الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حنان محمود إبراهيم تكتب: مدرسة أم سيد

صدى البلد

 

أثناء اللقاء الثاني الذي قام به المذيع أحمد رأفت مع أم سيد تلك المرأة المسلمة البسيطة الأمية التي علمت المتعلمين، وضربت أروع الأمثلة في العفاف وتحري الحلال قالت له أكثر من جملة تستحق التوقف والتأمل العميق؛ حيث ذكرت أنها بعد عودتها لمنزلها بعد لقائها الشهير دعت الله عز وجل إن كان هذا المال حلال وفيه خير أن يقربه الله منها، وإن كان غير حلال وفيه شر أن يصرفه عنها، فضمير أم سيد يراقب الله حتى في الخفاء فالسيدة في منزلها بعيدة عن عدسات الكاميرات ولكنها قريبة من  ربها ترجوه  أن يقرب منها المال لو فيه خير ويصرفه لو فيه شر، فهي قد حققت عبادة المراقبة كما ينبغي فلم يفتنها المال ولم يلهها عن مراقبة الله فيه، هذه المراقبة ضرورية لكل مسلم لأن بها يتحقق الإخلاص في العبادات وإحسان القيام بها واتقاء المحرمات، وهي التي تصل بالمسلم لمرتبة الإحسان التي قال عنها النبي لأبي هريرة في الحديث الصحيح:" أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك".

كما أنها ذكرت أن ابنها يصلي وبار بها ودعت له وللمذيع أن يرزقه الله الولد الصالح، وليس بغريب أن يكون ولدك صالحًا فهو أول أثر من آثار المال الحلال على العبد، فالمال الحلال يبارك في كل شيء ومنها الأولاد.

وذكرت أم سيد قصة زوجها المريض ووقوفها بجانبه في محنة مرضه، وأنها تعمل منذ سنوات لمساعدته، وهي رسالة مهمة للزوجات وخاصة في هذه الفترة التي تأثر كل صاحب مهنة بقلة الرزق أو انقطاعه بسبب فيروس كورونا، أو إصابة الزوج بالفيروس وعجزه عن العمل لفترة، وهنا يظهر معدن الزوجة الوفية الصابرة كما فعلت أم سيد فتكون بذلك خير متاع الدنيا كما قال صلى الله عليه وسلم.

وأخر دروس من أم سيد هو التسامح فعلى الرغم من تعدي جيرانها على أولادها إلا أنها كررت جملة" وأنا والله مسمحاهم ومش زعلانة وإحنا جيران وحبايب"، هذا الخلق الذي أصبحنا بحاجة إليه ليس بين الجيران وحسب بل بين أفراد الأسرة الواحدة، فلو تسامح الزوجان فيما يمران به من خلافات لما رأينا حالات الطلاق والخلع التي امتلأت بها محاكم الأسرة، ولما رأينا قطيعة الأرحام بين الأخوة، أو بين الزوجة وأم زوجها والعكس،  أو بين الأبناء والآباء، ولكنا أشبه الخلق بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم عندما قال لأهل مكة:" اذهبوا فأنتم الطلقاء" كما كانت أم سيد.