الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عمر عاقيل يكتب: أولويات أنديتنا

صدى البلد

 

تبقى المشاركة الأفريقية واحدة من المهام الأساسية لممثلي الكرة المغربية، الذين تقع على عاتقهم مسؤولية تشريف الكرة المغربية، والحفاظ على مكتسباتها، من خلال ما تحقق من إنجازات وأرقام إيجابية حضرت بفعل النتائج والمشاركات الطموحة في نسخ افريقية عديدة قد مضت، وهو ما يجب معه على الأندية إعادة تحديد القيمة الفنية في قائمة المهام والأهداف الموسمية للأندية.

ولعل هذا الواقع يدفع إلى البحث عن الهدف الحقيقي من حضور أنديتنا للمسابقات القارية، وتمثيل الكرة المغربية أحسن تمثيل، وفقا إلى تطلعاتها في المسابقتين والتوقعات التي قد يأتي بها المردود العام للأندية، التي يفترض أن تتحسن وتتطور تدريجيا مع كل تمثيل سنوي للأندية، خصوصا عندما يأتي الظهور متواضعا أو ضعيفا إلى حد التحول إلى جسر عبور للآخر، ومحطة لجمع النقاط، وهو ما يعكس خللا واضحا ومتأصلا في منظومة المشاركة التي قد ترجع علتها لسبب بسيط، يتشابك في كيفية التعامل الذهني والتحضير النفسي لخوض غمار ومشوار المسابقات القارية، وكيفية الدخول في أجوائها، والجمع بينها وبين المسابقات المحلية.

هي مشكلة سبق وتوقفت عندها، بل أكدت عليها الغالبية في سياقات مختلفة توافقت عليها الرؤى والتحليلات، حول ضرورة الإستشعار بالأهمية، وإعادة تحديد القيمة الفنية في قائمة المهام والأهداف الموسمية للأندية، وذلك بوضعها ضمن الأولويات القصوى التي تتطلب تقديرا وتعاملا نوعيا من خلال استدراك مكتسباتها المعنوية والمادية، وإلا ستظل مشاركات أنذيتنا تتراوح بين مد وجزر، يكون فيها الحضور في العديد من المشاركات شكليا، لإكمال العدد وسد النواقص فقط.

صحيح أن مشوار الأندية خلال السنوات الأخيرة يبدو مستحسنا، بتحقيق عدة ألقاب وأرقام ايجابية، إلا أن اﻹنطباع قد لا يخرج عن إطار الصورة القديمة التي ظلت سيدة المشهد طوال السنوات الماضية السابقة، وكأنها شريط ينسخ نفسه على أسطوانة ارتضينا نغماتها وحفظنا ألحانها، لا لضعف أو عجز، وإنما استسلاما لقناعة خاطئة محبطة، حجمت فيها قدرات الأندية، وضاعت فيها مكتسبات عدة، وفرضت وضعا على أنديتنا، ليس من المنطق أن تبقى حبيسة في محوره.

المخرجات الأولية قد أعطت نبرة تفاؤلية حول المشاركة في هذه النسخة من خلال قراءة سريعة لمشاهد الأداء والنتائج التي خرجت بها أنذيتنا، بتجاوز فريقين دور المجموعات من المسابقتين، لكن قياسا بما تحقق من نتائج رقمية لممثلينا، يفترض أن يكون الحضور مختلفا ومطمئنا للغريمين في قادم الأدوار، وبأن ما تحقق خلال الأدوار السابقة مقارنة بمستوى الخصوم ما هو إلا محطة تحضير لرحلة شاقة ومنافسة أمام أعتى فرق القارة.

لعل ما يدعو للتوقف عند هذه الجزئية هي القاعدة التي تنطلق منها الأندية، وتبني عليها سياساتها من خلال واقع سلوكها في الجانب المتعلق بالشق المادي، وهو ما يسقطها جانب التخطيط الذي يعتبر مفتاح النجاح، وركنا أساسيا ترتكز عليه برامج الأندية وأهدافها اتجاه مشاركاتها المحلية والقارية، فالعمل المبني على التنظير ومتغيرات الظروف يقود بلا شك إلى عشوائية تكون نتيجتها الحتمية فشلا في تحقيق الطموحات، وتجارب السنين ودروسها المتراكمة يفترض أن تدفع برؤساء الأندية إلى إصلاح يشمل الجانب الإداري والفني يتواكب مع النهج الاحترافي الحقيقي الذي تعزف الأندية على وتره لكن دون سماع نغماته في محيطها العملي.

رسم وتبني خارطة تحدد مسار الفرق وفق قدرات وعوامل تضبطها وتحكمها معايير فنية وإدارية، هي أول خطوة لتطوير منظومة العمل داخلها، تضمن لها الوصول إلى المبتغى المنشود، قصد تصويب وتصحيح العمليات والإجراءات الداخلية لديها ضمن أسس وآليات ممنهجة، تعمل على ضبط وتنظيم العمل المؤسسي لديها، ثم تقيس الأداء والنتائج تحت إطار الحوكمة الصحيحة، ما قد يسهم في ديمومة حياة الأندية، ويجعلها في مأمن عن مخاطر العواصف والانكسارات القارية.

لعل الظهور المتباين لممثلينا على مستوى الأداء والنتائج في المسابقتين يثير تساؤلات حول فاعلية بعض الأسماء الموجودة، وعن مدى الإضافة التي أسهموا بها مع فرقنا مقارنة بالمنافسين، فأنديتنا تتصارع في ما بينها، وتتفنن في تقديم الإغراءات لكسب ود اللاعبين، لكن العائد منهم دائما ما يأتي سلبيا وضعيفا عند التمثيل الخارجي.

أرﻗﺎﻡ صرف الأندية ﻛﺒﻴﺮﺓ، على تعاقدات ﻣﻦ المفترض أن تكون ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﻫﺰﻳﺔ ﺍﻟﻤﺜﻠﻰ ﻟﻠﻈﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰ ﺛﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺸﻔﻊ ﻟﻬﺎ في كثير من تحركاتها المبالغ فيها ﻟﻠﺘﺤﺮﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺫﺍﺗﻪ ﺧﻄﻮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ، ﺑﻼ ﺷﻚ ﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻣﺤﺰﻥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺠﺪ ﺃﻧﺬﻳﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﺎﺟﺰﺓ ﻋﻦ ﻣﺠﺎﺭﺍﺓ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻤﺎ ﺗﻤﻠﻚ ﻭﺑﻤﺎ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻟﺪﻳﻬﺎ.

في الواقع الصورة لا تعكس الواقع الحقيقي لأنذيتنا بالرغم ما تعيشه من أزمات إدارية، وما هو مخفي في إطارها، مثل أن الإحصاءات والأرقام جيدة في محصلتها الأفريقية خلال السنوات الأخيرة، بالرغم من فقدانها البوصلة في اتجاهات واضحة تحدد غايتها من المشاركة رغم تلك الشعارات والعبارات الرنانة التي تتردد عند البدايات، لذا يبقى إصبع اللوم واﻹتهام على عاتق رؤساء الأندية في محاولة الإجتهاد أكثر في مخرجات التكوين الضعيف ونوعية اللاعبين وبين نظام ذي لوائح هشة نسفت قواعد الصرف ومواثيق الشرف فيما بينها.