الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. عبدالله أبوخضرة يكتب: طفرة فى منظومة السكك الحديدية

صدى البلد

تشهد مصر تطور شامل في منظومة السكك الحديد مما يجعلها تنافس العديد من الدول مثل الصين و اليابان و المانيا و غيرها من العديد من الدول
كما تعد سكك حديد مصر هي أول خطوط سكك حديد يتم إنشاؤها في أفريقيا والشرق الأوسط، والثانية على مستوى العالم بعد المملكة المتحدة، حيث تم بدأ انشائها في عام 1851 في خمسينيات القرن التاسع عشر حيث تمتد عبر محافظات مصر من شمالها إلى جنوبها.
بدأ إنشاء أول خط سكه حديدي في مصر  بين القاهرة / الإسكندرية بطول 209 كيلومترات يوم 12 يوليو عام 1851، و بدأ التشغيل في 1854و  يبلغ طول الشبكة الحديدية حوالي 9570 كم  منها حوالي 4872 كم تشكل مجموع أطوال الخطوط الطولى و تم تقليص اجزاء منها نظرا لتعاظم تكاليف الصيانه ، و يبلغ عدد المحطات والمواقف و نقط البلوك على الشبكة أكثر من 705 محطة، منها عشرون محطة رئيسية في عواصم المحافظات في الدلتا والقناة و الوجه القبلي، وبذلك تربط شبكة السكك الحديدية الوادي من أقصاة إلى أدناه على على طول أكثر من 1000 كيلو متر، و تصل الخطوط الحديدية بين معظم المراكز العمرانية و الاقتصادية في البلاد مثل الموانئ على البحرين الأحمر و المتوسط، و مراكز الشحن الخام و المصانع، فضلا عن جميع المدن و المراكز الأخرى، في شبكة هائلة و متسعة من الطرق الحديدية الحديثة المجهزة لتشغيل جميع أنواع القطارات ذات السرعات العالية عليها.
كما انه يوجد اكثر من 15000 عربة بضائع تنقل حوالى 12 مليون طن سنويا.
و بالحديث عن صعوبات تطور قطاع السكك الحديد فانها مثل كل الدول امثال الصين و اليابان و فرنسا فان المشاكل تتمثل في التكلفه العاليه للتطوير و اختيار افضل المسارات و الوقت الذي يتم فيه التطوير و ايضا استعمال احدث التقنيات الالكترونيه و ايضا العماله البشريه و توفير سبل الامن و السلامه  فكل هذه الامور تتسبب في صعوبات اثناء تطوير قطاع السكك  الحديديه ,فهناك خطة لتطوير هيئة السكة الحديد المصرية بعد أن أصابها ما أصابها مثل باقي مرافق وزارة النقل بسبب الإهمال والنسيان لفترات طويلة إلي أن وصلت حالتها سواء للوحدات المتحركة أو البنية الأساسية أو العنصر البشري إلي درجة منخفضة جداً من الكفاءة والجودة والأمان والسلامة مما أدي إلي تعطل أكثر من 50% من جرارات السكة الحديد وأدي ذلك إلي توقف نشاط نقل البضائع تماماً وعدم وجود أي قطع غيار لها و3000 عربة ركاب مر علي أكثر من 50% منها 40 سنة 
و شهد قطاع النقل في مصر إنجازات كبيرة ومشروعات ضخمة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مهام منصبه في يونيو 2014، حيث أولى الرئيس اهتماماً خاصاً بمجال النقل بمختلف قطاعاته بوصفه أحد أهم أدوات تنفيذ خطط التنمية الشاملة بالبلاد حيث جرى الانتهاء من تجديد قضبان خط الصعيد من القاهرة إلى أسوان بشكل كامل مع تواصل استكمال تجديد قضبان باقي خطوط الهيئة في الوجهين القبلي والبحري، إضافة إلى صيانة 2119.4 كم سكة لزيادة معدل انتظام مواعيد قيام ووصول القطارات مع منع الحوادث الناتجة عن تهالك السكك.
وشملت مشروعات النقل كذلك إدخال بعض وسائل النقل إلى مصر لأول مرة فى ظل رؤية متميزة  للفريق كامل الوزير ، مثل القطار السريع والحافلات الكهربائية والقطار الكهربائي والمونوريل، وتحقيق الربط بين هذه الوسائل ووسائل النقل التقليدية، كما تتكامل وسائل النقل التقليدية والحديثة لتحقق الربط بين العاصمة الإدارية الجديدة والقاهرة الكبرى من جهة، والربط بين البحرين الأحمر والمتوسط من جهة أخرى.
