الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. صابر حارص يكتب: تصنيف جديد للشخصية المسلم

صدى البلد

تصنيف جديد يُقسم المُسلم إلى: مُسلم، وانسان، وحيوان، وشيطان؛ وفقاً لهذا التصنيف فإن المُسلمين ليسوا كلهم مُسلمين بحق، فمنهم الشياطين، ومنهم الحيوانات، ومنهم البشر العاديون شأنهم شأن بني آدم أياً كانت عقيدته، ومنهم الانسان الذي ارتقى إلى مترتبة الإحسان وعاش من أجل غيره وهذا هو المُسلم بحق، خرج بهذا التصنيف مفكر إسلامي وأستاذ إعلام أشرف بزمالته في جامعة سوهاج  الدكتور محمود يوسف السماسيري عبر دراسة فلسفية صدرت له بعنوان (أخي المسلم: هل أنت إنسان؟!)

1-  فالمُسلم – وفقاً لهذه الدراسة - هو الذي يصل إلى مرتبة الإحسان فُيعطي من حرمه ويصل من قطعه ويعفو عمّن ظلمه، ويكون عوناً لغيره من المحتاجين مُسلمين وغير مُسلمين، وسنداً لغيره من الضُعفاء والمساكين، ونجدة في الأزمات حامياً الضعفاء من بطش المُجرمين، ومُتصدياً للفساد والفاسدين، ومُسهماً في بناء خير أمة، ولا يكفي هنا أن تكون مؤمناً تكظم غيظك نحو المُسيئين لك، بل يجب أن تصل إلى متربة الإحسان فتعبد الله كأنك تراه

2-  أما المُسلم الذي لا يعرف من دينه سوى اجتناب الفواحش والمنكرات وإقامة الشعائر التعبدية كالصلاة والصيام والزكاة وغيرها، ولا يكد في الحياة إلاّ بقدر ما يكفيه هو ومن يعول، ولا يُعطي إلاّ بقدر ما يأخذ مُكتفياً بمبدأ العدل، فهذا مجرد انسان لا يرقى للإسلام، لأن الناس لا ترى منه خيراً، صحيح أنه لم يصيبهم بشر ولم يُبادر بالاعتداء عليهم، وكافي خيره شره كما يقولون، لكنه لا يرقى إلى رتبة الإحسان التي هي شرط الإسلام، وبالتالي هو مجرد انسان قادته فطرته الانسانية إلى العدل وإقامة الشعائر شأنه شأن أي صاحب مُعتقد آخر لن يضيف وجوده في الحياة إحساناً إلى غيره

3-  أما المسلم الذي يُعطي أولوية لمصلحته الشخصية على حساب المصلحة العامة ولا يهمه إلاّ مصالحه فقط حتى لو كانت على حساب الآخرين فهذا المسلم يفتقد الفطرة الانسانية السوية وينتمي إلى الفطرة الحيوانية

4-   أما إذا تطورت حالته وأصبح في سبيل تحقيق مصالحه يمارس أفعالاً ضد من حوله بدافع الحقد والحسد الذي يدفعه إلى المكر والإضرار بالآخرين والتشفي منهم والشماتة فيهم، فهذا المسلم أصبح شيطاناً يمشي على الأرض ونراه بأعيننا ويعيش بيننا ونتعجب من طبيعته

وهذا التصنيف ليس قاصراً على الفرد فقط ولكنه ينسحب أيضاً على المجتمعات، فالمجتمعات المُسلمة بحق هي المجتمعات التي وصلت بالعدل والعمل إلى قوة توظفها في مساعدة الأمم الأخرى الضعيفة أو المعتدى عليها، كما أن المجتمعات التي تفتقد العدالة في الحقوق والواجبات ستفقد القدرة على البقاء والاستمرار على صفحات التاريخ

ويتوقع الكاتب للمجتمعات العربية – في حال غفلتها عن هذه الأمور- أن تفقد قدرتها على تأمين مقومات الحياة من مأكل ومشرب ومسكن، ويؤكد الكاتب أن الدول الغربية لم يُتاح لها توفير هذه المقومات إلاّ بتربية أبنائها على إعلاء مبدأ العدالة في الأخذ والعطاء والحقوق والواجبات، والموازنة بين الاستهلاك والإنتاج والعمل المتواصل لبناء نهضة علمية وتعليمية وتكنولوجية متعاظمة في شتى المجالات..