الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لفظ أنفاسه على خط المواجهة .. تفاصيل مقتل الرئيس التشادي بعد يوم من فوزه بالانتخابات .. إعلان حظر التجول وتشكيل مجلس عسكري بقيادة نجله .. ومصر وفرنسا تنعيانه بكلمات مؤثرة

رئيس تشاد
رئيس تشاد

أعلن  التلفزيون الرسمي في تشاد، اليوم الثلاثاء، بشكل مفاجئ، مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي، متأثرا بإصابته خلال معارك مع متمردين غداة إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية.

وقال الجيش في تشاد في إعلان النبأ "رئيس الجمهورية إدريس ديبي إيتنو لفظ أنفاسه الأخيرة مدافعا عن وحدة وسلامة الأراضي في ساحة المعركة"، مضيفا "نعلن ببالغ الأسى للشعب التشادي نبأ وفاة مارشال تشاد".

وبعد ذلك، أصدر الجيش، حظرا للتجوال وإغلاق الحدود البرية للبلاد بعد مقتل رئيس تشاد ديبي، كما تقرر حل البرلمان والحكومة.

كما أعلن الجيش تشكيل مجلس عسكري برئاسة محمد إدريس ديبى إيتنو نجل الرئيس الراحل، لمدة 18 شهرًا، كما سيشرف الجيش على تنظيم انتخابات رئاسية نزيهة في تشاد بعد مقتل الرئيس.

لم يهنأ بطعم فوزه

وجاء ذلك، بعد يوم واحد من إعلان فوز ديبي لفترة ولاية سادسة من الانتخابات الرئاسية، بعد أن حكم تشاد بقبضة حديدية منذ 30 عاما.

وأظهرت النتائج الأولية للانتخابات أن إدريس ديبى، فاز بولاية سادسة، بعدما حصل على 79.3% من الأصوات.

وقال المسؤولون عن حملة ديبي الانتخابية، أمس الاثنين، إنه توجه إلى الخطوط الأمامية للانضمام إلى القوات التي تقاتل "الإرهابيين"

وهاجم المتمردون المتمركزون عبر الحدود الشمالية موقعا حدوديا يوم الانتخابات ثم تقدموا لمئات الكيلومترات جنوبا عبر الصحراء، في الوقت الذي أعلن فيه الجيش التشادي عقب الاشتباكات تمكنه من قتل 300 متمرد ودحر الهجوم.

وأكدت مصادر إعلامية في تشاد اليوم، الثلاثاء، أنه تم نقل جثمان الرئيس إدريس ديبي سرا إلى العاصمة إنجامينا ثم تم الإعلان عن مقتله.

نعي الدول والمنظمات

من جانبه، قال الاتحاد الأفريقي اليوم الثلاثاء، إن مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي خسارة كبيرة لبلاده وللقارة الأفريقية ككل.

جاء ذلك في تغريدة لرئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، الرئيس الكنغولي، فيليكس تشيسيكيدي، مؤكدا أنه علم بكل أسف بوفاة نظيره وشقيقه المارشال إدريس ديبي، لافتا إلى أن مقتله يعد خسارة كبيرة لتشاد وأفريقيا ككل.

وأضاف: "باسم الشعب الكونغولي والأفريقي أوجه التعازي إلى حكومة جمهورية تشاد وشعبها وأسرة الفقيد".

أما الرئاسة الفرنسية، فأعربت عن تضامنها ووقوفها إلى جانب الشعب التشادي، عقب مقتل الرئيس إدريس ديبي.

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إنها تؤكد التزامها باستقرار تشاد وأمنه الإقليمي، مشيرة إلى أنه تم إبلاغها بتشكيل هيئة انتقالية لتحقيق انتقال سياسي.

وشددت على أهمية الانتقال السلمي في البلاد بعد وفاة الرئيس ديبي الذي وصفته بـ "الصديق الشجاع" لفرنسا.

وقال ناثانيال باول مؤلف كتاب تاريخ التدخل العسكري الفرنسي في تشاد، إن وفاة ديبي قد تفجر حالة شديدة من عدم اليقين في البلاد.

وأضاف باول لوكالة "رويترز": "الإسراع بإعلان تشكيل مجلس عسكري وتنصيب ابنه محمد رئيسا للدولة يشير إلى استمرار النظام".

ومن جانبه، بعث الرئيس عبد الفتاح السيسي برقية تعزية في وفاة الرئيس التشادي إدريس ديبي.

وجاءت نص التعزية:"بالأصالة عن نفسي وبالإنابة عن الشعب المصري، أتقدم بخالص التعازي إلى الشعب التشادي الشقيق ولكافة الأشقاء الأفارقة في وفاة الرئيس إدريس ديبي، الزعيم الوطني والحكيم الذي قدم الكثير إلى شعبه وبلاده، وبذل العطاء والجهد لخدمة القضايا الأفريقية في مواجهة التحديات المختلفة، داعياً الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويلهم أسرته الصبر والسلوان، ومتمنياً كل السلام والتقدم للشعب التشادي الشقيق فيما هو قادم".

وأدان البيت الأبيض، أحداث العنف في تشاد والتي أودت بحياة الرئيس ديبي، مؤكدا دعمه الانتقال السلمي للسلطة.

فترات من التمرد والانقلاب

وصل ديبي (68 عاما) إلى السلطة في تمرد عام 1990 وهو أحد أكثر الرؤساء الأفارقة بقاء في السلطة، ونجا مع عدة محاولات انقلاب وتمرد، وقد تُعمق وفاته مشاكل تشاد وحلفائها.

وكان ديبي يحب زيارة القوات على الخطوط الأمامية. وانضم إلى الجيش في السبعينيات عندما كانت تشاد تخوض حربا أهلية طويلة. وتلقى تدريبا عسكريا في فرنسا وعاد إلى تشاد في عام 1978، وقدم دعمه للرئيس حسين حبري وأصبح في نهاية المطاف القائد العام للقوات المسلحة.

إعداد نجل الرئيس

يعد محمد إدريس ديبي الذي تقلد الحكم بعد وفاة أبيه، جنرال مهم في الجيش التشادي، ويبلغ من العمر 37 عامًا، وكانت أولى خطواته فور قيادة البلاد  هي حل الحكومة والبرلمان.

وكان محمد ديبي هو الرجل الثاني في قيادة القوات المسلحة للتدخل التشادي في شمال مالي، وكان أصغر الجنرالات في تشاد، كما كان اليد اليمنى لوالده، ليصبح اليوم، مع وفاة أبيه، هو الرئيس الذي تقع المهمة في يده، بصفته رئيس المجلس العسكري الانتقالي لتشاد، ليترأس أقدار البلد الواقع في وسط إفريقيا، خلال الأشهر الثمانية عشر القادمة.