الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عمر عاقيل يكتب: ملامح البطولة

صدى البلد

نهاية الثلث الأول من البطولة الوطنية، على إيقاع لا يخلو من إثارة ساخنة وتنافس محموم في أعلى الهرم وأسفله، حيث بات الجميع مترقبا ما ستسفر عنه الجولات القادمة التي ستحدد ملامح الفرق المرشحة لنيل اللقب، وملف الناجين من الهبوط والمغادرين إلى البطولة الوطنية في قسمها الثاني.

احتدام المنافسة في منطقة الصدارة وتقلبات النتائج لأغلب الأندية كشفت عن جدية الأسماء المرشحة للمنافسة على اللقب، قياسا إلى مكتسبات نتائجهما وتعثر بقية الفرق التي تشكل القسم الأول، والتي جعلت شارة الرهان والأنظار تتحول إلى ملاعبهما انتظارا لما سيسفر عن الثلث الثاني، الذي سيحدد بشكل كبير جدا ملامح المرشحين الأوفر حظا لنيل اللقب، استنادا إلى المواجهات التي لم يفرطا بها مع حرصهما على حصد أكبر غلة من النقاط التي عززت الفارق مع منافسيهما، في المقابل فإن منطقة القاع تعيش حالة من القلق والتوتر بسبب مخاوف اﻹنزلاق إلى هاوية الهبوط، خصوصا أن الأضلاع المشكلة من مجموعة كبيرة تتصارع لكسر حاجز النجاة والوصول إلى محيط الأمان والسلام الذي سيضمن لأحدها البقاء والمواصلة موسما آخر مع المحترفين.

تحديد مسار البطولة، يحتاج لدورات كي تنكشف لدينا قوة وقدرات الأندية الحقيقية، ومعها تصنيف الأندية، لكن المعروف أن المنافسة في البطولة ستدور بين ثلاثة أندية أو أربعة بحد أقصى، وكذلك الحال لمنطقة الهبوط، فالدائرة محصورة بين أسماء معينة في المنطقتين، ومن النادر أن تشهد دخولا لمنافس جديد يملك المؤهلات والممكنات التي تجعله طرفا في صراع الحصول على اللقب، لذا فالثلث الأول ليس مقياسا أو معيارا، فتجارب البطولة علمتنا أن البطل واحد من الأربعة الكبار، أما المغادرون فغالبا ما تكون سيماهم في وجوههم.

المد والجزر في تذبذب المستوى والنتائج، لربما يقدم لنا نمطا مختلفا عن تلك الصورة المتعارف عليها في السنوات الماضية، ولعل التطورات التي أحدثتها الظروف والمستجدات المالية، وتداعيات فايروس كورونا قد انعكس أثرها مباشرة على متغيرات الأداء ودوافع المشاركة عند الكثير من الأندية، قد يكون لها اسهام حقيقي في إحداث الفارق من خلال تنويع الأدوات ومصادر الخطورة عند البعض في حال وفق في خياراته، مما يشكل السواد الأعظم من عنصر القوة لدى الفرق.

صحيح أنه الثلث الأول فقط لا يمكن معه الجزم بحكم صفة البطل ووصيفه والنازلين، وبقية أصحاب المشاركات الخارجية، لكن المؤشرات أعطت اﻹنطباع الأولي بأن موازين القوى لن تتغير هذا الموسم، إلا بدخول أسماء أخرى محيط المنافسة، لاسيما أن ظروفا قاهرة سيلعب أثرها دورا كبيرا في محيط بعض الأندية، وقد يحد أيضا من قوتها وامتدادها التنافسي، حيث برزت ملامح ذلك الأثر في أزمتها المادية، وانعكاس ذلك على محيطها الداخلي، وهو وضع قد يسهم في ترجيح كفة الميزان لمنافسيها، بسبب أن العطاء والمردود الفني لن يكون شاسعا عن أداء نظرائهم من اللاعبين في فرق الند، وهو ما سيشكل تهديدا مباشرا لمراكز البعض، إذ مهما كان حجم الإسم ومساحة الخبرة، إلا أن ذلك لا يكفل لها التدحرج من مواقعها، والتنازل قسريا عنها، ما لم تسع لتمتلك أدوات وأسلحة فارقة، تدعم مشوارها في المناطق المفتوحة عند احتدام المواجهة واشتداد المنافسة.

لذا فإن المعاينة المبدئية توحي بأن الكفة ستكون متقاربة، ولن يشهد مسرح المنافسة تغييرا في رسم خريطة جديدة مختلفة كليا في تضاريس حدودها ورموزها عن المواسم السابقة، إلا إذا شمرت القوى المحاربة مبكرا عن ساعديها، وعملت على صد موجة التيار الجديد.