الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مقبرة الإمبراطوريات.. قصة فشل 4 رؤساء أمريكيين في ترويض أفغانستان

أفغانستان
أفغانستان

تُعرف أفغانستان بأنها مقبرة الإمبراطوريات. وخلال الـ 150 عاما الماضية، حارب مقاتلون أفغان غزو الإمبراطورية البريطانية والاتحاد السوفييتي. من الحرب الباردة إلى الحرب على الإرهاب.

وبحسب قناة "سي إن إن"، كلّفت الحرب الأمريكية في أفغانستان منذ عام 2001 مليارات الدولارات وآلاف الأرواح الأمريكية وقتلت آلاف المدنيين الأفغان. لكن التدخل الأمريكي في أفغانستان بدأ قبل عقود.

عهد رونالد ريجان

في 1979، قام الاتحاد السوفييتي - الذي كان يخوض الحرب الباردة مع الولايات المتحدة - بغزو أفغانستان. وبعد تحمل خسارة دعمها السوفيتيين في فيتنام، قررت أمريكا تسليح وتمويل المليشيات الأفغانية سرّاً لقتال السوفييت.

أيّد الرئيس الأمريكي حينها رونالد ريجان البرنامج، وفي 1988، بدأ السوفييت بالانسحاب من أفغانستان. وقال ريجان حينها "بعد قرابة 9 سنوات طوال من الحرب، سيطرت شجاعة وعزم الشعب الأفغاني ومقاتلي الحرية الأفغان. واليوم، نهاية الاحتلال في الأفق".

مع خروج السوفييت أخيرًا في 1989، تضاءل اهتمام الولايات المتحدة بأفغانستان، وتمزقت البلاد سريعًا بين الحكومة الشيوعية الضعيفة ومجموعة من قادة الحرب.

في خضم هذه العاصفة، تركت الولايات المتحدة شبكة مسلحة بشكل جيد ومندفعة من الجهاديين الدوليين. من بينهم أسامة بن لادن. بعد الحرب الأهلية في أغلب التسعينيات، تحالفت طالبان مع القاعدة، وسيطروا على أفغانستان.

عهد جورج بوش الابن

بعدها في 11 سبتمبر 2001، هاجمت القاعدة الولايات المتحدة. ووجّه الرئيس بوش تحذيراً إلى طالبان، قائلاً "أغلقوا على الفور وبشكل تام كل مخيم تدريب إرهابي في أفغانستان وسلمّوا كل إرهابي".

استجلب رفض طالبان حرباً بقيادة حلف الناتو لاستهداف قادة القاعدة المسؤولين عن هجمات 11 سبتمبر، ليعلن بوش بعدها "بأوامر مني، بدأ الجيش الأمريكي غارات ضد مخيمات تدريب القاعدة الإرهابية والأنظمة العسكرية التابعة لنظام طالبان في أفغانستان".

في غضون أسابيع، سيطرت قوات حلف الناتو على البلاد. ورغم أن الغزو دحر طالبان في غضون شهرين، بدا واضحًا أن الحرب لم تنته بعد. واجهت القوات الأمريكية قنابل بدائية واعتداءات متصاعدة وهجمات لا متناهية على نقاطهم المنتشرة عبر البلاد.

عهد باراك أوباما

في 2009، أمر الرئيس أوباما بزيادة حادة في القوات الأمريكية. وملأت موجة من 30 ألف جندي المواقع الساخنة في أفغانستان، مسيطرة على أراض بطريقة كانت مستحيلة سابقاً.

ورغم أن الولايات المتحدة زعمت النجاح، إلا أن الزيادة كانت بعيدة جداً عن النصر، وكان أمامها جدولا زمنيًا صارمًا. قال النقاد إن الجدول الزمني المفروض من قبل أوباما عرقل فعالية زيادة القوات. لكن بعد 10 سنوات من بدء الحرب في أفغانستان، حققت الولايات المتحدة واحداً من أهدافها الرئيسية في ما تسمى بالحرب على الإرهاب، واجتاحت قوات أمريكية منزل بن لادن في بلدة باكستانية قبل أن تقتله.

عهد دونالد ترامب

اتخذ ترامب موقفاً مختلفاً فيما يتعلق بأفغانستان مقارنة بأوباما. فبعد انسحاب القوات الإضافية، زاد ترامب التدخل العسكري الأمريكي. إذ زاد الجيش الأمريكي غاراته على أفغانستان، بما في ذلك إطلاق أكبر صاروخ أمريكي غير نووي على مقاتلي داعش.

لكن قوات طالبان كان ما يزال لديها نفوذًا عسكريًا. وبعد 17 عامًا من الصراع في أفغانستان، سيطرت طالبان أو تنازعت على ما بين 60٪ إلى 70٪ من البلاد.

توجهت الولايات المتحدة أخيرًا إلى محاولة التفاوض على نهاية سياسية للحرب مع طالبان. وفي اتفاق تاريخي، وافق ممثلو أمريكا وطالبان على انسحاب كامل محتمل للقوات الأمريكية بحلول 1 مايو 2021. وأعلن ترامب حينها أن طالبان قدمت "تعهداً، تعهد قوي جداً. سوف نرى كيف سيجري الأمر، ونأمل أن يجري بشكل جيد جدًا". لكن المحادثات بين بين طالبان والحكومة الأفغانية استمرت دون نجاح.

عهد جو بايدن

ومع تولي الرئيس بايدن للمنصب، بدا الوضع كئيباً. ومع كونه نائب الرئيس في إدارة أوباما، كان بايدن أحد المشككين في اعتقاد الجيش الأمريكي بأن المزيد من القوات هو الحل للنصر في أفغانستان.

ومع رئاسته، أعلن بايدن أن القوات الأمريكية سوف تنسحب بشكل تام قبل 11 سبتمبر 2021. وكان بايدن قد أعلن في خطاب له "أنا الآن رابع رئيس أمريكي يتولى الإدارة مع وجود عسكري أمريكي في أفغانستان. لن أسلم هذه المسؤولية إلى رئيس خامس".

ولا يزال الكثيرون يخشون من أن الانسحاب الأمريكي الكامل سيشهد عودة طالبان إلى السلطة. وبعد 5 رؤساء، و5 استراتيجيات، لا يزال السلام أفقاً مخادعًا في أفغانستان.