الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مفاوضات سد النهضة.. تحركات مصرية إقليمية ودولية وأكاذيب إثيوبية | قراءة تحليلية

جانب من لقاء السفير
جانب من لقاء السفير سامح شكري والرئيس التونسي قيس سعيد

شهدت الأيام الأخيرة تحركات مصرية مكثفة في عدة اتجاهات إقليمية ودولية، بهدف دفع مفاوضات سد النهضة المتعثرة بسبب التعنت الإثيوبي خطوة للأمام.

 

وأعلنت القاهرة والخرطوم فشل التوصل لأي اتفاق فيما يخص ملء وتشغيل  سد النهضة واصرار أديس أبابا على اتخاذ قرار أحادي الجانب بـ الملء الثاني لبحيرة سد النهضة رغم تحذيرات دولتي المصب.

 

وبدأ وزير الخارجية السفير سامح شكري، الأحد، جولة أفريقية استهلها بالعاصمة الكينية "نيروبي" واختتمها أمس بالعاصمة التونسية "تونس" لتسليم رسائل حول تطورات ملف سد النهضة الإثيوبي.

 

وشملت جولة وزير الخارجية السفير سامح شكري كينيا وجزر القُمُر وجنوب أفريقيا والكونغو الديمقراطية والنيجر والسنغال وتونس.


وسلم سامح شكري، خلال جولته إلى قادة الدول الأفريقية، رسائل من الرئيس عبد الفتاح السيسي حول تطورات ملف سد النهضة والموقف المصري في هذا الشأن.

 

وعلق عدد من المحللين والدبلوماسيين على التحركات المصرية، قائلين: "نحن الآن نتحرك للدفاع عن أنفسنا ومنع إثيوبيا من الملء الثاني لسد النهضة دون التوصل لاتفاق، ولدينا خيارات عدة للدفاع عن حقوقنا كلها سلمية"، محذرين في نفس الوقت من نتائج إصرار إثيوبيا على موقفها.

 

سر زيارات سامح شكري لـ عدة دول أفريقية

وقال السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشئون الإفريقية، إن مصر ملتزمة فيما يتعلق بأزمة سد النهضة باتفاق إعلان المبادئ الموقع في 2015 بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا بحضور قيادات الدول الثلاث.

 

وأكد "حليمة" في تصريحات لـ "صدى البلد"، إن المفاوضات بين الدولة الثلاث فيما يتعلق بـ ملء وتشغيل سد النهضة وصلت لطريق مسدود خاصة مع استمرار التعنت الإثيوبي ورفض أديس أبابا التام لأي وساطة رباعية أو قمة للمفاوضات، كما أنها لا تستجيب لأي اقتراحات.


وشدد على أن أثيوبيا مصرة على التصرفات الأحادية وهو أسلوب يخالف القانون الدولي، ويخالف أيضاً اتفاق إعلان المبادئ، معقبا: "إصرار أديس أبابا على موقفها يؤدي إلى ضرر جسيم على  مصر والسودان، وقرار الملء غير منصف وغير عادل قانونيا ودولياً ويجب أن يكون هناك تدخل سريعاً من مجلس الأمن".


وعن مخاطبة مصر والسودان مجلس الأمن الدولي، قال "حليمة"، إن القاهرة والخرطوم تريدان التأكيد أن أديس أبابا تخالف القانون الدولي، والمبادئ المتفق عليها فيما بين الدول الثلاث عام 2015.

 

أثيوبيا تصر على ترويج الأكاذيب 

ولفت "حليمة" إلى أن الجولات التي أجراها وزير الخارجية السفير سامح شكري بعدد من العواصم الأفريقية، تؤكد تمسك مصر بـ المفاوضات والتوصل لحل مرضي للجميع، وفقا للقانون الدولي، على عكس ما قيل من أثيوبيا الكاذبة أن مصر ترفض المفاوضات.  

 

واختتم "حليمة" حديثه قائلا: "نحن الآن نتحرك للدفاع عن أنفسنا ومنع إثيوبيا من الملء الثاني لسد النهضة دون التوصل لاتفاق، ولدينا خيارات عدة للدفاع عن حقوقنا كلها سلمية"، معقبا: "في حال ما أصرت إثيوبيا على الملء الأحادي، ورفضت كل الفرص السلمية؛ فإن مصر من حقها تدمير السد، وعلى الجميع الحذر من غضب مصر".

