الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بـسـنـت شـعـراوي تكتب: الرحمة في جوف الشيطان

صدى البلد

الشيطان يلعب معنا لعبة خبيثة ليس كونه المحرض علي أعمال الشر والخطايا والمحرمات فقط وإنما هو يسخر منا لنكون نسخة مصغرة عنه ولكنها أكثر قوة وفساد، يستغلها ويحركها مثل الدمى لانه يعلم نقطة ضعفنا الا وهي نفوسنا برغباتها ...

نحن القوة الفعلية وما هو سوى قوة موسوسة، يوسوس لنا بالخطأ والفساد ونقوم بتنفيذه، أتدركون من أقصد بنحن ... "نحن بني البشر"...

فكل إنسان بداخله الجانب السيء والجانب الخيّر، وكل البشر خطائون كما في قوله تعالي:
(وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربى إن ربى غفور رحيم)
وهنا تكون القوة التي اتحدث عنها قوة العقل والضمير، التي إن ساء إستخدامها لفسدت الأرض ومن عليها ...

انت سلطان نفسك وانت المُمسك بلجامها، خلق الله لنا العقل ليميزنا عن باقي الخليقة بالحكمة وإدراك الصواب و الخطأ والتمييز بينهم، وكونك تحمل وصف إنسان يحتم عليك ان تتحلى بالإنسانية والرحمة فإن غاب الضمير لفني العالم أجمع، فتلك الحياة نشأت علي كل شيء وعكسه، ولم تخلق علي وجه واحد، منذ بداية الخلق كقابيل وهابيل، وكل إنسان بداخله الخير والرحمة فقط يتوجب عليه ان يسقي نفسه ليثمر بالإيمان، فإذا تملك منك جانبك السيء وانطفئت الرحمة بداخلك، هان الذنب في عينيك وأجزمت أنك علي حق وبررت خطأك وطال فسادك من حولك، فتصبح من شياطين الإنس ،ولا تستحق وصفك الذي كرمك الله به.

وهناك فرق بين خطأ وأخر فيتفاوت حجم ذنب عن ذنب بقدر معرفتك للخطأ، فإن سولت لك نفسك فعل الخطأ وانت علي جهل به فذنبك أهون ممن يدرك الخطأ ويفعله عن عمد ...

إن كنت تملك الإرادة القوية والحكمة والضمير لتغلبت علي نفسك وشيطانها وكل شيء، وحولت نقاط ضعفك لقوة لا يقهرها شيطان من الجن كان او الإنس.

أيقظ روحك من غفلتها معلناً بداية جديدة دون تردد، وإنعم بتلك الفرصة الذهبية التي هداك الله إيها، وهي شهر رمضان، شهر التوبة والغفران وكلما تسلل اليك جانبك السيء ردد بداخلك تلك الآية: "وما ذلك علي الله بعزيز"

نعم؛ نحن الداء والدواء، نحن المخيرون لا المجبرون، فكما أطلق الله أرواحنا في الدنيا تفعل ما تشاء وهي علي علماً تام بنهاية الطريق في الآخرة، فأختر طريقك في الحياة، فانت تزرع اختيارك الذي تريد ان تحصده بالنهاية.