التي كتبها الدكتور السيد عثمان، قبل وفاته ولم يفهمها الكثير من أفراد أسرته فهي كلمات مُبعثرة على أوراق بيضاء لم يُسطرها سوى دموعه وآلامه.

توفي رئيس قسم النساء والتوليد بمستشفى أخميم المركزي بمركز أخميم شرقي محافظة سوهاج، اليوم، بعد عزله عدة أيام بالمنزل عقب إصابته بفيروس كورونا المُستجد، حتى ساءت حالته الصحية ولم يعد يستطع التنفس.

غيمة مُميتة رؤيتها جاءت على أعين الطبيب فأفقدته شغفه بالحياة وأيقنته أنها النهاية التي لم يكن منها سوى لفظ الأنفاس الأخيرة، دعوات متتالية باللطف في الفقد، مطالبات كثيرة مِن مَن حوله بالدعاء له في ظهر الغيب وقت الإفطار، لعلها تكون ساعة استجابة فيستعيد قواه ويعود إلى الحياة وبقوة وشغف.

إلا أن كونه طبيب يعمل منذ بداية انتشار الفيروس بمستشفى مُخصص للعزل بسوهاج، جعله يعلم جيدًا أنها النهاية التي لم يكن منها سوى الاستشهاد بإذن الله تعالى.

بسم الله الرحمن الرحيم {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ} صدق الله العظيم، تلك الأية التي كان يُرددها الفقيد قبل لفظه أنفاسه الأخيرة حتى علم من حوله من أسرته أنها اللحظات الأخيرة من عمره.

معاناة يومية.. أهالي جزيرة الخذندارية بسوهاج يُعانون الوصول إلى ضفة المركز.. والكوبري حلم طال انتظاره

ساعات عاشها قبل وفاته في احتياج وعطش للتقرب إلى الله، وأوجاع وآلالام عايشها قبيل لقاء ربه، كتابات خطها بقلمه وقت أن يخفت لمعان عينيه، "خايف، صدقة جارية كتير، ذنوب كتير"، أهذه هي مطالبه مِمَن حوله من أسرته وابناءه؟ أم كانت أمنيته في الحياة أن يبقى حتى يُكفر عن سيئات أعماله حتى يُقابل وجه كريم صافيًا مُتصافيًا؟

نتمنى له الرحمة والغفران وأن تشفع له أوقات ألمه وحزنه ووجعه الذي عايشه قبيل خروج روحه من جسده للقاء رب العرش العظيم، رحم الله شهداء الوطن من الجيش الأبيض واسكنهم فسيح جناته.

IMG-20210416-WA0014
IMG-20210416-WA0014
IMG-20210416-WA0015
IMG-20210416-WA0015