 

ممارسة الضغوط على إثيوبيا 

وقالت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر تقوم بتحركات إقليمية ودولية مكثفة، لإعادة إحياء مفاوضات سد النهضة المتوقفة، وممارسة الضغوط على إثيوبيا للتخلي عن موقفها المتعنت بشأن الملء الثاني للسد دون التوصل لاتفاق والذي كان سببا في فشل المفاوضات على مدى 10 سنوات.


وأضافت "عمر" في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن وزير الخارجية السفير سامح شكري خاطب السكرتير العام للأمم المتحدة، والمفوض العام للاتحاد الأفريقي، إضافة لقيامه بـ زيارات إلى كل الدول الأعضاء بالمكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي، وذلك لشرح وجهة النظر المصرية حتى لا نقع في فخ الأكاذيب الإثيوبية.

 

شرح الموقف المصري من الملف بكل بساطة

وأشارت "عمر" إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي في كل اللقاءات الخارجية أو الداخلية يولي اهتماما بـ ملف سد النهضة، ويشرح الموقف المصري من الملف بكل بساطة، مؤكدة أن هذه اللقاءات هدفها أن يعرف العالم بأكمله ويعي حجم مشكلة سد النهضة وأضراره على مصر، معقبة: "مصر تبذل كل ما يمكنها لاستئناف المفاوضات السلمية وتوضيح أن أثيوبيا تعوق ذلك".


واختتمت "عمر" حديثها قائلة إن إثيوبيا تكذب بشأن البيان الذي يشير إلى رفض مصر استئناف المفاوضات، وهي الرافضة للاتفاقيات والمعاهدات الدولية ووصولاً لاتفاق المبادئ الذي تم التوقيع عليه بين رئيسي مصر والسودان ورئيس وزراء إثيوبيا، إضافة إلى عدم التزامهم بالاتفاق الموقع في واشنطن، ولدينا الكثير من "الشواهد" التي تؤكد أنها رافضة أي حل من مصر التي عرضت 15 حلا للمفاوضات ولكن إثيوبيا رافضة رفضا تاما.

 

 حرص الدبلوماسية المصرية على تحقيق السلم 

قال أستاذ العلاقات الدولية طارق البرديسي، إن الجولات الإفريقية التي أجراها وزير الخارجية السفير سامح شكري، جاءت تأكيدا لحرص الدبلوماسية المصرية على تحقيق السلم واستقرار الأوضاع بـ المنطقة الجنوبية، وحل الخلافات القائمة في إطار مبادئ القانون الدولي والعلاقات الدولية السليمة بين الدول.

 

وأضاف "البرديسي" في تصريحات لـ "صدى البلد" أن المسعى المصري دائما هو تحقيق الحلول السياسية والوصول بالمفاوضات أو الخلافات إلى حل نهائي سلمي يصب في صالح كافة الدول، مؤكدا أن مصر حريصة للحظة الأخيرة على تحقيق الاستقرار في القارة الأفريقية من خلال المساعي الدبلوماسية.

 

وحول الرسائل التي تريد مصر توصيلها، أوضح "البرديسي"، أن رسائل مصر واضحة وثابتة ومستقرة وهي ضرورة الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم بين الدول الثلاث، مصر والسودان وإثيوبيا، لـ حفاظ كلا منهم على حقوقه المائية وحقوقه القانونية، وهذا لا يتحقق إلا من خلال اتفاق سياسي وقانوني ملزم.

 

تعريض أمن المنطقة للخطر

وأكد "البرديسي"، أن التنصل من المسؤولية وعدم الرغبة في الوصول إلى اتفاق الملزم، يعرض أمن المنطقة للخطر ومصالح الدول للضياع، وهذا لا يمكن قبوله بأي حال من الأحوال.

 

وعن الأهداف التي تريد مصر تحقيقها، أشار "البرديسي" إلى أن كل الخيارات قائمة أمامنا كما هو معروف وأكدت عليه القيادة السياسية المصرية، لكن نحن حريصون على تحقيق السلام، والوصول إلى صيغة مشتركة ملزمة للأطراف الثلاثة للحفاظ على الحقوق المائية لدولتي المصب.

 

واختتم: مصر حريصة على علاقاتها مع إثيوبيا وكافة الأطراف والدول المشاركة في حوض النيل، معقبا: "مصر هي من أنشأت الإتحاد الإفريقي وعضو أساسي في الأمم المتحدة، وحريصة على عدم المساس بأحكام ومبادئ القانون الدولي العام كـ دولة متحضرة لها تاريخ سياسي معروف سواء على المستوى الإقليمي أو المستوى العالمي.