الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اختلاف اللغة والثقافة وبعد المسافة لم تكن عائقا أمام النجاح.. قصة كفاح عالم شاب بالصين.. أول مصري يحصل على منحة الرئيس الصيني لدراسات ما بعد الدكتوراة

د. أسامة أبو السعود
د. أسامة أبو السعود
  • أول باحث فى مصر وأفريقيا يفوز بمنحة شباب العلماء الموهوبين
  • جائزة أفضل طالب أجنبى للنشر الدولى المركز الثانى والأول  لعام 2011 و2012
  • يحلم بإنشاء معمل مركزى مشترك بين الأكاديمية الصينية للعلوم والتكنولوجيا وجامعة العريش
  • أول مصرى يحصل على منحة الرئيس الصيني لدراسات ما بعد الدكتوراة 

 

 

فى عام 2000 م حصل الدكتور أسامة أبو السعود، من  مواليد محافظة الشرقية على درجة البكالوريوس فى العلوم، من جامعة الزقازيق وفى عام 2002 درس دبلومة ميكربيولوجى بجامعة الزقازيق وكأي شاب طموح آمن بمشروع تنمية سيناء، فقرر أن ينتقل من الزقازيق ويقيم بالعريش ويحصل على درجة الماجستير فى العلوم البيئية من جامعة قناة السويس بالعريش، وأثناء دراسته لدرجة الماجستير حلم أن يكمل دراسة الدكتوراة خارج مصر لكى يستفيد من الخبرات الأجنبية ويحاول أن يكون جنديا من جنود التنمية والتطور العلمى على أرض سيناء وظل يبحث عن منح كثيرة حتى يتسنى له دراسة الدكتوراة خارج مصر وأخيرا تم قبوله من قبل الحكومة الصينية لدراسة درجة الدكتوراة فى جامعة شمال غرب الصين للزراعة والغابات واحدة من إحدى الجامعات المتميزة بالصين ذات تصنيف عالمى وسمعة دولية متميزة. 

 

لاتخاذ قرار السفر للصين كان قرارا صعبا جدا بالنسبة للدكتور أسامة لأنه لم يسافر الصين من قبل وكان هناك تخوفات كثيرة من اختلاف اللغة والثقافة وبعد المسافة عن مصر وبدأ أسامة يطلب النصائح من أصدقائه وأقاربه عن رأيهم للسفر للصين ولكن كان هناك تخوفات كثيرة من قبل أقاربه وأصدقائه ولكن أخيرا أسامة فى يوم من الأيام بدأ يتأمل ويفكر فى اتخاذ القرار للسفر للصين، ولأنه كان فى ذلك الوقت يكتب رسالة الماجستير وجد أن أكثر من 60% من المراجع والأبحاث الدولية فى رسالة الماجستير كانت بواسطة علماء صينيين، فأيقن أن الصين دولة متقدمة جدا فى البحث العلمى وقرر أن يذهب للصين لدراسة الدكتوراة فى عام 2009 وفى خلال ثلاث سنوات أنهى دراسته للدكتوراة بنجاح ونشر أكثر من 5 أبحاث دولية وذات معامل تأثير ولها تصنيف دولى وحصل على جائزة أفضل طالب أجنبى للنشر الدولى المركز الثانى والأول على التوالى لعام 2011و 2012. 

 

فى عام 2012 رجع الدكتور أسامة للعمل بجامعة العريش - محافظة شمال سيناء وكان لأسامة العديد من الأصدقاء الصينيين الذين كانوا يدرسون معه فى نفس الجامعة فكان دائم التواصل المباشر مع أصدقائه الصينيين بواسطة برامج التواصل الاجتماعى الصينية مثل الوى شات، وكان يهنئهم  بأعيادهم  دائما ويشاركهم ويشاركوه أخبارهم. 

 

وفى عام 2014 تم قبول الدكتور أسامة فى منحة باحث زائر ممولة من الاتحاد الأوروبى ووزارة الخارجية الإيطالية للعمل فى المركز القومى للبحوث الايطالى وأثناء عمل الدكتور أسامه بإيطاليا تواصلت معه صديقة من أصدقائه الصينيين الدكتورة لي لى لتعرض عليه أن يقدم فى منحة شباب العلماء الموهوبين الممولة من وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية والعمل بالأكاديمية الصينية للعلوم والتكنولوجيا، وتم قبول الدكتور أسامة أبوالسعود كأول باحث فى مصر وافريقيا بمنحة شباب العلماء الموهوبين، ونظرا لاجتهاده العلمى وأبحاثه الدولية تم مد له منحة شباب العلماء الموهوبين لعام آخر، ولقد ساعد العديد من شباب الباحثين بالجامعات والمراكز البحثية على التقدم للبرنامج حتى أصبح عدد الحاصلين على هذه المنحة فى مصر أكثر من 200 باحث مصرى ثم فى عام 2017 حصل الدكتور أسامة على منحة الرئيس لدراسات ما بعد الدكتوراة  كأول مصرى يحصل على هذه المنحة المتميزة لاستكمال دراسات ما بعد الدكتوراة بالأكاديمية الصينية للعلوم والتكنولوجيا ومن ثم عمل بالأكاديمية كأستاذ مساعد و فى عام 2020 لقد ارتقى الدكتور أسامة أبو السعود إلى درجة أستاذ مساعد بالتميز العلمى من المجلس الأعلى للجامعات المصرية. 

