EN 
ونحن في غفلة عنه هو قبول الدعاء في نهاره، والعتق من النيران في لياليه، وشفاعته يوم القيامة؛ فإن دعوة الصائم في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تُقبل قبل دعوة المظلوم، وبعد دعوة الإمام العادل "ثلاثة لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِر،ُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا فَوْقَ الْغَمَامِ وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ" وربما كانت دعوة الصائم هي الوحيدة التي تناسب كل مُسلم على وجه الأرض يتعرض للصيام ليس في رمضان فحسب، بل كل يوم اثنين وخميس ومنتصف الشهر الهجري وغيرها من بداية شوال والمحرم وعرفة وعاشوراء، أما الإمام العادل فقد لا تطولها إمامة ولا عدلاً في هذا الزمان، لذا فاهتم بالدعاء وأنت صائم تنال أجر الإمام العادل ولا يرد الله دعاءك، وإذا استجاب الله دعاءك فقد فزت بالدنيا والآخرة.
أما العتق من النيران في ليالي رمضان فقد قال عنه خير الأنام" إن لله عند كل فطر عتقاء وذلك في كل ليلة"
أما إذا كنت في طريقك للنار وتريد أن يتحول مسارك إلى الجنة يوم القيامة فالتزم بصيام رمضان أو بر والديك، أو الصلاة على خير الأنام، فقد صح عن رسول الله حين صعد إلى المنبر أنه قال: آمين ، آمين ، آمين، ولما سألوه الصحابة عن ذلك فقال: "إن جبريل عليه السلام أتاني فقال: من أدرك شهر رمضان فلم يُغفر له فدخل النار فأبعده الله؛ قل: آمين، فقلت: آمين..، ومن أدرك أبويه أو أحدهما ، فلم يبرهما، فمات، فدخل النار؛ فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين، ومن ذكرت عنده، فلم يصل عليك، فمات، فدخل النار؛ فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين"
لاحظ هنا أن لا شفاعة للمسلم يوم القيامة إلاّ الصيام والقيام والقرآن والصلاة على خير الأنام، وقد تجمعت كل هذه الشفاعات في رمضان.. ولاحظ أيضا أن بر الوالدين بمفرده يعتقك من النار، وأن رمضان بمفرده بعتقك من النار، فما بالك لو جمعت بينهما وقمت ببر والديك في رمصان..
خلاصة الكلام أن مجرد الصيام في نهار رمضان عن المحرمات والدعاء في لياليه، والاستغفار من الذنوب، وبر الوالدين، والصلاة على رسول الله، تضمن لك الجنة حتى لو كان طريقك إلى النار يوم الحساب..
