د.فتحي حسين يكتب: رمضان ..شهر العبادات ام شهر الاعلانات!

تحول شهر رمضان المعظم  خلال السنوات الأخيرة من شهر لعمل الخير والتفكر في آيات الله عز وجل وتقديم مساعدات للفقراء ومشاركتهم في تناول الطعام الي شهر للاعلانات ومشاهدة المسلسلات والابتعاد عن الغاية الأساسية من هذا الشهر الفضيل . لدرجة أن الواحد يقضي ساعات طويلة في مشاهدة الاعلانات التي لا تنتهي طوال ال٢٤ ساعة !!
فقد انزل الله القرأن الكريم في هذا الشهر الكريم وفيها ليلة من أعظم ليالي العمر وهي ليلة القدر وهذا الشهر اوله رحمه ووسطه مغفرة وآخره عتق من النار كما جاء في الحديث الشريف والحسنة فيه بعشرة أمثالها وأشياء كثيرة تدخل في نطاق موسم الحسنات التي يغفل عنها الكثيرون !
الأمر الآخر أن القيم السلوكية التي ينبغي أن يتحلي بها الإنسان المسلم في الأيام العادية غير موجودة أصلا في هذا الشهر فلا تزال نري سلوكيات خاطئة مثل الكذب والخداع والنصب والسرقة والغش والتحايل علي أمور عديدة من أجل الكسب السريع الحرام وتعمد رفع أسعار السلع بعد تخزينها حتي يقل العرض ويرتفع السعر بشكل غير شرعي في ظل عدم وجود رقابة من قبل جهاز حماية المستهلك أو ضعفها بشكل كبير الأمر الذي يجعل المواطن المصري الفقير فريسة للتجار الجشعيين ،فضلا عن البحث عن ضحايا جدد من أجل الانقضاض عليهم بشكل علني من أجل تعويض خسائرهم التي أحدثتها وجود وباء كورونا القاتل المنتشر حول العالم الأمر الذي ادي الي ازدياد شكاوي الناس من ارتفاع الأسعار !
شهر رمضان تحول أيضا الي اعلانات مستفزة لشركات محمول أو قري سياحية أو منتجات غذائية مثل المكرونات والتي يؤديها ممثلون وفنانون من المشاهير بعد أن وجدوا ضالتهم ومكاسبهم المادية أكثر  في الاعلانات من الأفلام والمسلسلات التي تستغرق منهم شهور وربما سنين ويتقاضون أقل بكثير مما يتقاضونه في الاعلانات الأمر الذي جعل أحدي الفنانات الاستعراضية التي أعلنت اعتزالها تؤدي اعلان وتتقاضي عليه ٢ مليون دولار !
علي كل حال لم نري متعة لشهر رمضان كما في الماضي عندما نري الزينة والأضواء والفوانيس في الشوارع والطرقات وموائد الرحمن والتي تم منعها بسبب كورونا وايضا اجتماع الناس معا والاقارب والأصدقاء والمصلين في صلاة التراويح وغيرها من المناسبات التي كنا نراها من قبل ونستمتع بها . والامر الاخر لم نكن نسمع عن وجود جرائم كثيرة في هذا الشهر مثلما نري الان وفي وضح النهار !
رمضان شهر العبادات وليس شهر الاعلانات!