وتقوم وزارة النقل حالياً بإدخال نظم جديدة للنقل مثل نظام الكارت الذكي والتذكرة الموحدة لتحقيق هدف التكامل بين وسائل النقل المختلفة والتيسير على المواطن المصري، كما شهدت السنوات الست الماضية بدء رقمنة بعض خدمات النقل عبر إنشاء تطبيق خاص بسكك حديد مصر للاستعلام عن مواعيد القطارات والمقاعد المتاحة بالدرجات المختلفة، كما يتيح التطبيق حجز التذاكر إلكترونياً مما يساهم في القضاء على السوق السوداء وتخفيف الزحام على منافذ التذاكر بمحطات السكك الحديدية.
وبتوجيه من الرئيس السيسي، بدأت وزارة النقل خلال السنوات الست الماضية في وضع وتنفيذ خطة لتطوير وتجديد كافة عناصر منظومة السكك الحديدية، بما في ذلك تطوير المحطات والورش عبر خطة شاملة يتم تنفيذها لتطوير ورش السكة الحديد سواء الخاصة بعربات الركاب أو البضائع أو الجرارات وتعظيم الاستفادة من كل الإمكانات المتاحة بها، مع توفير كل المعدات والأجهزة وقطع الغيار اللازمة لأعمال الصيانة لزيادة الإنتاجية والإتاحية الخاصة بالجرارات وعربات الركاب والبضائع لتحسين الخدمة المقدمة لجمهور الركاب.
حيث انه من المقرر في نهايه ديسمبر 2021 سوف يتم تجديده كافة منظومة النقل القديمة من خطوط السكك الحديد التي تعمل بالديزل من خطوط و مزلقانات و نظم تحكم  و محطات و قطارات سواء جرارات او عربات و سوف يتم تاهيل المركبات التي درجه كفائتها اعلى من 60%  من خلال ورش الصيانه  المصريه لتصبح مطابقة للمواصفات العالمية و مماثله للعربات الجديده التي تم استيرادها و سوف يتم تطوير خطوط شبكه السكك الحديد البالغ طولها 9750 كم  لتصل الى 10 الاف كم سواء باضافه خطوط جديدة او عمل ازدواجات لخطوط موجوده 
وبالنسبه  لمشروعات الأنفاق والجر الكهربى  فانه تم تطوير الخطين الأول والثانى للمترو بطول 65.5 كم واستكمال الخط الثالث للمترو المرحلة الثالثة والمرحلة الرابعة بطول 41,2كم والخط الرابع للمترو ( 6 أكتوبر - حى الاشجار – عمرو بن العاص – القاهرة الجديدة ) بطول 42 كم والخط السادس للمترو (الخصوص – المعادي الجديدة) بطول 30 كم والقطار الكهربائى LRT (مدينة السلام- العاشر من رمضان / العاصمة الإدارية ) بطول 103كم ومونوريل العاصمة الإدارية – مونوريل مدينة السادس من أكتوبر بطول 98.5كم وشبكة القطار الكهربائى السريع بطول 1810 كم وتطـــوير وكهربة خط سكك حــديد ابو قير وتحويله إلى مترو إعادة تأهيل تــرام الرمل بطول 35.4 كم .
كما أنه تم التخطيط لرفع كفاءة أسوار السكة الحديد لتأمين مسير القطارات وعزلها عن الكتل السكنية المجاورة لها وجار إنشاء أسوار بإجمالي أطوال (185) كم وتم وضع خطة عاجلة لاستعادة كفاءة وغلق الفتحات الموجودة بالأسوار الحالية بإجمالي أطوال (275) كم وتم وضع خطة متوسطة الأجل تبدأ من 2021/7/1 لإنشاء أسوار علي جانبي خطوط الشبكة في الأماكن المأهولة بالسكان داخل المدن والقري وتم وضع خطة طويلة الأجل لإنشاء أسوار علي جانبي خطوط الشبكة بالكامل .
