الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكرى انتصار العاشر من رمضان| حكاية رجال مصر داخل جيش العدو

أرشيفية
أرشيفية

تحل اليوم الخميس، ذكرى انتصار العاشر من رمضان، "أكتوبر 1973"، تلك الذكرى الشاهدة على أعظم انتصار في تاريخ مصر الحديث، فـ حرب أكتوبر 1973، لم تكن مجرد حرب عابرة بل كانت حدثا فريدا من نوعه أذهل العالم أجمع.

 

باحت حرب أكتوبر بكل أسرارها خلال ما يقارب الخمسين عاما، وسطّرت الأقلام قصصًا وروايات عدة عن أبطالها ورجالها خاصة الجنود المجهولين من رجال الاستطلاع، المرابطين خلف خطوط العدو لتحقيق الأهداف العليا التي ساعدت في تحقيق انتصارات أكتوبر 1973.

 

وبهذه المناسبة قال اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع بالمخابرات الحربية الأسبق، وأول قائد مجموعة عملت خلف خطوط العدو 180 يوما خلال حرب أكتوبر 1973، إن مصر غيرت مفاهيم المفاجأة على مستوى العالم.

 

 المفاجأة في العلوم العسكرية

 

وأوضح "سالم" أن المفاجأة في العلوم العسكرية عبارة عن مربع أضلاعه الأربعة هم "الهجوم في توقيت غير متوقع – ومكان غير متوقع – واستخدام سلاح غير متوقع – واستخدام أسلوب غير متوقع" وهذه الاضلاع الأربعة كشفت عنهم مصر لإسرائيل ولكن أخفت نية القتال الحقيقة من خلال الخداع.


ولفت "سالم" خلال تصريحات  لـ"صدى البلد" إلى أن القاهرة أتاحت لتل أبيب معرفة تفاصيل الأربعة أضلاع الخاصة بالمفاجأة، من توقيت الهجوم وأسلحته، ولكن أضفنا ضلعا خامسا كان سري ولم يطلع عليه أحد وهو "نية القتال"، التي كانت جزءا من عملية الخداع الاستراتيجي، معقبا: "أتحنا للمخابرات الإسرائيلية جميع المعلومات كجزء ودليل على عدم نيتنا القتال لـ تتراخى الدولة الإسرائيلية في عمليات التأمين".

 

إسرائيل تستبعد الهجوم المصري


وتابع: تم تنفيذ الخطة على مراحل وخطوات محددة جعلت إسرائيل تستبعد الهجوم المصري، وكان ذلك من خلال إطلاع القوات الإسرائيلية في الجبهة على أماكن فتحات الساتر الترابي المصري التي ستعبر من خلالها القوات المصرية، وأماكن الألغام كنوع من العبث، والغباء الاستراتيجي والعسكري المتعمد إلى جانب إعلان التعبئة العامة المصرية على مدار سنتين عدة مرات ثم التراجع بعدها، وهو ما خلق لدى إسرائيل حالة من اللامبالاة، وقالوا إن القيادة السياسية والعسكرية المصرية تجعلنا ننفق ملايين الدولارات استعدادا للحرب ثم ينسحبوا بعد ذلك لعدم قدرتهم على الحرب ، فلا داعي بعد ذلك للاستعداد لأنهم لن يتمكنوا من العبور.

 

 الخداع الاستراتيجي شمل جميع طبقات الشعب المصري


وأضاف "سالم" أن عملية الخداع الاستراتيجي شملت جميع طبقات الشعب المصري من أول الرئيس السادات وحتى المواطن، فقد نشرت وسائل الإعلام العالمية، أن الرئيس السادات ذاهب إلى مصيف في إحدى الدول الأوروبية، وأن الضباط المصريين سيذهبون للحج، إلي جانب المظاهرات في الشارع المصري التي تطالب بالحرب وتكافحها الشرطة المصرية.


الاستطلاع جعل سيناء كتاب مفتوح


ولفت رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق إلى أن دوره في الحرب كان عبارة عن تجميع المعلومات من خلال تواجده مع فرقته خلف خطوط العدو، واستطلاع جميع الأهداف الحيوية والمؤثرة بالتفصيل والرسومات، وهو ما ساعد الضربة الجوية الأولى في تحقيق أهدافها بنسبة تتعدى الـ 95%، نتيجة أن الطيران المشارك في الضربة كان يعرف أهدافه بشكل واضح ومحدد، معقبا: "كانت الضربة الجوية الأولى عبارة عن حقنة مخدرة للجيش الإسرائيلي ساهمت في عمل أريحية لباقي القوات المصرية على الجبهة".

 

الجندي المجهول خلف خطوط العدو 


وأكد "سالم" أن رجال جهاز الاستطلاع هم الجندي المجهول خلال حرب أكتوبر 1973، فلم يتركوا أماكنهم في أعالي جبال سيناء منذ النكسة وحتى نصر أكتوبر 1973 لتجميع المعلومات عن القوات الإسرائيلية، وهو ما جعل سيناء عبارة عن كتاب مفتوح أمام القيادة العامة للقوات المسلحة لتخطط كيفما شاءت، ومن خلال المعلومات التي وفرها رجال جهاز الاستطلاع تمكنت القوات الجوية من إتمام ضربتها بسرعة خاطفة.


مصر تسيطر على السماء بدون قوات جوية


واختتم اللواء نصر سالم تصريحاته قائلا: "حائط الصواريخ غير مفاهيم المعارك الجوية فكانت مصر أول دولة في العالم تسيطر على السماء بدون الاستعانة بالقوات الجوية،  فسيطرت مصر على سماء المعركة من خلال الصواريخ أرض – جو على مدى 15 كيلو داخل سيناء".