الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى إعادة افتتاحها.. مكتبة الإسكندرية منارة ثقافية عالمية

مكتبة الإسكندرية
مكتبة الإسكندرية

عرفت مكتبة الإسكندرية القديمة، والتي يمر اليوم ذكرى إعادة افتتاحها،  باسم مكتبة الإسكندرية الملكية أو المكتبة العظمى هي كبرى مكتبات عصرها، شيدها بطليموس الأول، ويقال إنه تم تأسيسها على يد الإسكندر الأكبر قبل ثلاثة وعشرين قرنًا، ويقال أيضًا أنه تم تأسيسها على يد بطليموس الثاني في أوائل القرن الثالث قبل الميلاد، عام (285 ـ 247) قبل الميلاد.


تعرضت المكتبة للعديد من الحرائق واندثرت في عام 48 ق.م وفي عام 2002 تم إعادة بنائها تحت اسم مكتبة الإسكندرية الجديدة.


واختلف المؤرخون حول الشخص الذي بنى المكتبة فهناك من يقول أن الإسكندر وضعها في تخطيطه عند بناء الإسكندرية، وهو صاحب فكرة بنائها، والبعض يقول أن بطليموس الأول هو من بناها والبعض الآخر يقول أنها أسست على يد بطليموس الثاني.


وباعتبار أن هو من أكملها فبطلميوس الأول هو الذي أمر بتأسيس المكتبة وتنظيمها على نفقته، ثم أكمل ذلك خلفه بطليموس الثاني، جمع ديمتريوس الفاليرى اليونانى نواة مكتبة الإسكندرية، وهو في بلاد اليونان، الذي كان يعمل كمستشار لبطليموس الأول وهو من نظم المكتبة، وقد تم وضع تخطيطا معماريا وموضوعيا بحيث تكون معبرة عن رصيد الفكر اليوناني وعلوم العصر.


وهناك اختلاف حول العام الذي تم إنشائها فيه فهناك من يقول أنها أنشئت في عام 330 قبل الميلاد، وهناك من يقول أنه تم إنشائها عام 288 قبل الميلاد.


حريق مكتبة الإسكندرية

في عام 48 ق.م قام يوليوس قيصر بحرق 101 سفينة كانت موجودة علي شاطئ البحر المتوسط أمام مكتبة الإسكندرية بعدما حاصره بطليموس الصغير شقيق كليوباترا بعدما شعر أن يوليوس قيصر يناصر كليوباترا عليه، وامتدت نيران حرق السفن إلي مكتبة الإسكندرية فأحرقتها حيث يعتقد بعض المؤرخون أنها دمرت، في حين يذكر التاريخ كذلك أنه قد لحق بالمكتبة أضرار فادحة في 391 م عندما أمر الإمبراطور الروماني ثيودوسيوس الأول بتدميرها، ويطرح بعض المؤرخون نظرية أخرى أنه رغم حريق ثيودوسيوس الأول فان المكتبة قد صمدت حتى العام 640م، حيث يقول بعض المؤرخين أنها دمرت تماما إبان فترة حكم عمرو بن العاص لمصر بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب، وفي حين ينفي مؤرخون آخرون، مثل جوستاف لوبون أي صلة للمسلمين وعمرو بن العاص في حريق المكتبة، ويصفون هذا الاتهام بالخرافة والأسطورة، حيث يقولون أن عمرو بن العاص دخل الإسكندرية في العام 642م في وقت لم تكن مكتبة الإسكندرية موجودة حتى يحرقها حيث يقولون انه ثبت أن مكتبة الإسكندرية تم إحراقها عن آخرها في زمن الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر عام 48 ق.م "، و لم ترد في كتب الأقدمين كاليعقوبي، والبلاذري، وابن عبد الحكم، والطبري، والكندي، ولا في تاريخ من جاء بعدهم وأخذ منهم كالمقريزي، وأبي المحاسن، والسيوطي، وغيرهم.


مرحلة جديدة في تاريخ المكتبة
 

في سنة 2002 وبدعم من منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة" اليونسكو" تم تدشين مكتبة الإسكندرية الجديدة وتقع كلتا المكتبتين في مدينة الإسكندرية بمصر، وظل الحلم في إعادة بناء مكتبة الإسكندرية القديمة وإحياء تراث هذا المركز العالمي للعلم والمعرفة قد راود خيال المفكرين والعلماء في العالم أجمع.


وكانت البداية مع إعلان الرئيس السابق مبارك إعلان أسوان العام 1990 لإحياء المكتبة القديمة.
و مكتبة الإسكندرية هي أحد الصروح الثقافية العملاقة التي تم إنشاؤها، وتم تدشين مكتبة الإسكندرية الجديدة في احتفال كبير حضره ملوك ورؤساء وملكات ووفود دولية رفيعة لتكون منارة للثقافة ونافذة مصر على العالم ونافذة للعالم على مصر، وهي أول مكتبة رقمية في القرن الواحد والعشرين وتضم التراث المصري الثقافي والإنساني، وتعد مركزًا للدراسة والحوار والتسامح. 


ويضم هذا الصرح الثقافي: مكتبة تتسع لأكثر من ثمانية ملايين كتاب، ست مكتبات متخصصة، ثلاثة متاحف، سبعة مراكز بحثية، معرضين دائمين، ست قاعات لمعارض فنية متنوعة، قبة سماوية، قاعة استكشاف ومركزا للمؤتمرات، وعادت مكتبة الإسكندرية الجديدة لتسترجع روح المكتبة القديمة فالمكتبة تطمح لأن تكون : مركزا للمعرفة والتسامح والحوار والتفاهم، نافذة للعالم على مصر، نافذة لمصر على العالم.