EN 
حول طبلية واحدة تلتف الصديقتان المسلمة والمسيحية بأولادهما، تخبز "أم سعد" عجين الكعك وتشكل خلفها "أم مرقص" الكعك والقراقيش، يتبادلان الضحكات والأحاديث ويتشاركان المحن ويقتسمان الفرح والحزن، يخرج من بين أيديهن ألذ كعك مخبوز بالحب، فعلى تلك الطبلية تتعايش السيدتان منذ عقود بأن الدين لله والمحبة واحدة للجميع، والعيد للمسلم والمسيحي.
داخل منزل "منار شديد" بـ قليوب، شمرت الجارتان عن سواعدهما لاستقبال عيد القيامة المجيد وعيد الفطر المبارك بـ الكعك والقراقيش ومخبوزات العيد، حيث يتزامن موعد قدوم العيدين بفارق أيام، ولكن تلك الحالة والتناغم بين والدة منار "أم سعد" و"أم مرقص" لم يكن وليد هذا العام فقد جمعتهما طاولة واحدة لصنع حلويات العيد على مدار عقود ماضية.
40 عامًا هو عمر المحبة والصداقة التي ألفت بين قلبي الجارتين "أم مرقص" والتي تدعى مريم جرجس عطا الله و"أم سعد" والتي تدعى عزة الدسوقي محمد، فلم تهزها معتقدات دينية أو فتن طائفية بل تزيد من رابطهما القوي، فتحكي "منار" لـ "صدى البلد": "والدتي أم سعد وجارتنا أم مرقص صداقتهما قوية مفيش مكان في علاقتهما لفتن أو أحكام متبادلة على أساس الدين إطلاقًا على مدار الـ 40 سنة".
يحتفلان بالمناسبات الدينية سويًا ويتبادلان الهدايا حتى طقوس التنظيف في الأعياد تتقاسمانها، بنبرة سعادة وحب تسرد "منار" تفاصيل تلك الجيرة القوية: "طول عمرنا على هذا الوضع كحك العيد يعني ماما وأم مرقص قاعدين واحدة تخبز والتانية تساعدها في النقش، ده غير إن في أعياد المسيحيين بنكون معاها في تنظيف بيتها وهي كذلك، وأول ما بتكسر صيامها في العيد بنكون أول ناس تأكل من الأصناف اللي هي عاملاها".
فتحت "منار" عينيها على أن "أم مرقص" هي خالتها وشقيقة والدتها اللتين لم تنجبهما بطن واحدة، "من يوم ولادتي بقولها يا خالتي، هي اللي مربياني أنا وأخواتي، تيجي في العيد تدينا عيدية في عيد الأم تجيب لأمي هدية وفي أعياد ميلادنا تجيبلنا هدية، وتفضل الهدايا بينا وبينها متبادلة في المناسبات".
زيارات يومية متبادلة لا تنقطع ومكالمات هاتفية مستمرة تصل حبال المحبة، فتقول "منار" التي تعمل في مجال الصحافة:"يا هي عندنا يا احنا عندها في البيت كل يوم، أم تانية وخالة لينا وصديقة مخلصة لوالدتي، مشوفنهاش من باقي الجيران، غيابها يوم عننا كأنه غياب سنين".
جيرة تدرس في كتب المحبة والود، رصدتها"منار" بعدسات كاميراتها في مجموعة صور تأثر القلب للجارتين وهن يصنعن كعك العيد، وتغمرهن السعادة بقدوم عيد الفطر المبارك، وعيد القيامة المجيد، واختتمت "منار" :"يحيا الهلال مع الصليب، كل سنة وإحنا كلنا مع بعض ومبسوطين".
