الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إلهام فاروق تكتب: «وَكـانَ حَقًّـا عَلَيْنَـا نَصْـرُ الْمُؤْمِنِيـنَ»

صدى البلد

 

شهر رمضان المبارك كما هو شهر للصيام والقيام وقراءة القرآن والصدقة والإطعام، وانتصار للنفس على الشهوات، هو أيضًا شهر الانتصارات العظيمة للمسلمين على عدوهم عبر الزمان، هو شهر الفتوحات الواسعة، والتاريخ يشهد على ذلك ويسطِّره.
كيف لا؟  والله __ وعد من نصره بالنصر العظيم، فحين يعلم الله في نفوس عباده خيرًا يؤتهم خيرًا، ويؤيدهم بجندٍ من عنده، ليكتب لهم النصر والفلاح.
فمن أعظم الانتصارات التي حدثت في شهر رمضان، انتصار المصريين في حرب أكتوبر عام 1973م، وكان ذلك في العاشر من رمضان 1393هـ، حيث كان الجند صائمين بالرغم من صدور فتوى من الأزهر الشريف تجيز لهم الفطر، فكان كل قائد يمر على كتيبته ليتأكد من استخدامهم رخصة الإفطار واستعدادهم للحرب، فيراهم متمسكين بالصيام طمعًا في الشهادة حال صومهم، على أمل أن يكون الإفطار بعد الانتصار أو في الجنة، ، ولسان حالهم يهتف بصوت يملؤه الثقة في وعد الله (نريد أن نلقى الله __ شهداء صائمين).
كان الجنود  على قلب رجل واحد، في معية الله-- كلهم ثقة في نصر الله وتأييده لهم، يملأ الإيمان صدورهم، يعلمون تمام العلم واجبهم تجاه وطنهم، وأجر الدفاع عنه، ومنزلة الشهيد عند الله تعالى، على يقين بأن النصر ليس بقوة السلاح فقط؛ إنما بقوة الإيمان. 
عَلَت أصواتهم بالتكبير (الله أكبر)، وكان رمضان بركة عليهم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فأنزل الله السكينة على قلوبهم، وثبّتهم أمام عدوهم؛ وذلك بإخلاصهم، وإصرارهم وثقتهم في نصر الله مع تمسكهم بأداء العبادة، فكان صيامهم هو الدافع الأكبر على الصبر والثقة في الانتصار.
فضربوا أروع المثل على صدقهم وإخلاص نيتهم لله--، حيث عبرت القوات المصرية قناة السويس، وحطمت حصون خط بارليف، كل ذلك في غضون ست ساعات، فاستشهد منهم من كتبت له الشهادة، وجزى الله الصادقين بصدقهم بالنصر على عدوهم الغاصب، واسترداد أرضهم أرض سيناء الغالية، انتصارًا للعدل على الظلم، والحق على الباطل، فتحقق وعد الله __ «وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ».