عثمان المقدم يكتب: قارئة الفنجان

على أشجار المشفى تغرد
الطيور بأعذب 
الالحان
ترسل فى الصباح ترانيم
الامل تنثر الزهور على
الأغصان
وكأنها تزداد شوقا للصباح
اذا ما كست نجوم ليله
الاوطان 
حل الصباح مرحبا بضيائه
كل الوجود بجماله 
يزدان 
على أشجار المشفى تغرد
الطير
وفى المشفى عزيز قلبى 
يتألم
أنهكه الوجع وبالآهات يصرخ 
ويتكلم 
فيا أيتها الطيور البالية 
أصبحت نغمات صوتك 
العالية
مصدر الازعاج كأنها صرخات 
وحوش ضارية
صارت تزلزل الغرف 
والجدران
تغرد الطيور وليس عليها عتاب
ولا لوم 
وهناك أصوات الغربان تنعق
فى السيارات ومراكب 
الغلمان
بلا مبالاة يعيشون أيامهم
ولا يأبهون للمرضى فى 
كل حى ومكان
مكبرات الصوت أصبحت 
جرثومة مرض 
عضال
قصيدة  ليس لها قافية معبرة
أو عنوان
وكأنهم عندما يتمايلون على
أنغامها 
كمن لدغته حية أو سكنه
أحد من بنى
الجان
أمسينا وأصبحنا نشبههم فى 
كل شئ 
حتى فى الالم  آمنا بتضليل 
قارئة الفنجان
تناسينا أقدار الله فينا واقعة
آيات تتلى فى الانجيل 
والقرآن 
أم أنها الأخلاق أصيبت 
بفاجعة
حتى فقدت جميع الاهل
والإخوان
لم يبقى مناد واحد من 
فصيلتها
لينادى فينا إستقيموا واستغفروا
الرحمان

عزرا جموع الطير إصدحى 
وغردى 
فالمذنبون أولا هموم بنو
الانسان
ظلمنا الطير وما الطير فينا
الا نغم
تروينا كما الماء منزلته
للعطشان
وياعزيز قلبى لك الله حافظا
ارجوه أن يكشف مابك من 
ضر
ويلبس أبناء أمتنا ثياب 
الخلق القويم دليلا لهم
وخير بيان