الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.فتحي حسين يكتب: الرهان علي وعي المواطن

صدى البلد


الرهان علي وعي المواطن في إدراك مدي خطورة انتشار فيروس كورونا القاتل وتأثيره،  دوما ما يكون رهان خاسر في كل الأحوال بنسبة كبيرة ولأسباب سوف نعرضها تباعا . والحقيقة تقول بأنه لن يجدي مع المواطن المصري المتهم باشياء اخري قد تفوق اهتمامه بخطورة هذا الفيروس القاتل والذي تحور وانتشر في كافة بلاد العالم ولم تنفع معه لقاحات أو مضادات ، كما هو الحال في الهند التي توغل فيها الفيروس وتحور وانتشر واياد آلاف الهنود خلال ساعات قليلة يوميا وكذلك الحال في امريكا ودول اخري أفريقية منها مصر .!!
وأعتقد أن الرهان علي الوعي المفترض وجوده لدي الناس هو رهان غير مقبول وغير وقتي حاليا لاسيما خلال شهر رمضان المعظم والذي نعيش فيه طوال الشهر في سلاسل وبحور لا تنتهي من الاعلانات التي لا تنتهي ،فضلا عن موسم المسلسلات وبرامج المقالب والتسلية والترفيه طوال الأربعة والعشرون ساعة ،مع ملاحظة عدم وجود اعلان واحد عن كورونا والتوعية بضرورة اخد لقاح ضد الوباء القاتل بالرغم من تناول الرئيس السيسي للقاح وتصويره للناس من أجل الذهاب الي التطعيم ضد المرض إلا أن الإقبال والوعي لا يزال منعدم ولم يقبل المواطنين علي تناول اللقاح المجاني ضد المرض ! وقد فعل نفس الأمر معالي دولة رئيس الوزراء مصطفي مدبولي والذي تناول اللقاح علي الهواء وتم تصويره في وسائل الإعلام لحث المواطنين علي التطعيم ولكن لا حياة لمن تنادي !
كما أن وعي المواطنين يحتاج الي اعلانات مستمرة عن خطورة المرض وتحوراته وضرورة التطعيم وأخذ جرعة اللقاح المجاني الذي توفره الدولة للمواطنين وتذاع بالتليفزيون وسط هذا السيل الذي لا يتوقف من الاعلانات عن الصابون والزيت والسمن والمحمول بركاته الأربعة  والمكرونات والمنتجعات السياحية والكمبوندات السكنية الفاخرة ,،واعلانات التبرعات للمرض ،دون أن يكون هناك اعلان واحد فقط للتوعية ضد كورونا وكأنه كورونا انتهت من مصر وكأن عدوي الفيروس لم تصيب أحدي محافظات الصعيد وهي سوهاج ووفاة ما يقارب ٥٠٠ طبيب بسبب فيروس كورونا ،لم يحدث عندنا ،وهو الأمر الذي يدق ناقوس الخطر علي ضعف وعي المصريين بخطورة المرض وهو ما ترتب عليه زيادة حالات الإصابات بالفيروس في مصر بشكل كبير ،ادي الي وقف امتحانات النقل عن شهر أبريل واعتباره نهاية العام الدراسي وهو قرار جيد بالطبع من قبل الوزير !
الأمر الآخر وهو انشغال المواطنين بالبحث عن مصدر للرزق بسبب غلاء الأسعار المستمر في هذا الشهر وجشع التجار الذي لا ينتهي ،فضلا عن عدم الاهتمام بارتداء الكمامات في المواصلات العامة والأماكن المزدحمة وعدم اتباع الإجراءات الاحترازية في العديد من الجهات الحكومية مثل المحاكم واقسام الشرطة والمؤسسات والوزارات الخدمية المختلفة والمخابز وأماكن البيع والشراء والأسواق مثل العتبة والموسكي وموقف السيدة عائشة بالقاهرة وغيرها من أماكن التجمعات المتنوعة التي تجد فيها تجمعات بشرية لا حصر لها ! حيث تجد المواطنين يجتمعون للبيع والشراء والتسوق وربما للصلاة التراويح في هذا الشهر الفضيل!
لذا فإن الرهان علي وعي المواطنين هو رهان خاسر وغير ناجز بأي حال من الأحوال ،ولابد من دور للاعلام التوعوي عبر اعلانات حكومية مدفوعة تذاع باستمرار حتي تنتهي الكارثة ان شاء الله بسلامة..حفظ الله الشعب والوطن العظيم بلادي الحبيبة مصر !