الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وسط جدل لا ينتهي...الرئيس الفرنسي يحي ذكرى وفاة نابليون بونابرت

الرئيس الفرنسي
الرئيس الفرنسي

يخلّد التاريخ أصحاب الأعمال العسكرية البارزة، سواء كانت أعمال بطولية شجاعة، أو سلطوية ودموية لمطامع شخصية، في الحالتين يكون للقادة ذكرى يعرفهم بها الأجيال.

في نفس السياق، أحيت فرنسا، أمس الأربعاء، الذكرى المئوية الثانية لوفاة الإمبراطور والقائد العسكري، نابوليون بونابارت، وسط جدل كبير وزخم ثقافي وسياسي حول صحة تكريمه.

ويدور الخلاف حول تكريم نابليون كشخصية تاريخية على شاكلة الإسكندر الأكبر ويوليوس قيصر، او تشبيهه بالإمبراطور نيرون الروماني الذي أحرق عاصمته، بينما أصرّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على إحياء المئوية آخذاً بالاعتبار ما تدين به فرنسا لهذه الشخصية الفذة، وما يلام عليه مثل نهمه في «استهلاك» الجنود لمعاركه الحربية التي لم تتوقف طيلة وجوده في السلطة، وتسلطه وإقامته نظاماً بوليسياً، وإعادة تشريع العبودية بعد أن كانت الثورة الفرنسية قد وضعت حداً لها.

وألقى ماكرون خطاباً في «معهد فرنسا» الذي أسسه نابليون ثم وضع إكليلاً من الزهر أمام قبره تحت قبة «الأنفاليد» الشهيرة. وشدد ماكرون، في كلمته، على أن ما يقوم به هو «إحياء» ذكرى نابليون وليس «تكريماً». عندما يُسأل عن مشاهير فرنسا، لا بد أن يكون نابليون بونابرت أولهم. فهذا الرجل الذي ولد في عائلة تنتمي إلى الأرستقراطية المتواضعة في مدينة أجاكسيو، في جزيرة كورسيكا المتوسطية، وأدخل إلى المدرسة الحربية الملكية بفضل واسطة قام بها والده، تسلق بسرعة لا مثيل لها أعلى المناصب في ظروف ثورية عاشتها فرنسا بعد ثورة العام 1789 والإطاحة بالملكية.

واعتبر نابليون نفسه  ابن الثورة الفرنسية وحامل قيمها ليس فقط قائد عسكري قوي، بينما أعاد تنظيم فرنسا ومنحها «قانون نابليون» الذي استوحته الكثير من الدول. أقام إدارة مركزية فاعلة وبنكاً مركزياً وأنشأ شهادة البكالوريا والمدرسة التقنية (بوليتكنيك) وشجّع العلوم وأقام مدرسة سان سير الشهيرة لتنشئة الضباط، وأعاد رسم هندسة باريس. وفي كلمته، أشاد ماكرون بـ«المخطط الاستراتيجي، والمشرع والباني» وبمَن «فرض المساواة بين الرجل والمرأة» وأوجد التفاهم بين الأديان والدولة. وقال الرئيس الفرنسي: «ليس هناك اسم يتمتع بالمجد كاسم نابليون. انطلق من لا شيء ولا يملك شيئاً لكنه حصل على كل شيء».