الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الاختيار 2.. من المقاطعة إلى المحطة.. رحلة الضلال للضباط المنشقين

الضباط المنشقون
الضباط المنشقون

سلط مسلسل الاختيار 2، الضوء على الضباط الخمسة التابعين لإدارة العمليات الخاصة بالأمن المركزي بـ وزارة الداخلية، الذين انشقوا عن وزارة الداخلية واختاروا طريق الضلال واعتنقوا الأفكار التكفيرية قولا وعملا.

 

وهروب الضباط المنشقين عن الوزارة الداخلية إلى سيناء، حيث التحقوا بـ جماعة "أنصار بيت المقدس" التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، وشاركوا في عمليات إرهابية حتى تمكنت الأجهزة الأمنية من القضاء عليهم.

 

 نقطة تحول مفصلية 

وفي هذا الصدد قال الباحث في شئون الجماعات الإرهابية أحمد سلطان، إن هؤلاء الضباط مروا بعد فض اعتصام رابعة العدوية بـ نقطة تحول مفصلية في مسيرة خلية الضباط السرية التي انضموا لها، وهم: الإرهابي خيرت السبكي، حنفي جمال، محمد جمال، إسلام وئام، كريم حمدي الذي قبض عليه قبل هروبه معهم إلى سيناء، معقبا: "هذه النقطة المفصلية هي مقتل زميلهم السابق أحمد حسنين الذي أثر فيهم بشكل خاص".

 

اعتناق السلفية الجهادية

وتابع سلطان، أن الضباط المنشقين بدأوا السير في طريق جديد بدايته الالتزام الديني على الطريقة السلفية، ويتلقون دروسًا منهجية على أيدي بعض شيوخ السلفية، قبل أن تكتشف وزارة الداخلية توجههم الجديد إثر مشاجرة حدثت بينهم وبين أحد ضباط المرور المكلفين بتأمين موكب الرئيس السابق عدلي منصور، لإصرارهم على المرور برفقة أحد أصدقائهم السلفيين أثناء عبور موكب الرئيس.

 

مشاجرة كشفت عن نواياهم 

وأكمل: أبلغ ضابط المرور وزارة الداخلية بالواقعة وأجرت بدورها تحقيقًا حول حنفي جمال وصديقيه محمد جمال وخيرت سامي السبكي، وأصدرت وزارة الداخلية قرارات بنقلهم من إدارة العمليات الخاصة بقطاع الأمن المركزي إلى قطاع الأمن العام، وتوزيعهم على محافظات نائية، فنُقل الأول لأسوان والثاني إلى سوهاج بينما انتقل الأخير إلى محافظة الوادي الجديد.

 

الذهاب إلى طريق الجهاد

واستطرد: كانت قد مرت أسابيع قليلة على نقل الضباط الثلاثة إلى أماكن عملهم الجديدة، وعندما عادوا للقاهرة من جديد رتبوا للقاء مع زميلهم كريم حمدي الذي بدوره رتب لهم لقاءً مع صديقيه "علي حسن" الطبيب المذكور في مسلسل الاختيار 2 و"عصام العناني" وأثناء تلك الجلسة نجح العناني، صاحب الأفكار الجهادية في استمالة الضباط الأربعة، وأقنعهم بضرورة الهروب من الخدمة بـ وزارة الداخلية، وتنفيذ هجمات إرهابية ضد القادة التنفيذيين ومقرات الأمن والجيش المصري، وذلك حسب نص التحقيقات في قضية ولاية سيناء.

 

فشل سفرهم إلى العراق وسوريا

وأوضح الباحث في شئون الجماعات الإرهابية، أنه بحلول أواخر 2015، وأوائل عام 2016، سعى "علي حسن" طبيب الأسنان لتسفير مجموعة الضباط للالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، غير أنه فشل في مسعاه إلى أن أُلقي القبض عليه في مارس من نفس العام، وهذا كشف عنه بالحلقات الثلاث الاخيرة "19 -20 -21"من مسلسل الاختيار 2.

 

تنفيذ أول عملية إرهابية

وتابع: أربك القبض على طبيب الأسنان حسابات خلية الضباط الذين انقطعوا عن الخدمة لأشهر، وأحسوا أن القبض عليهم صار وشيكًا، وهو ما دفعهم للتفكير في تنفيذ هجوم إرهابي ضد أحد المقرات الأمنية الكبيرة بشرق القاهرة، أو السفر للالتحاق بتنظيم فرع تنظيم الدولة الإسلامية المحلي.

 

الانضمام لأنصار بيت المقدس

وأضاف سلطان، أنه في نهاية المطاف، قرّر حنفي جمال ورفاقه السفر إلى سيناء والانضمام لفرع داعش هناك، عام 2016، وانتقلوا إلى مدينة العريش، ومنها إلى مدينة الشيخ زويد، حيث استقلوا سيارة صغيرة إلى قرية "المقاطعة"، معقل التنظيم داخل المدينة واستقروا هناك، كشفت عن ذلك أحداث مسلسل الاختيار 2.

