الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

على هامش زيارة مدبولي لليبيا| خبراء: ليبيا سوق واعدة وعلينا استغلال الفرصة وإعادة الإعمار

رئيس الوزراء المصري
رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي مع نظيره عبدالحميد دبيبة

زار رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي العاصمة الليبية طرابلس الثلاثاء الماضي على رأس وفد رفيع المستوى مكون من عدد من الوزراء المصريين، ولذلك لتعزيز سبل التعاون بين الحكومتين المصرية والليبية في كافة مجالات البنية التحتية وعملية إعادة إعمار ليبيا بعد استقرار الأوضاع.

 

وتضمنت الزيارة توقيع الطرفين على 11 وثيقة لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات مختلفة، أبرزها مذكرة تفاهم بشأن التعاون الفني في مجالات المواصلات والنقل وأخرى بشأن تنفيذ مشروعات الطرق والبنية التحتية، وغيرها في باقي المجالات الصحية، وتوليد الكهرباء.

وفي هذا الصدد، أكد عدد من خبراء الاقتصاد على أن زيارة مدبولي سيكون لها مردود إيجابي على اقتصاد الطرفين، مؤكدين أن ليبيا تمثل سوقا جديدا واعدا للاستثمارات حول العالم، خاصة بعد استقرار الأوضاع والاتفاق على إجراء انتخابات خلال ديسمبر المقبل، موضحين أن زيارة رئيس الوزراء تأتي في موعد مناسب جدا طبقا للاتفاق السابق بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والحكومة الليبية بشأن أن تتولى مصر عملية إعادة الإعمار لما لها من خبرة كبيرة في مجالات المقاولات وإنشاء البنى التحتية.

وقال الدكتور عادل عامر الخبير الاقتصادي، إن الأسواق الليبية حاليا متعطشة لعمليات إعادة الإسكان والاستثمار في البنية التحتية وإعادة بناء المرافق والأماكن التي تم تدميرها جراء العمليات الإرهابية، موضحا أن هذا الانتعاش الاقتصادي القادم سيساهم في زيادة احتياطي النقد الأجنبي المصري الذي تأثر نتيجة أحداث كورونا خاصة مجال السياحة وأدى لـ عجز بنسبة 38% في احتياطي النقد الأجنبي عن العام الماضي، وأن ذلك العجز سيتم تعويضه من خلال الاتفاقيات الموقعة بين حكومتي الشعبين.

وأضاف خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن أبرز ما سيعود على البلدين هو عودة العمالة المصرية إلى ليبيا مرة أخرى بعد توقف دام أكثر من 9 سنوات بسبب الإرهاب والتخريب من الجماعات المتطرفة، مشيرا إلى أن تلك الخطوة ستقلل حجم البطالة، بجانب أنه سيكون للشركات المصرية العامة والخاصة دور كبير في إنعاش الاقتصاد الليبي.

من جانبها قالت الدكتور ناهد العشري وزيرة القوي العاملة السابقة إن مد مصر يد العون للشعب الليبي الشقيق بعد استقرار الأوضاع في ليبيا أمر طبيعي، مشيرة إلى أن زيارة رئيس الوزراء لـ طرابلس تساهم في توقيع العديد من الاتفاقيات التي تتعلق بعودة العمالة المصرية إلى ليبيا، والمشاركة في عملية إعادة الإعمار.

وفي هذا الشأن أكد الدكتور مصطفي الفقي المفكر السياسي أن مصر ستكون مساهم رئيسي في معركة الأعمار ولذلك من الطبيعي سفر رئيس الوزراء المصري لليبيا لمناقشة ملف الإعمار والتنمية في كافة القطاعات الليبية بعد الدمار الذي لحق بها جراء الأزمات الإرهابية الاخيرة، موضحا أن الشعب الليبي ينظر إلي مصر كـ شقيقة داعمة لهم خاصة أن مساعي القاهرة الدبلوماسية والعسكرية والسياسية هي التي حافظت على وحدة الأراضي الليبية، كما نجحت في إبعاد العناصر الإرهابية عن الدولة الليبية وأبعدت الوجود التركي منذ الإنذار الشهير الذي أطلقه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بأن سرت خط أحمر.

وأضاف الفقي خلال تصريحاته الخاصة لـ "صدى البلد" أن الزيارة جاءت لتقديم كل الدعم الممكن في مشروعات البنية التحتية وإعادة الإعمار، واصطحاب جيش الخبراء بصحبة الدكتور مصطفي مدبولي يدل على أن مصر سـ تساهم في عملية الإعمار في كل القطاعات وأبرزها قطاعات الصحة والتعليم والاتصالات والتكنولوجيا، والاسكان والطرق والبنية التحتية التي تتميز بها مصر.

من جانبه ناشد شعبان خليفة رئيس نقابة القطاع الخاص في بيان له الأربعاء الماضي شركات القطاع الخاص المصري -الذي تجاوز عددها الـ 3 ملايين و700 ألف منشأة يعمل بها نحو 25 مليون عامل- ضرورة السعي مع الحكومة، وحسن الاستغلال للاتفاقيات التي وقعها رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، مع الأشقاء في ليبيا للمشاركة في عملية إعادة الإعمار بكل القطاعات.

وشدد رئيس نقابة القطاع الخاص، على ضرورة اغتنام الفرصة وعدم تركها، لدول أخرى في الشرق الأوسط للمنافسة داخل سوق العمل الليبي وخاصة أن  سوق العمل الليبي قادر على استيعاب أكثر من 2 مليون عامل مصري في قطاع الطاقة والنقل والطيران والإسكان والكهرباء.

فيما سلط  الدكتور سيد فليفل أستاذ الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة والرئيس السابق للجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب، الضوء على التفكير القائم حاليا على طاولة الحكومتين المصرية والليبية والذي يهدف لإعادة المؤسسات الليبية إلى العمل بعد فترة طويلة من التوقف والحفاظ على مقدرات الدولة الليبية المتمثلة في مصادر الطاقة البترولية.

 وأضاف "فليفل" في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن كل دولة العالم تجاهلت ليبيا خلال الفترة الماضية بسبب الأزمات والإرهاب عدا مصر التي وقفت بجوارها وساهمت في استقرار الأوضاع، معقبا: " بعد هدوء الأوضاع بمساعدة القاهرة بدأت تتكالب الدول على ليبيا من أجل نصيب الحصول على جزء من الكعكة".