الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. أحمد سليم يكتب: خطورة التحرش الجنسي على الأطفال

صدى البلد

 
أثارت حادثة الاعتداء الجنسي على طفلة حي المعادي بمصر زوبعة في مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية. حيث يشكل العنف الجنسي ضد الأطفال انتهاكاً جسيماً لحقوق الطفل. ومع ذلك فهو يمثل أيضاً واقعاً عالمياً في كافة البلدان وبين جميع الفئات الاجتماعية. ويطالب حقوقيون وناشطون بإيجاد حلول جذرية لمثل هذه الجرائم. فكيف يمكن حماية الأطفال؟
أولًا: لابد أن نتعرف على سبب استمرار ظاهرة الاعتداء الجنسي على الأطفال
في عام 2019، كتب الصحفي بنديكت كاري مقالاً في صحيفة "نيويورك تايمز"، يتناول فيه الأبعاد النفسية لـ"اشتهاء الأطفال"، والذي قد يتطور لاحقاً ليتحول إلى اعتداءات جنسية على الأطفال وحتى الرضع منهم. ويذكر كاري في مقاله نقلاً عن دراسات علمية، "أن معظم تفضيلات مشتهي الأطفال لم تنضج مثل الآخرين، ويبقون منجذبين للفئة العمرية التي جذبتهم جنسياً للمرة الأولى"، مضيفاً أن هناك إجماعاً علمياً على أن هذا اضطراب "بيولوجي"، وبهذا يمكن العثور على علاج له.
هذه الدراسات لا تعطي تبريراً لمرتكبي جرائم الاعتداء الجنسي على الأطفال، ولكنها تساعد على فهم هذا النوع من الشذوذ الجنسي، ما قد يمكّن المجتمع لاحقاً من استئصاله تماماً. ووجود هذا الاضطراب ليس سبباً للتحرش بطفل أو الاعتداء عليه جنسيا، إذ إن كثيرين ممن يحملون هذه الخصلة البيولوجية تمكنوا من ردعها بشكل ذاتي، كما يذكر كاري في مقاله . وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة يتم محاربتها بالفعل بتقديم الدعم النفسي للضحايا، وذويهم، وتشجيعهم على تقديم البلاغات للجهات المختصة، إلا أن هناك الكثير من الأطفال ما زالوا يعانون من مخاطر هذه الظاهرة السلبية المدمرة على المستويين النفسي والعضوي.
وحسب تعريف منظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن أي فعل جنسي مع الأطفال، حتى لو تم بموافقة الطفل، يعتبر اعتداءً، حيث إن الطفل غير مؤهل لإدراك الحدث، ويجب معاقبة مرتكبه حتى لو تم الاعتداء من طفل أكبر عمراً، طالما كان مدركاً لفعل الجنس. بل إن الاعتداء، وفق التعريف، يمتد ليشمل عرض مواد إباحية على الأطفال، أو استخدامهم في عرضها، أو الترويج لها، أو الدعابة التي تحمل تلميحات أو ألفاظاً جنسية صريحة.
ثانيًا: آثار التحرش الجنسي على الأطفال نفسياً وجسدياً
ليس بالضرورة أن تظهر آثار التحرش مباشرة على الطفل، فقد تكون هذه الآثار على المدى القصير أو على المدى الطويل؛ أي يظهر تأثير حادثة التحرش في وقت لاحق من حياة الطفل عندما يكبر، ومن الآثار الناتجة عن الاعتداء الجنسي:
الاكتئاب
القلق
اضطرابات النوم
ضعف الثقة بالنفس
الشرود المستمر أو نقص في الانتباه
اضطرابات لاإرادية كمص الإبهام والتبول اللا إرادي
مشاكل في النطق أو تأخر النطق
مشاكل سلوكية واجتماعية مثل: اللعب العنيف أو القسوة على الحيوانات الأليفة
فرط نشاط أو العكس؛ الهدوء غير المستحب
معارضة الكبار والعصيان الدائم لهم
كيفية حماية الطفل من التحرش؟       
التنبيه على الطفل بعدم دخول أي منزل بدون الوالدين أو الأخوة أو على الأقل دون وجود ربة المنزل خوفًا من استغلال المراهقين للصغار والتحرش بهم.
في حالة ترك الطفل مع السائق بمفرده يجب ألا يجلس بجواره حتى لا يستغل قرب المسافات ويحاول التحرش به، فضلاً عن رفض الطفل محاولات أي شخص الاتكاء عليه حتى لا يكون ذلك ذريعة للتحرش.
ضرورة تلقين الطفل كيفية التصرف حال وجوده مع شخص بمفرده في غرفة واحدة، موضحة أن أهم خطوة ترك الباب مفتوحاً وفي حال أصر الطرف الآخر على غلقه يجب أن يستغيث الطفل ويصرخ.
من المهم تعليم الأطفال النظر في عين المتحرش لأن الأخير غالباً يكون مهزوزاً، وحال شعوره أن ضحيته قوية يتراجع، وإذا لم يفعل يجب تلقين الطفل كيف يبعد أي شخص عنه.