الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكرى انتصارات العاشر من رمضان| إيلي زعيرا رجل المخابرات الذي أغرق إسرائيل

أرشيفية
أرشيفية

تحل اليوم الخميس الذكرى الـ 48 لـ انتصار العاشر من رمضان، الموافق السادس من أكتوبر عام 1973، تلك الحرب التي تمثل الانتصار الأعظم في تاريخ مصر الحديث، فهي لم تكن مجرد حرب عابرة بل كانت حدثا فريدا من نوعه أذهل العالم أجمع.

 

وبهذه المناسبة قال اللواء محمد رشاد وكيل جهاز المخابرات العامة السابق، ومدير هيئة الإدارة العسكرية وقت حرب أكتوبر 1973، إن دور المخابرات العامة المصرية أثناء حرب أكتوبر تمثل في تجهيز قاعدة البيانات الخاصة بالجيش الإسرائيلي بعد هزيمة 1967 والتي لم تكن متوفرة. 

 

وضع خطة حرب أكتوبر 

 

وأوضح  اللواء محمد رشاد في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن تلك الفترة الخاصة بتوفير واستخلاص المعلومات عن العدو كانت صعبة للغاية ولكن اتخذت إسرائيل بعض القرارات التي ساعدت المخابرات المصرية في استخلاص المعلومات حول تفاصيل الجيش الإسرائيلي وردود فعله في حال الهجوم عليه.

 

نكسة 67 وقصور المعلومات عن العدو


ولفت  اللواء محمد رشاد إلى أنه من خلال فحص المعلومات الأولية تبين أن هزيمة 67 كان سببها قصور المعلومات عن العدو، وقد عملت المخابرات العامة المصرية وقتها على بناء قاعدة معلومات عن العدو بسرعة وتغطية الموقف الاستراتيجي الإسرائيلي في وقت كانت فيه مصادر المعلومات ضئيلة جدا.


قرار إسرائيل رفع الحظر الإعلامي عن حرب 67 


وأكد أن هيئة الإدارة العسكرية وقت الحرب بذلت جهودا مضنية في بناء تلك القاعدة، والتي كانت اللبنة الأساسية لتكتيكات وتكنيكات الهجوم المصري -السوري المشترك، مشيرا إلى أن الإدارة اعتمدت على قرار إسرائيل برفع الحظر الإعلامي لديها فيما يخص النكسة وانتصارها على جيوش مصر وسوريا، وأن هذا القرار الخاطئ وقعت فيه إسرائيل بسذاجة لأنهم تصوروا أن حرب 1967 هي الحرب الأخيرة والنهائية بين العرب وإسرائيل وأن الجيوش العربية لن تقوم لها قائمة مرة أخرى وبالتالي فإن نشر أسرارها ورفع الحظر الإعلامي عنها لن يشكل خطرا وإنما هو استعراض للقوة وضرب معنويات الصفوف المصرية.

 

مادة دسمة جدا من المعلومات 


ولفت وكيل جهاز المخابرات العامة السابق إلى أن القرار الإسرائيلي الساذج ترك للمخابرات المصرية مادة دسمة جدا من المعلومات، وكشفت إسرائيل أوراقها أمامنا، ومن هنا تمكنت المخابرات المصرية من خلال فحص واستخلاص المعلومات من الفيديوهات والدوريات والنشرات والكتب التي وصل عددها إلى 36 كتابا من داخل إسرائيل وحول العالم من الحصول على قاعدة معلومات كاملة عن تفاصيل الجيش الإسرائيلي عام 1968، وأنه تم تجميع تلك المعلومات في تقرير تحت مسمى "المعلومات المستخلصة عن القوات الإسرائيلية المشاركة في حرب 67".

 

خطة تعامل العدو في حالة الهجوم عليه


أوضح "رشاد" أنه في الأول من مايو عام 1973، بدأت المخابرات العامة في وضع تصور للمعركة وخطة تعامل العدو على الجبهات العربية في حالة الهجوم عليه من الجبهة المصرية - السورية، وتوقعت المخابرات المصرية أن العدو لن يستطيع إدارة معركة كبيرة في هضبة الجولان مثلما سيفعل مع جبهة سيناء وذلك لأن الجولان أرض ضيقة ويوجد مستعمرات إسرائيلية أسفل الهضبة لذلك سيحاول الضغط على الجبهة السورية لإزاحة المعركة خارج الجولان، أما بالنسبة لجبهة سيناء فكان يلزم إنذار القيادة العسكرية المصرية بأن الحرب ستكون على أشدها في سيناء بسبب اتساع مساحتها وإمكانية إدارة معركة شاملة بين الطرفين.

 

إيلي زعيرا والفرصة الذهبية لبدء الهجوم


وأشار رشاد إلى أن وضع خطة وتصورات الحرب ساعدنا فيه بعض القيادات الإسرائيلية أيضا وأبرزهم إيلي زعيرا مدير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وقت الحرب والذي تبني فكرة أن العالم العربي بجيوشه مجتمعة عبارة عن جثة هامدة لن تتمكن من مجابهة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر على حد زعمه.

 

وأشار إلى أن تواجد هذا الشخص بما يتبناه من أفكار مثل لنا فرصة ذهبية للانقضاض على الجيش الإسرائيلي دون أن يشعر، لأن ذلك الرجل كان مسؤولا عن تقييم قدرات دول الجوار والجيش المصري والسوري، وكان تقييمه أنه مهما وصلت مصر وسوريا من قوة وقدرات عسكرية فلن تتمكن من الهجوم على إسرائيل مرة أخرى وأن القوات الإسرائيلية الموجودة في سيناء قادرة على دحر اي عدوان، ووقع في الفخ الذي وضعته المخابرات المصرية مع القيادة السياسية.


زعيرا جاهل معلومات المخابرات الأمريكية 


وأوضح "رشاد" أن "زعيرا" تجاهل تماما المعلومات التي وصلت إليه من المخابرات الأمريكية والمعلومة التي سربها له أشرف مروان السكرتير الخاص بمكتب الرئيس السادات يوم 5 أكتوبر الساعة 11 مساءا بمقر الموساد في لندن، حيث قال له مروان إن الهجوم المصري - السوري سيكون يوم 6 أكتوبر الساعة 6 مساء، ورغم ذلك تجاهل "زعيرا" كل تلك التحذيرات.

 

وتابع: أعلن "زعيرا" التعبئة بشكل احتياطي وتأخر في قراره هذا، معقبا: "إذا لم تعلن إسرائيل التعبئة بعد المعلومة التي سربها مروان وحشدت جنودها، لكانت لن تقوم لها قائمة مرة أخرى".


ولفت إلى أن تأخر التعبئة بعد بدء الحرب ساعد في تحقيق أهداف الخطة المصرية، واستقرت القوات الإسرائيلية عندما المضايق بعد استيلاء مصر على الجبهة وشاركت قوات التعبئة في عملية الهجوم المضاد.