 

وصول الضباط المنشقين والتحقق من هويتهم

وقال: التحقيقات في القضية رقم 447 لسنة 2016 حصر أمن الدولة العليا كشفت أن العناصر التي تنضم للتنظيم من خارج سيناء يتم نقلها إلى مأوى مؤقت يُعرف بـ "المحطة"، حيث يخضعون لتدقيق أمني للتأكد من هويتهم وخلفياتهم الاجتماعية والدينية والتنظيمية عبر العناصر المكلفة بالتحقيق والتأكد من العناصر الجدد في التنظيم الذين يعقدون جلسات عديدة معهم، قبل أن ينقلوا لـ مكان يدعى "المضيفة" يمثل مقر إقامة غير دائم، ثم بعد ذلك يتم نقل العناصر المنضمة حديثًا للمعسكر ليتلقوا دورات شرعية وعسكرية، ثم يتم توزيعهم بعد انتهاء فترة المعسكر على مفارز وخلايا التنظيم حسب تخصصاتهم، وهو ما تم مع حنفي جمال الذي عُرف حركيًا بـ "أبي عمر الصعيدي"، ورفيقيه محمد جمال عبد الحميد وكنيته "أبو بكر"، وخيرت السبكي وكنيته "أبو علي المهاجر"، وثقت لذلك حلقات الاختيار 2.

 

مبايعة الضباط المنشقين لـ أبو بكر البغدادي

وأردف: عقب اجتياز فترة الاختبار الأمني وتلقي الدورات الشرعية الأساسية، عقد الضباط السابقون البيعة لأبي بكر البغدادي، أمير تنظيم الدولة الإسلامية في ذلك التوقيت، أمام أحد شرعيي ولاية سيناء، ونُقلوا للعمل ضمن مفارز داعش الأمنية، واختير أبو عمر ليعمل ضمن ما يُعرف بإدارة التخطيط العسكري وغرف العمليات، كما شارك في تدريب قيادات التنظيم الإرهابي نظرًا لخبرته السابقة كمدرب بمعهد العمليات الخاصة التابع لقطاع الأمن المركزي، في حين أُلحق خيرت السبكي ومحمد جمال بقطاع التدريب العسكري، وأشرفا على تدريب أعضاء التنظيم الذين يتقدمون الهجمات الإرهابية، وفقًا لإصدار "سبيل الرشاد" الصادر عن المكتب الإعلامي لتنظيم ولاية سيناء.

 

الإعداد لهجوم البرث

وأضاف: أنه قبل نهاية عام 2016، نجحت الطائرات الحربية المصرية في استهداف مجموعة من قيادات تنظيم ولاية سيناء، وأسفرت الغارة الجوية عن مقتل محمد جمال عبد الحميد، وإصابة زميليه "حنفي جمال" و"خيرت السبكي"، وعندما تعافيا من إصابتهما كُلّف حنفي جمال "أبو عمر الصعيدي" بتخطيط وقيادة الهجوم على ارتكاز الكتيبة 103 صاعقة التي كانت تحت قيادة المقدم أحمد منسي، في منطقة قصر راشد بقرية البرث، كما قاد خيرت السبكي "أبو عمر المهاجر" مفارز الإسناد التي تولت تدعيم العناصر الإرهابية المهاجمة، حسب ما جاء في إصدار "سبيل الرشاد".

 

بث مقطع فيديو لمواجهة الجيش إعلاميا

وأكمل: مع انقضاء عام 2017 وحلول العام الجديد، قررت قيادة التنظيم تسجيل إصدار مرئي يظهر فيه أبو عمر ومن تبقى من الضباط السابقين، لاستغلاله كأداة حرب إعلامية في مواجهة قوات الجيش والشرطة المصرية، وبالفعل سُجل الإصدار قبل بدء العملية الشاملة وبثت مقاطع منه في فيديو المجابهة الفاشلة مصحوبةً بوعد نشر إصدار آخر قريبًا.

 

مقتل السبكي وحنفي جمال

واختتم: لم يتم اصدار هذا الفيديو الذي وعدوا بنشره وظل حبيس الأدراج في مكتب الإعلام، الذراع الدعائية لتنظيم الدولة الإسلامية، وهذا لإشتداد الحملة العسكرية المصرية على معاقل تنظيم ولاية سيناء الذي انهارت آلته الدعائية وفقد عددًا من أبرز قادته خلال العام 2018، وقبل أن يبث الإصدار، نجحت القوات الجوية المصرية في تصفية "أبو عمر الصعيدي" ورفيقه "أبو علي المهاجر" ليسقط بذلك أحد أهم قيادات تنظيم داعش الإرهابى في سيناء.