الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فرق غيرت تاريخ كرة القدم.. برشلونة وجوارديولا.. سداسية تاريخية وبداية أسطورة ميسي

برشلونة
برشلونة

منذ نشأة الساحرة المستديرة، مرت كرة القدم بالعديد من المتغيرات، فرق وكيانات ودول تصعد على القمة في وقت من الأوقات، تسيطر على العالم أو على الأقل تفرض سيطرتها في دولها وقاراتها، تفرض أسلوبها ليحاول الجميع إيقافهم.

 

لكل حدث نهاية ولكل قصة جميلة نهايتها ولكل فريق أسطوري غيّر مجرى وتاريخ كرة القدم وقت تنتهي فيه تلك الحقبة، قد يعود بعد ذلك للقمة مرة أخرى لكن بمجموعة أخرى من اللاعبين وبمدربين آخرين، ولن يتركوا لنا سوى إنجازاتهم والأشياء العظيمة التي فعلوها وسجلوها في صفحات كتاب التاريخ لكرة القدم.

 

"فرق غيرت تاريخ كرة القدم"، هي سلسلة نستعرض فيها نسخا أسطورية لأندية غيرت مجرى تاريخ كرة القدم يوميًا في شهر رمضان، كيف بدأت.. من أين تم بناء هذا الفريق.. مراحل الصعود والهبوط.. ونستكمل في هذا العام السلسلة بقصة نادي برشلونة الإسباني مع المدرب بيب جوارديولا، وتحقيقهم سداسية تاريخية لا تنسى.

الهولندي فرانك ريكارد، كان مدربًا لفريق برشلونة الإسباني، قادهم لتحقيق دوري أبطال أوروبا عام 2006 بعد غياب طويل، برشلونة كان ناديًا رائعًا، ولكن تاريخ البارسا كُتب له فصل جديد تحت قيادة بيب جوارديولا.

في موسم 2007-2008، احتل البارسا المركز الثالث في الليجا، ودع بطولة كأس ملك إسبانيا من نصف النهائي، نفس الأمر بالنسبة لبطولة دوري أبطال أوروبا، إجمالًا كان موسم الفريق الكتالوني صفريًا، بلا بطولات.

قرر خوان لابورتا رئيس نادي برشلونة آنذاك، منح الثقة لأسطورة الفريق، مدرب فريق الرديف، بيب جوارديولا، لقيادة الفريق بدلًا من ريكارد، في أولى تجاربه التدريبية على صعيد فرق الكبار.. تولى جوارديولا تدريب برشلونة منذ موسم 2008-2009 بعد أن أخبرهم البرازيلي رونالدينيو اللاعب الأفضل في الفريق، قراره بالرحيل، لتصبح مهمة بيب ثقيلة وصعبة.

جوارديولا طلب رحيل ديكو وصامويل إيتو نجمي الفريق، رحل الأول واستمر الثاني، قام بتصعيد سيرجيو بوسيكيتس من فريق الرديف.. تعاقد مع جيرارد بيكيه وألفيش وانطلق الموسم بهزيمة أمام الفريق الصاعد نومانسيا في الدوري الإسباني، ثم التعادل مع راسينج في الجولة الثانية، لتبدأ الشكوك تساور إدارة البارسا وجمهورهم حول قدرة جوارديولا على تحمل المسئولية الموضوعة على عاتقه.

ولكن بعد أول مباراتين في الليجا، أخذ البارسا يطيح بكل ما يواجهه، سداسية في شباك أتلتيكو مدريد، ثنائية في مرمى الريال على ملعب سانتياجو برنابيو، وكان الأمر مماثلًا في دوري أبطال أوروبا.

جوارديولا استطاع تحقيق نتيجة تاريخية لفريقه في مباريات الكلاسيكو أمام ريال مدريد، بقيادته البارسا للفوز بستة أهداف مقابل هدفين على ملعب كامب نو في مباراة الدور الثاني، حتى توج البارسا بالليجا.. توج بدوري أبطال أوروبا، توج بكأس ملك إسبانيا، توج بكأس السوبر الأوروبي، توج بكأس السوبر الإسباني، توج بكأس العالم.. حقق البارسا معه سداسية تاريخية، لم يحققها أي فريق، لم يحقق أي فريق إسباني الثلاثية ( دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني وكأس ملك إسبانيا)، أكل البارسا الأخضر واليابس معه، وبدأت أسطورة ليونيل ميسي في السطوع.

ليونيل ميسي الذي كان بعمر الحادية والعشرين عامًا، استطاع تسجيل 38 هدفًا هذا الموسم، منهم 23 هدفًا في الدوري الإسباني و 9 أهداف في دوري أبطال أوروبا، لينال عن جدارة واستحقاق جائزة أفضل لاعب في العالم لعام 2009.

ميسي لم يكن وحيدًا، فكان هناك ثلاثي من الوحوش في وسط الملعب، سيرجيو بوسيكيتس، تشافي هيرنانديز وأندرييس إنييستا.

أداء برشلونة لم تكن مجرد صحوة أو موسم وحيد للتألق، فنتائج البارسا وأدائه المميز بالـ تيكي تاكا، استمر في موسم 2009-2010، فقط الجديد كان استقدام السويدي زلاتان إبراهيموفيتش بدلًا من صامويل إيتو.

لكن ذلك الموسم كان أقل قليلًا من سابقه، ودع الفريق بطولة كأس ملك إسبانيا من دور الـ 16، ودع دوري أبطال أوروبا من إنتر الإيطالي في نصف النهائي، لكنه توج بالدوري الإسباني بعدما جمع 99 نقطة، وفاز على ريال مدريد ذهابًا وإيابًا.

وفي موسم 2010-2011، استمر أداء البارسا الأسطوري، إنهاء الليجا في الصدارة برصيد 96 نقطة، فوز بخماسية تاريخية على ريال مدريد في دور الذهاب على ملعب كامب نو، التتويج بدوري أبطال أوروبا مرة أخرى، وكانت النقطة السوداء الوحيد هو خسارة كأس ملك إسبانيا من الدور النهائي أمام منافسه وغريمه التقليدي ريال مدريد.

أداء ميسي كان أسطوريًا كالعادة تحت قيادة جوارديولا، فتسجيل 53 هدفًا في موسم واحد يمكنه أن يلخص كيف كان الساحر الأرجنتيني ذلك الموسم، إضافة للسمفونيات التي كان يقدمها كل من إنييستا وتشافي.

وفي موسم 2011-2012، كانت النهاية لذلك الجيل الذهبي للبارسا مع جوارديولا، الفريق قدم أداءً رائعًا ولم يقصروا، لكنهم فقط واجهوا ريال مدريد تحت قيادة البرتغالي جوزيه مورينيو، واللذين توجوا بالدوري الإسباني على حسابهم، أما في دوري الأبطال، فخرجوا على يد تشيلسي الإنجليزي من دور نصف النهائي، وكانت الحسنة الوحيدة لهم هي التتويج بكأس ملك إسبانيا، والموسم الأسطوري والتاريخي لليونيل ميسي، الذي سجل 73 هدفًا في موسم واحد.

رحل جوارديولا، ومن بعده يبحث برشلونة حتى الآن عن ذلك البريق والرونق الذي عاشه معه، فكان البارسا أحد أفضل الفرق في تاريخ كرة القدم مع الفيلسوف.