 

فيما يخص الشق الآخر فى حياة الدكتور أسامة أبو السعود المجتمعية فى مقاطعة شينجانج فكانت قصته بدأت بمعرفته بصديقته الصينية فى أثناء دراسته للدكتوراة تدعى الدكتورة لى لى وزوجها ما جين بياو، فكانا أصدقاء له وعلى تواصل دائم أثناء إقامته فى مصر وإيطاليا وهما ينتميان إلى طائفة من 47 طائفة الذين يعيشون فى مقاطعة شينجانج ودعوته لزيارة الصين وخاصه شينجانج.

 

فكانت شينجانج بالنسبة للدكتور أسامة مكانا جديدا لا يعلم عنه الكثير لذا بدأ البحث فى الإنترنت عن هذه المقاطعة ووجد العديد من الأخبار الكاذبة والمفبركة عن وضع المسلمين فى هذه المقاطعة، وأن غالبية المقاطعة من طائفة الويغريه المسلمة وبدأ يتخوف من الحياة هناك لذلك اتصل بأصدقائه كى يتعرف منهم على الحقيقة والأوضاع فى هذه المقاطعة بعد اطلاعه على العديد من الأخبار العالمية الكاذبة المفبركة ولكن أصدقاءه أكدوا له عدم صحة الأخبار العالمية وأنهم هنا يعيشون حياة هادئة وآمنة ومستقرة ومتحدين جميعهم برغم اختلاف الطوائف، كمثل حبة الرمان وأن مقاطعة شينجانج من أجمل المناطق بالصين ومن أكبر المقاطعات أيضا وتتميز بالطبيعة الخلابة بالغابات والجبال والثقافة الإسلامية والعديد من وسائل الترفيه والأمان وأنه سيرتاح جدا بالعيش هناك و بناء عليه الدكتور أسامة اقتنع وسافر إلى شينجانج وقضى هناك اكثر من خمس سنوات فى هذه المقاطعة التى كانت محور الصحافة العالمية على مدى العامين السابقين.

 

يحكى الدكتور أسامة عن تجربته فى العيش فى هذه المقاطعة فيقول إنه يعيش حياة هادئة ومريحة ويمارس عاداته وشعائره الإسلامية بكل حرية ويقول إن جميع المحلات وعلامات الطريق وأسماء الشوارع مكتوبة باللغتين اللغة الصينية واللغة الويغورية التى تتشابه حروفها مع اللغة العربية فى كل مكان احتراما للسكان الأصليين والمحليين للمقاطعة، ويقول أيضا إن التليفزيون والراديو فى مقاطعة شينجانج يوجد بها العديد من محطات التلفزيون والراديو يتحدثون باللغة اليوغورية وأن فى كل حى يوجد مسجد وإمام مسجد معين من الحكومة الصينية تقام فيه الخمس صلوات والشعائر الدينية أيضا ولا يوجد أى مشكلة فى توافر الأطعمة الحلال المتوافقة مع الشريعة الإسلامية وأيضا المطاعم الحلال كثيرة جدا فى كل شارع أو حى. 

 

من خلال خبرة الدكتور أسامة أبوالسعود بإقامته وتلاحمه مع جميع الطوائف والأعراق على أرض مقاطعة شينجانج فهو الآن مقتنع جدا بأن جميع الأخبار التى حصل عليها من وسائل الإعلام العالمية عن شينجانج، قبل أن يقرر أن يأتي شينجانج كانت كاذبة ومبالغ فيها ويقول لا أحد يعرف الحقيقة إلا من يعيش فى شينجانج لفترة طويلة ويتمنى من حكومة الصين وشينجانج أن تدعو العديد من الأجانب لكى يأتوا ليعيشوا على أرض شينجانج ويروا التطور و التنمية الحقيقية على أرض شينجانج ويروا أن جميع الصينيين برغم انتمائهم إلى أعراق مختلفة إلا أن هناك تكافؤ فى فرص الحصول على العمل ولهم الحرية فى أن يعملوا فى سوق العمل حسب اهتماماتهم وطموحهم طبقا لقانون العمل الصينى.

 

يعتقد الدكتور أسامة أن شينجانج وخاصة فى الفترة الحالية وبعد بدء تطبيق مشروع الطريق و الحرير تحت رعاية الرئيس شى جين بين أن مقاطعة شينجانج لها الدور الأكبر، وأنها تستطيع أن تلعب دورا هاما جدا كحلقة وصل بين الصين ودول وسط آسيا والشرق الأوسط، فشينجانج تستطيع أن تكون مركزا لوجيستيا للتبادل التجارى والثقافى بين الصين ودول الشرق الأوسط ويقترح أيضا بتشجيع ودعم الشباب المقيمين فى شينجانج وخاصة الطائفة الويغوريه بالتبادل التجارى والثقافى بينهم وبين دول الشرق الأوسط وخاصة مصر كى يتسنى لهم أن يتعرفوا أيضا على الثقافة العربية وتعاليم الدين الإسلامى الوسطى المعتدل. 

 

لقد عاش الدكتور أسامة أبوالسعود بالصين لمدة أكثر من 9 سنوات ما بين دراسة الدكتوراة أو عمله كأستاذ مساعد بالأكاديمية الصينية للعلوم و التكنولوجيا وممتن جدا وشاكر للحكومة الصينية متمثلة فى وزارة العلوم و التكنولوجيا و الأكاديمية الصينية للعلوم و التكنولوجيا و حكومة شينجانج المحلية لدعمهم له و يتمنى أن تأتي الفرصة أن يحقق حلمه وأن ينشئ معمل مركزى مشترك ما بين الأكاديمية الصينية للعلوم و التكنولوجيا وجامعة العريش و يسعى جاهدا أن يجد الدعم المناسب من الحكومة الصينية تحت مظلة مشروع الحزام والطريق لتحقيق حلمه.