وفيما يتعلق بمشروعات ازدواج الخطوط المفردة عالية الكثافة وكهربة إشاراتها من المخطط البدء فى تنفيذ عدد (7) مشروعات تتضمن إزدواج خطوط مفردة وكهربة إشاراتها وهي ( خط طنطا – المنصورة – دمياط بطول 119 كم و خط قليوب – منوف – طنطا بطول 94 كم وخط قليوب – شبين القناطر– الزقازيق بطول 65 كم وخط إمبابة – الإتحاد – القبارى وخط الإتحاد / إيتاي البارود بطول 227 كم وخط طنطا – زفتى – الزقازيق بطول 56 كم وتدبير نظام التحكم الألى (ETCSL1 ) من الإسكندرية / القاهرة / أسيوط / نجع حمادي بالإضافة إلي بنها / الإسماعيلية / بورسعيد بتكلفة)
كما تم الاهتمام  بتأهيل وتدريب ورفع مستوى العامل البشري  من خلال  نقل التكنولوجيا الحديثه من العديد من الدول مثل اليابان و امريكا وروسيا والمجر والصين وفرنسا وكان اخرها شركة الستوم الفرنسية والتي اكد بها سيادة الرئيس خلال لقائه معهم على أهمية توطين ونقل تكنولوجيا النقل العام من خلال هذا المرفق الهام حيث يؤكد سيادة الرئيس دائما على أهمية نقل وتوطين هذه التكنولوجيا ورفع كفاءة العامل البشري واطلاعه على أحدث ما وصلت اليه هذه التكنولوجيا في مختلف أنحاء العالم كما تم تنفيذ دورات تدريبية لرفع المستوي الفني والسلوكي ومهارات التعامل مع الجمهور حيث تم تدريب العديد من السائقين  بالولايات المتحدة الأمريكية, كما تم التدريب  بمعهد تدريب السائقين بورش الفرز بهيئة السكة الحديد كما تم تدريب العديد من مهندسين ميكانيكا وكهرباء وفنيو ميكانيكا وكهرباء بمصر وتم تنفيذ الندوات التثقيفية للسائقين بمراكز التدريب المختلفة بالسكة الحديد .
و بالحديث عن حوادث السكك الحديد العالميه نجد انه في الولايات المتحدة بلغت عدد حوادث القطارات عام 2017، أكثر من 11 ألف حادث بإجمالى ضحايا 864 شخص، وبحسب تقرير أوروبى، شهدت ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وبلجيكا وإيطاليا انخفاضا طفيفا فى تصنيف RPI لأداء السكك الحديدية بين عامى 2010/2014، وهو ما يرجع عادة إلى قصور أداء انظمه  السلامة. 
وشهدت معظم البلدان ذات الأداء المتراجع الإجمالى زيادة فى عدد الحوادث: ألمانيا (12%) وفرنسا (14%) وإسبانيا (13%) وبلجيكا (18%) وإيطاليا (9%).
كما انه في 19 أكتوبر 2018، شهدت الهند وأحد من أسوأ كوارث السكك الحديد، حيث أنحرف قطار أمريستار عن مساره ليدهس حشد من الناس يحتفلون بمهرجان "دوسريه" بالقرب من أمريتسار، مما أسفر عن مقتل أكثر من 50 شخصًا وإصابة أكثر من 200 آخرين.
وايضا في 5 مارس 2020، شهدت فرنسا حادثة خروج قطار فائق السرعة عن مساره بين ستراسبورج بشرق فرنسا والعاصمة باريس، مما أدى لإصابة 22 شخصا إصابات خطيرة.
و ايضا في 4 فبراير 2018، شهدت أمريكا واحد من أسوء حوادث القطارات، حيث وقع حادث اصطدام قطار ركاب كان يقل 147 راكباً، مع قطار بضائع فى كارولينا الجنوبية بالولايات المتحدة عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة حوالى 70 شخصاً. الحادث تسبب بتسرب قرابة 20 ألف لتر من المحروقات.
و بمقارنه تطوير شبكه سكك حديد مصر بشبكه السكك الحديد الصينية نجد أن خطة تطوير وتحديث شبكتها بدأت عام ١٩٩٣، وهى تتشابه مع مصر، لأن الصين عندما بدأت مشروعها وضعت خطة عاجلة لإصلاح ٦ آلاف كيلو متر من الشبكة القديمة المتهالكة، وذلك برفع كفاءتها وتسيير قطارات حتى سرعات ٢٠٠ كيلو متر كأقصى سرعة، وفى عام ٢٠٠٤، وضعت خطتها المستقبلية لإنشاء ١٠ آلاف كيلو متر من الشبكة الحديثة «القطارات السريعة» كمرحلة أولى، ولكن هذه الخطة تم تعديلها أكثر من مرة لتصبح ٤٠ ألف كيلو متر حتى ٢٠٣٠, ومع توسع الشبكة التي بلغت نحو 170 ألف كيلو متر منها ٢٢ ألف كيلومتر مخصصة للقطارات السريعة، أصبحت شركة السكك الحديدية الصينية في ٢٠١٣ مسؤولة عن إدارة وتشغيل خطوط السكك الحديدية الصينية، بينما الحكومة مسؤولة عن تنفيذ الخطوط، على عكس ما كان يحدث قبل ذلك، كما يتم مراقبة تشغيل شبكة السكك الحديدية الأطول في العالم والتحكم في مسيرها من خلال مركز تحكم في مقر إدارة الشركة بجانب 18 مركز تحكم آخر موزعة على مستوى خطوط السكك الحديدية الصينية، ومركز تحكم إدارة الشركة لا يتدخل في إدارة تشغيل , ومنذ مشروع نهضة السكة الحديد الصينية منذ ٢٥عاما، لا تتوقف عن التطوير حتى بلغت قيمة أصولها ١٢٠ مليار دولار، خاصة بعد أن أصبحت تمتلك 170 ألف كيلومتر، مقارنة بـ١٠ آلاف كيلو في ١٩٩٣، وتقوم بتشغيل 5 آلاف قطار يوميا.
