الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليلى زيدان تكتب: حادث قطار طوخ.. دروس وعبر

صدى البلد


شهد الشعب المصرى للمرة الثالثة في أقل من شهر فاجعة جديدة جراء حادث قطار القاهرة المنصورة والذي أودى بحياة  ١١ شخصا وحوالي ٩٨ مصابا حسب تقرير وزارة الصحة المصرية. 
كما أفادت وسائل الإعلام باستقالة عدد من مسئوولي هيئة السكك الحديد بعد حادث القطار الذي وقع بين مدينتي  بنها و طوخ بمحافظة القليوبية( شمال القاهرة ) بسبب خروج ٤ عربات من القطار المتجه من القاهرة الي المنصورة عن القضبان. 
والواقع أنه توجد الآن حالة من الغضب بين المصريين نتيجة تلك الحوادث  والتي ينتج عنها المئات من القتلي والألاف من الجرحي والمصابين .
فمرفق السكة الحديد مرفق حيوى وهام للغاية عند المصريين وهو المرفق الوحيد الذي لم تنتهي فيه الحوادث الكبرى أو تتوقف منذ ٢٠٠٢ حادث قطار الصعيد وإنتهاء بحادث حادث قطارى سوهاج الذي لم يمر عليه شهر واحد وتسبب في مقتل وإصابة العديد من أبناء الشعب المصرى. 
وربما أشارت كاتبة هذا المقال مرارا وتكرارا إلي أن الإهتمام بالعنصر البشرى وتدريبه وتطويره لا يقل أهمية عن الإهتمام بالبنية التحتية. 
فمثلما خصصت الدولة المليارات من أجل شراء عربات نقل وجرارات جديدة ووضع أنظمة إشارة جديدة فلابد أن لا نغفل أبدا عن تخصيص مبالغ جيدة لتطوير وتنمية العنصر البشرى الذي يقوم بتشغيل تلك المنظومة فهو الأهم وبدون تطويره وتحديثه بنفس الوقت الذي يتم فيه بناء بنية تحتية قوية وتغيير الهالك منها لن يكون هناك أي نجاح أو تطور أو تنمية في هذا المرفق بالإضافة إلى الحاجة الشديدة إلي عمل منظومة تغليظ العقوبة علي المهمل والفاسد.
ولعل تكليف فخامة الرئيس السيسي لدولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي بتشكيل لجنة تضم في عضويتها كلا من  هيئة الرقابة الإدارية والهيئة الهندسية للقوات المسلحة والكلية الفنية العسكرية وكليات الهندسة للوقوف علي أسباب الحادث وموافاة فخامة الرئيس بتقرير مفصل في هذا الشأن هو القرار الأنسب. 
ولا يمكنني أن أغفل ملحمة التآخي والإنسانية التي رسمها أهل مدينة طوخ من نجدتهم للمصابين وتقديمهم للملاءات والبطانيات لتغطية الجثث لحين وصول الإسعاف وتقديمهم للإفطار والوجبات الغذائية للمصابين والمسعفين ورجال الأمن اللذين هرعوا إلي مكان الحادث فور حدوثه بالإضافة إلي مبادرة العديد من أبناء طوخ ومحافظة القليوبية للتبرع بالدم في المستشفيات إنقاذا للمصابين. 
نعم فتلك هي مصر وتلك هي أخلاق شعبها في المحن والأزمات حفظ الله مصر وحفظ الله شعبها الطيب الأبي ونتمني من الله أن يكون هذا الحادث هو الأخير.