الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عمر عاقيل يكتب: أزمة الفار

صدى البلد

 

يبدو مقدار الإخفاق في اعتماد حجم الخط الوهمي مثيرا للضحك واﻹستغراب من أجل الفصل في حالات التسلل بمسافة غالبا ما تكون جد صعبة للحسم في مشروعيتها، بل ما يزيد من حجم الإحباط في ظل بعض السلبيات التي ساهمت فيها سوء استعمال تقنية الفار مع بداية الموسم الجديد قتل الإستمتاع بمواصلة اللعب، وذلك من خلال استهلاك الوقت الكثير في تنفيذ القرارات، إذ تستغرق كل مراجعة لتقنية الفار ما يقارب الدقيقتين وقد تطول، ما يحثم ضرورة المطالبة بإعادة النظر في قواعد احتساب حالات فخ التسلل ومختلف الحالات خلال الرجوع للتقنية، بل وإجراء تعديلات تتماشى مع مبدأ العدالة بالتماشي مع روح القانون، فالمنتظر من هذه التقنية تسريع القرارات التحكيمية، وليس التسبب في زيادة هامش الإرباك وقتل روح المباريات.

اﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺮﺯﺕ ﻭﺗﻔﺸﺖ ﻓﻲ ﺃﺭﻭﻗﺔ مديرية التحكيم ﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻭﺟﺪﺕ ﻏﻀﺐ الجماهير الفرق المتضررة، كما هي ﻣﻦ ﺭفعت ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻹﺧﻔﺎﻕ ﻓﻲ إتخاذ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ في طريقة التعيينات ﻭﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ ﺑﻌﺜﺮﺓ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﻋﻜﺴﺖ ﺻﻮﺭﺓ ﺿﺒﺎﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﺩﻭﻥ التحكيم ﻭﻋﻦ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﻭﻋﻦ ﻛﻴﻒ ﻳﻔﻜﺮﻭﻥ ﻭﻋﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻄﻤﺤﻮﻥ، ﻛﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ المغربية في جانب التحكيم ﺗﻤﺮ ﺑﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺛﻘﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﺣﻴﻦ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﻌﺪﻭﻣﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺞ ﻣﻦ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﻓﺬﻟﻚ ﺇﺷﻌﺎﺭ ﺭﺳﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﺍﺯﻳﺎ ﻟﻄﻤﻮﺣﺎﺗﻨﺎ كجماهير كرة، ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻓﺎﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺣﺘﻤﺎ ﺳﺘﺄﺗﻲ ﺑﺴﻠﺒﻴﺎﺕ ﻻ ﺗﻌﺪ ﻭﻻ ﺗﺤﺼﻰ.

وبالعودة إلى تقنية الفار المفروض منها عدم إعاقة سير عدالة التحكيم الكروي، بالتوازي مع ضرورة إبقاء مباريات كرة القدم في حيزها الوصفي، فليس المقصود باستعمال التقنية إخراجها عن سياقها، فهي في البداية والنهاية مجرد لعبة جماعية تجمع بين الفن والترفيه، في ظل هاجس الخوف الذي يثير المشاهدين من تسبب هذه التقنية بتدمير انسيابية الشعور باللعبة، وهذا بديهي من المسلمات، ولعل من أكبر عيوبها على الإطلاق يتمثل في كونها تفترض في الحكم أنه طبيب نفسي، يقرر بخبرته إن كان اللاعب تعمد لمس الكرة بيده أم لا، ولذا لابد من وجود معايير واضحة لاحتساب حالات اللمس تلك، كما أن اﻹحتساب بحد ذاته يستوجب وقتا إضافيا لمراجعة الحكم لنفسه، قبل اتخاذ القرار المناسب المبني على مشاهدة الفيديو بأثر رجعي وببطء يسمحان بإصدار الحكم بعدالة.

ورغم أن التقنية تلعب دورا محوريا في التقليل قدر الإمكان من أخطاء التحكيم، إلا أنها ساهمت بشكل أو بآخر في التوقفات المبالغ فيها أثناء المباريات، وزيادة الوقت الضائع، بدرجة أكبر من السابق، في ظل تكرار اللجوء إلى التقنية، ورغبة الحكام في التأكد من قراراتهم، الأمر الذي عطل اللعب في مناسبات عدة، بدلا من المساهمة في تسريعه، الأمر الذي جعل بعض المباريات تتجاوز 100 دقيقة، بإضافة الوقت بدلا من الضائع، ومع أن الوقت المهدر الجديد الذي تزامن مع استخدام تقنية الفيديو، وإيقاف اللعب المتكرر، يصل في بعض المباريات إلى 5 مرات للتأكد من الحالات، أصبح الوصول إلى 55 دقيقة لعب أمرا صعبا.

ﺭﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﺍﺓ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ وبشكل متكرر يصب في مصلحة ﻛﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﺍﺓ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﺣﺘﺴﺎﺏ ﻫﺪﻑ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ، أو عدم احتساب ضربة جزاء مشروعة واضحة وضوح الشمس، ﻗﺪ ﻳﺆﺛﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﺍﺓ، وربما على سلم الترتيب العام للدوري، ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ، ومن خلال البعض من مباريات البطولة الوطنية تأكد بما لا يدع مجالا للشك أن استعمال التقنية لم يكن ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ الإيجابي ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻮﻗﻌﻪ، إذ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﺃﻥ ﻳﻮﻗﻒ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﺍﺓ ﻭﻳﺬﻫﺐ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻹﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺎﻫﺪﻭﻥ الحالة ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ وبشكل أفضل، ورغم ذلك لم تمنعه من السقوط في فخ الخطأ، باتخاذ القرار الصائب.

وهي حالات وجب معالجتها من أجل التخفيف في إضاعة الوقت المبالغ فيه، مع إتخاذ القرارات من قبل حكام الساحة بشكل سريع، ولعل بداية الموسم عرفت مجموعة من اﻹنتقادات لدى الشارع الكروي، كون بعض القرارات مستغربة من قبل حتى بعد اﻹستعانة بها، أثارت معها الكثير من القيل والقال حول من يتخذ القرارات التي يدور حولها الجدل، هل الحكم الفار الجالس في الغرفة لمشاهدة الحالات المعلن عنها أم الحكم الموجود على أرضية الملعب؟ رغم أن هناك شوائب كثيرة دارات حول هذه التقنية، وهي بحاجة فعلا إلى تعديلات، غير أن وجودها مهم وضروري في كرة القدم، رغم أنها ساهمت في تدني مستوى المباريات إلى حد كبير، رغم كثرة الانتقادات واختلاف الآراء، ما بين مؤيد ومعارض، لا يسعنا سوى انتظار مزيد من الوقت حتى يتقن حكامنا المحليين  التقنية بشكل كامل، حتى لا تثير الغضب والجدل عند اللجوء إليها في كل مرة.

ما يعني ضرورة إعادة النظر في الأخطاء المحصلة والتي تم الوقوع فيها لم يكن حتى لحكم اللقاء حاجة فيها إلى اﻹعتماد على تقنية الفار، ﻭﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺣﺎجة لتوقيف المباراة ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻤﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﻹﺛﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻼﻋﺐ تعمد فيها لمس الكرة من عدمه، أو حتى في حالات تسلل واضحة، تظهر إلى أي مدى كان فيها مهاجم الفريق متقدما بشكل واضح.