كما تعد روسيا الاتحادية من أضخم دول العالم من حيث أطوال السكك الحديدية والتى تبلغ نحو 90 ألف كيلو متر، ومن المخطط أن تصل إلى 110 آلاف كيلو متر في 2030، ويوجد بها أطول خط يربط بين مدينتين وهو خط سيبريا والذى يربط العاصمة ويبلغ طوله 9 آلاف و500 كيلو متر، وتنقل السكة الحديد الروسية مليارا و850 مليون راكب سنويا من خلال 2500 رحلة قطار، ويبلغ حجم المنقول من البضائع نحو مليار طن من البضائع سنويا , والعاصمة موسكو هي واحده من أضخم العواصم العالمية التي يوجد بها شبكات سكة حديد ومترو، يوجد بها 7 محطات سكة حديد مركزية مثل محطة «مصر» برمسيس، إذ تربط العاصمة بجميع مدن ودول روسيا الاتحادية.
وفي الختام تهدف الدولة لوضع خطة شاملة للنهوض بمرفق السكك الحديدية وإحداث نقلة نوعية كبيرة فى مستوى الخدمة المقدمة لجمهور الركاب من خلال تطوير كافة عناصر منظومة السكك الحديدية الحالية التى تصل أطوال شبكتها إلى 9570 كم و سيتم تطويرها حتى تصل الى 10 آلاف كم بالاضافه الى 2000كم من خطوط القطار الكهربائي السريع ليصبح اجمالي الاطوال 12000 كم وتتضمن عناصر الخطة تطوير نظم الإشارات والاتصالات بخطوط شبكة السكك الحديدية الرئيسية وتحديثها بنظام الكتروني حديث مع تزويدها بنظم التحكم المركزي فى مسير القطارات لمنع الأخطاء البشرية وتزويد الشبكة بأحدث نظام عالمي للتحكم الآلي فى مسير القطارات (ETCSL1 ) لزيادة معدلات الأمان ومنع الأخطاء البشرية أثناء قيادة القطارات وإزدواج الخطوط المفردة عالية الكثافة وكهربة إشاراتها بإجمالى أطوال 442 كم وإنشاء عدد ( 6) خطوط جديدة لربط الشبكة بالمناطق اللوجيستية والربط مع دول الجوار بإجمالى أطوال 1813 كم وتطوير منظومة التشغيل والتحكم فى المزلقانات بتزويدها بنظام تحكم يعمل أتوماتيكا عند إقتراب القطارات من المزلقانات وبدون تدخل العنصر البشرى بإجمالى 1120 مزلقان وتطوير المحطات بإجمالى 180 محطة وأيضاً تطوير الورش على مراحل طبقاً لأهمية الجزء المطلوب بإجمالى 33 ورشة وتوريد جرارات جديدة ذات تكنولوجيا متطورة ومزودة بكمبيوتر للوقوف على الحالة الفنية لهذه الجرارات علاوة على تسجيل كافة البيانات الخاصة برحلات هذه الجرارات أثناء تشغيلها وتوريد عربات جديدة بأحدث تكنولوجيا لضمان سلامة مسير هذه العربات وتوفير الراحة للمسافرين لضمان تقديم خدمة متميزة لجمهور الركاب وتوريد قطارات ركاب وقطارات نوم متكاملة مزودة بأحدث التكنولوجيا لتقديم خدمة متميزة للمسافرين وتحقيق الراحة والرفاهية وتوريد ماكينة لفحص السكة بنظام الألتراسونيك والتي تقوم بفحص حالة السكك والقضبان والمفاتيح أوتوماتيكيا من خلال مسيرها على السكة بالسرعة العادية وتقديم تقرير بالحالة الفنية للسكة بالكامل، بالإضافة إلى توريد ماكينات جديدة لصيانة وتجديدات السكة طبقا لأحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال و توطين صناعة الوحدات المتحركة العربات و الجرارات  لتحقيق الاكتفاء الذاتي من احتياجات السكة الحديد .. هذا ما تحقق  فى الفترة الوجيزة الحالية فى ظل رؤية كامل الوزير  وهذه شهادتى للتاريخ.